بعد نجاح الدول الإسلامية والغربية في تجاوز الانقسامات والاتفاق علي مدونة سلوك لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات مما مهد الطريق امام اصدار الاعلان التاريخي لوقف العنف ضد المرأه. اتفقت لجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع المرأة علي إعلان غير ملزم ينص علي مكافحة العنف ضد النساء ويؤكد الاعلان أن المرأة في جميع أنحاء العالم تستحق نفس حقوق الرجل. وقد تحفظت دول بينها إسلامية وعربية علي هذا الإعلان لكنها لم تعرقله. ونوهت مرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة ورئيس الوفد الرسمي المصري المشارك بالدورة إلي أن مصر وافقت علي الوثيقة بعد اشتراط أن يتم تنفيذها طبقا للتشريعات والقوانين الخاصة بكل دولة علي حدة مع مراعاة التقاليد الخاصة بكل مجتمع, وكانت المفاوضات قد استمرت12 يوما بعد موافقة الدول المتقدمة علي حذف أربع قضايا كانت محل خلاف ورفض من بعض الدول. ونصت الوثيقة النهائية المؤلفة من17 صفحة علي ضرورة حماية حقوق النساء والفتيات مثل حماية حقوق الرجال والفتيان. ورفضت الدول المتحفظة أي إشارة إلي حق الإجهاض أو أي لغة تتحدث عن اغتصاب المرأة من قبل زوجها أو شريكها أو الإشارة إلي الشواذ. وجاء في الاعلان أن اللجنة تطلب من الدول أن تدين بقوة جميع أشكال العنف ضد النساء والبنات والامتناع عن التذرع بأي تقاليد أو اعتبارات دينية لتبريره. وأضاف أن علي الدول تخصيص اهتمام لإلغاء الممارسات والقوانين التمييزية بحق النساء والبنات أو التساهل حيال تعرضهن للعنف. وأوضح الإعلان أن علي الدول إعطاء أولوية للقضاء علي العنف الأسري. وأبدت دول عربية هي مصر والسعودية وقطر وليبيا والسودان, بالإضافة إلي إيران ونيجيريا وهندوراس والفاتيكان وروسيا, تحفظاتها علي الإعلان لكنها لم تعرقل إقراره.وكانت مصر قد اقترحت تعديلا كان من شأنه السماح للدول بتفادي تنفيذ الإعلان إذا تعارض مع القوانين الوطنية أو القيم الدينية أو الثقافية, وقال بعض الدبلوماسيين إن هذا التعديل كان سيقوض الوثيقة برمتها. وفي غضون ذلك, اهتمت الصحافة العالمية بالتحفظات التي أبداها الإخوان المسلمون علي الإعلان, فقد أشارت صحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان الإخوان المسلمون يهاجمون إعلان الأممالمتحدة لحقوق المرأة الي أن الجماعة في مصر اعتبروا أن إعلان الأممالمتحدة الذي يدعو إلي وضع حد للعنف ضد المرأة سيؤدي إلي تفكك كامل في المجتمع. وأشارت إلي أنه بينما أمضي مندوبو لجنة حقوق المرأة في الأممالمتحدة ليلتهم الرابعة في نيويورك في مناقشة صيغة الإعلان, هاجمت جماعة الإخوان المسلمين, في بيان الإعلان واعتبرته وثيقة منحلة ومدمرة تقوض الأخلاق الإسلامية من خلال دعوة النساء للعمل والسفر واستخدام وسائل منع الحمل بدون إذن أزواجهن.