من يطفيء نار الفتنة في مدينة نبروه بعد ان كادت شوارعها تتحول الي ساحة للاقتتال اليومي؟ وهل يتدخل العقلاء من ابناء المدينة خاصة اولئك الذين يقيمون خارجها لوقف نزيف الدم بعقد جلسات للصلح بعد الاحداث الدامية التي شهدتها نهاية الاسبوع الماضي وراح ضحيتها اثنان من عائلتي ابو امين والمنزلاوي في مشاجرة بسبب اولوية الحصول علي السولار؟. والحقيقة ان مدينة نبروه تشهد حالة من الانفلات الامني والمجتمعي والاخلاقي غير مسبوق تسبب في اصابة المواطنين هناك بحالة من القرف العام بسبب تردي الاوضاع الامنية والاقتصادية بالمدينة التي كانت بدايتها مع اندلاع ثورة25 يناير ولاتزال مستمرة ولكن بصور ودرجات مختلفة تراوحت بين اغتصاب اراضي املاك الدولة والبناء عليها خاصة اراضي هيئة الاوقاف المصرية وانتشار ظاهرة الاسلحة النارية والبيضاء بمختلف انواعها والاتجار في الاقراص المخدرة علي نطاق واسع الي جرائم القتل والحرق والتي جعلت المدينة حديث مصر كلها بعد تلك المأساة التي تعيشها نبروه الآن ولن يكون آخرها واقعة خطف احد الاطفال من امام منزل والده بمنطقة البر الشرقي وطلب الجناة مليون جنيه فدية لاطلاق سراحه. رغم الثراء الشديد لإعداد كبيرة من اهلها الا ان السنوات الاخيرة شهدت تكوين عصابات تخصصت في الاستيلاء علي اراضي املاك الدولة والمواطنين بالاكراه المادي والمعنوي وحولتها من اراضي زراعية خصبة إلي مجرد كتل خرسانية صماء.. وراح بعض ضعاف النفوس يتخذون طرقا غير مشروعة وملتوية لتحقيق ثراء فاحش في اسرع وقت ممكن عن طريق الاتجار في المخدرات والسلاح وكل ما هو ممنوع ومن بين ما شهدته المدينة التعدي علي أكثر من80 فدانا من الاراضي المملوكة لهيئة الاوقاف المصرية باغتصابها والبناء عليها مما احال مساحات من اجود الاراضي الزراعية واخصبها الي مجرد كتل خرسانية. ولان الفوضي مستمرة والانفلات الامني علي اشده لا تستطيع اجهزه الشرطة التدخل لوقف هذه الاعتداءات علي الأراضي الزراعية كما انها لا تستطيع التدخل لضبط هؤلاء المغتصبين واصبحت الاراضي المملوكة للغير خاصة اراضي الدولة نهبا مستباحا حيث تقوم قلة معروفة باغتصاب الارض بوضع ايديهم عليها إما عن طريق طرد المستأجرين من الاوقاف او الملاك الاصليين او مساومتهم علي بيع ما لا يملكون ويتولون عمليات تقسيم وبيع الاراضي لقطع مباني تدر عليهم ملايين الجنيهات وهو الامر الذي احال جانبي طريق نبروه درين وطريق الاصلاح الزراعي المستشفي المركزي الي كتل خرسانية ووقوف هيئة الاوقاف بالمنصورة مكتوفة الايدي دون ان تحرك ساكنا وقد اصبحت لاحول لها ولا قوة امام هذه الاعتداءات الصارخة التي لاتجد من يردعها او يوقف زحفها يوما بعد يوم. ولم تتوقف عصابات الاتجار في الاراضي الحكومية بالقوة داخل هذه المدينة بل مدوا اعتداءاتهم تحت تهديد السلاح لاغتصاب حيازات مواطنين عاديين منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومساومة الورثة أو الاحياء منهم والضغط عليهم بجميع الوسائل لبيع اراضيهم بابخس الإثمان فقد شهدت الايام الاخيرة قيام بعض الافراد اغتصاب حيازة ارض ورثة المرحوم ابراهيم عمر نائب رئيس تحرير الاهرام والتي تبلغ مساحتها فدانا و20 قيراطا بحوض الترعة رقم22 عن طريق طرد المستأجر الاصلي واجباره علي التنازل عن عقد الايجار وقاموا بتحرير عقد لشخص اخر ينتمي لمجموعتهم وامعانا في التعدي قاموا باتلاف المزروعات يوم6 مارس الحالي وحرر الورثة محضرا بالواقعة بمركز نبروه برقم0069 جنح نبروه لسنة2013 ويخشي الورثة اغتصاب هذه المساحة بالكامل خاصة في غياب الشرطة وذلك عن طريق الوسائل التي تتبعها هذه العصابات مع أهالي المدينة والتي لم تعد تخفي علي أحد. ادي انتشار كميات ضخمة من السلاح الالي بمختلف انواعه وظهور مدافع الجرينوف والاسلحة الالية اوروبية الصنع التي لم تكن مصر تعرفها من قبل الي اصابة شرفاء هذه المدينة بحالة من القرف العام نتيجة انهيار الاوضاع الاقتصادية اثر الامنية بعد ان اضطر آلاف التجار الي اغلاق محالهم بعد غروب الشمس وقبل ان يخرج البلطجية حاملين الاسلحة النارية لارتكاب جريمة هنا او هناك او لمجرد استعراض القوة. غير ان حادث مصرع شابين من عائلتي ابو امين والمنزلاوي خلال الاسبوع الماضي بعد مشاجرة نشبت بين انصارهما بسبب اسبقية الحصول علي السولار من محطة الوقود الوحيدة بالمدينة كشف عن حجم السلاح الضخم الذي تعج به نبروه حاليا واصبح من الامور الطبيعية ان تري مختلف انواع الاسلحة النارية والبيضاء بأيادي الصغار والكبار علي حد سواء بمدينة نبروه الامر الذي يهدد باستمرار حالة الفوضي اذا ما استمرت حالة الغياب الامني والاخلاقي والمجتمعي بالمدينة. بداية الواقعة المؤسفة عندما اختلف اثنان من عائلتي ابو امين والمنزلاوي علي اولوية الحصول علي السولار وكشفت التحريات ان عائلة ابو امين تمتلك مصنعا لانتاج الطوب الطفلي وان احد افرادها كان قد وصل الي محطة السولار الوحيدة بالمدينة للحصول علي حصة المصنع بجرار مخصص لذلك في الوقت الذي سمح فيه مسئولو المحطة ببيع السولار في جراكن لبعض افراد عائلة المنزلاوي وتطور الخلاف بين الطرفين الي مشاجرة قام خلالها احد افراد عائلة ابو امين بطعن احد افراد عائلة المنزلاوي بمطواه وتم نقله الي مستشفي نبروه ثم تجمع اقاربه وقاموا بالتوجه الي منزل مصطفي ابو امين حاملين الاسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف وقاموا باشعال النار فيه وتبادل الطرفان اطلاق الرصاص مما ادي الي مصرع الشابين عمرو ابو امين وعبدالله المنزلاوي واصابة10 آخرين من بينهم العميد اشرف الخلاوي مأمور نبروه واحد المجندين ولم يتوقف الامر عند هذا الحد حيث اشتعلت حرب شوارع بين افراد من العائلتين وظهرت خلالها مختلف انواع الاسلحة خاصة بعد دفن عمرو حيث عاد اقارب ابو امين وانصارهم في ثورة عارمة وقاموا باحراق ومحال تابعة لعائلة المنزلاوي وانصارهم وفي الليلة التالية قام بعض افراد من عائلة المنزلاوي وانصارهم بالانتقام من انصار عائلة ابو امين باحراق محلات ملابس تابعة لهم ولم تتوقف حرب الشوارع نسبيا الا بعد ان تدخلت الشرطة بشن حملة مكبرة تمكنت من ضبط16 من المشاركين في هذه الاحداث والمحرضين عليها وباشر السيد موسي رئيس نيابة طلخا التحقيق في الواقعة باشراف المستشار راضي القصاص المحامي العام الاول لنيابات جنوبالمنصورة وامر بحبس15 من بينهم بعد ان وجه اليهم تهم القتل والحرق العمدي وحيازة سلاح بدون ترخيص واثارة الرعب والفزع بين المواطنين وجدد لهم قاضي المعارضات بمحكمة طلخا الجزئية الحبس7 ايام اخري وطلبت النيابة ضبط واحضار48 متهما في هذه الاحداث. ولا تزال نبروه تعيش علي صفيح ساخن بعد ان اصبحت الاسلحة النارية في ايدي الكبار والصغار علي حد سواء وفي وضح النهار واصبح الامر يستلزم تدخل العقلاء من ابناء المدينة وهم كثر خاصة ممن يقيمون بالمنصورة وغيرها لوقف نزيف الدم قبل ان تتحول الشوارع الي ساحة للاقتتال اليومي.