عبارة صادمة يتلقاها العشرات يوميا ممن قدرت لاكبادهم الاصابة بفيروس سي فيحرموا من الالتحاق بالعمل في شركات كبري أو من السفر للعمل بالخارج وهو ما يعد تمييزا صارخا ضدهم بلا مبرر كما يؤكد الاطباء أشرف45 عاما متزوج واب لطفلين عاش التجربة ورغم انه منع من السفر لاصابته بالفيروس الا انه يعترف انه لولاه لما اكتشف الامر مبكرا فكان بمثابة النجدة وها هو بعد تلقيه العلاج معافي تماما وتخلص جسده من الفيروس نهائيا. يحكي لنا أشرف البداية عندما كان يعمل في السعودية في عام2008 وعاد لمصر مخططا للسفر من جديد ولكن ليلتحق بوظيفة افضل ترضي طموحه المادي وتمثل نقلة في حياتة المهنية. ماهي الا ايام يستعد فيها للسفر من جديد وفي انتظار الحصول علي التأشيرة ليفاجأ بالاخطار الصادم يرجي مراجعة وزارة الصحة. ليدرك أشرف حينها ان امرا جديدا قد طرأ اعاد اشرف اجراء التحاليل ليقطع الشك باليقين وتأكد فعلا انه حامل لفيروس سي! لم يعد أشرف يومها الي أسرته وبيته ودارت برأسه الافكار والظنون ليس خوفا من المرض فهو بحكم ثقافته يعلم أن لكل داء دواء لكنه في النهاية رب أسرة ويحمل علي كاهله مسئوليات والتزامات لابد من الوفاء بها ولم يكن السفر سوي باب الأمل في تحقيق دخل أكبر وكان السؤال: هل اعالج نفسي بشكل سريع من خلال بضعة حقن من الانترفيرون واحقق املي بالسفر أم الغي الفكرة تماما واحصل علي كورس العلاج كاملا كما ينبغي؟ اختار أشرف الحل الثاني, وبدأت رحلة العلاج التي يعتبرها أشرف شاقة بكل المقاييس ليس بسبب المرض في حد ذاته فهو لم يعان منه بقدر ما عاني من أجل الحصول علي قرارات العلاج علي نفقة الدولة وما يشوبه من روتين وبيروقراطية لايمكن تفاديها والا تحمل المريض علي نفقته شراء الحقن الحقنة الواحدة تتكلف400 جنيه فضلا عن اجراء التحاليل الدورية والتي يتحملها كاملة. عام ونصف هي فترة تلقي العلاج قضاها اشرف بلا عمل قضاها في دراسة الحقوق لعله يعمل بالليسانس بعد الشفاء الذي تم سريعا بحمد الله وبفضل الاكتشاف المبكر للمرض وبدأ اصدقاؤه يدلونه علي فرص العمل ولم يعن أشرف سوي سؤال واحد هل يعيرون اهتماما للاصابة بالفيروس, كان اصدقاؤه ينبهونه الي ان تلك الشركة تهتم بينما لاتهتم أخري, ورغم علمه بشفائه التام وامكانه التقدم لاحداها الا أنه فضل العمل الحر بحكم امتلاكه لمهارة اصلاح الاجهزة الكهربائية وهو بالمناسبة بديل لم يكن ليتوافر لكثير من المرضي. أشرف حتي الآن لا يعلم من أين التقط العدوي فقد سبق أن أجري عملية جراحية وعالج اسنانه وبالطبع تردد علي صالونات الحلاقة الا انه عندما يسترجع فترة العلاج يؤكد ان الامر كان بسيطا وهينا علي عكس الشائع في اذهان المصريين ولم تكن معاناته الا بسبب الحصول علي العلاج المجاني وهو أمر يستحق المعاناة والانتظار والا تحمل المريض ما لا يطيق. خوف من التكلفة الدكتور علاء المهدي استشاري أمراض الكبد كشف لنا عن ان فكرة التمييز ضد مرضي الفيروسات الكبدية وفيروس سي تحديدا موجودة منذ الثمانينيات وأول من نبه اليها وحاربها هو رائد أمراض الكبد الدكتور ياسين عبد الغفار وبسبب هذا التمييز حرم الكثيرون من السفر للعمل بالخارج وتغيرت خططهم واحلامهم لمستقبلهم وربما كانوا في أمس الحاجة للسفر. ويوضح المهدي انه منذ نحو خمس سنوات بدأت بعض الشركات الكبري في مصر وقطاع البنوك ينهجون هذا النهج, ويرفضون تعيين المصابين بالفيروسات الكبدية بشكل عام, ومبررهم في ذلك مادي بالاساس, فهم لا يرغبون في تحمل تكلفة علاج, ربما تزيد اذا ما تطور المرض, واصيبت الكبد بتليف مثلا, وقد يصل الامر إلي حاجة المريض إلي زراعة كبد بتكلفة تتراوح مابين300 ألف إلي600 ألف جنيه. أما فكرة المنع خوفا من العدوي, فمن المعروف أن مريض فيروس سي يعيش حياته بشكل طبيعي, ويمكنه الزواج, لان العدوي لا تنتقل إلا عبر الدم. ويحكي المهدي عن نماذج عديدة لشباب واجهوا هذه المعاناة وتحطمت كل أمالهم, فيقول المشكلة ان الفحص الطبي دائما ما يأتي في المرحلة الأخيرة, فبعد قبول الشاب في وظيفة بالخارج وعمل المقابلة الشخصية, وتوقيعه للعقد, ينتظر تأشيرة السفر, وربما يكون قد استلمها بالفعل, ولا يبقي سوي استلام نتيجة الفحص الطبي من المعامل المركزية بوزارة الصحة, ليفاجأ بانه حامل لفيروس سي, وهنا تنقلب حياته رأسا علي عقب! وما لا يعرفه كثيرون ان الشاب قد يكون مجرد حامل للفيروس, لكنه مازال خاملا, وفي هذه الحالة لا يتلقي اي علاج ولا توجد لديه أي مشكلة, بل يجري تحاليل دورية لمتابعة نشاط الفيروس, ومع ذلك يمنع من السفر دون أي مبرر, وقد يظل الفيروس خاملا لسنوات عديدة. ويفاجئنا د. علاء بان حوالي70% إلي80% من اسباب انتشار المرض بهذا الشكل السريع في مصر لتصبح في المرتبة الأولي علي مستوي العالم في عدد المصابين يرجع إلي العامل المادي ايضا, فعندما يتعطل جهاز التعقيم, يعمل الاطباء بدونه, ويستعملون مطهرات عادية لا تقتل الفيروسات, ويظل الوضع كذلك إلي أن يتم اصلاح الجهاز بعد موافقات ادارية وتخصيص ميزانية, وهنا يجب علي الاطباء بحكم القانون أن يمتنعوا عن العمل في هذه الحالة بل تعتبر مواصلتهم العمل بادوات غيرمعقمة جريمة يتابع المهدي: محافظات وسط الدلتا( الغربيةالدقهليةدمياطوكفر الشيخ) هي الأعلي في نسب الاصابة بفيروس سي ليس في مصر فقط بل علي مستوي العالم, وتأتي كفر الشيخ في المقدمة بنسبة32% أي أن ثلث سكانها مصابون بالمرض. وبعد أن وصل معدل اصابة المصريين بفيروس سي إلي250 ألف سنويا, بما يوازي700 مريض يوميا اصبحت مصر هي أكثر دولة يجري بها ابحاث حول فيروس سي, ووفقا لمنظمة الصحة العالمية تضم مصر18 مليون مصاب بفيروس سي بما يوازي21% من السكان, أما الرقم الحكومي فهو9.2 مليون مريض, ويعالج95% منهم تقريبا علي نفقة الدولة, د.علاء أنه تزايد معدلات الاصابة بهذا الشكل في مصر منذ عام1986 حيث تم اكتشاف اول حالة اصابة, لكنه أكد انه بمجرد تناول كورس الانترفيون لمدة عام يتحسن المريض, وحبذا لو تم اكتشاف الامر مبكرا.