محمد نبيل لم يعد هناك أي مجال للشك في أن الشماريخ ستظل تطل برأسها من مدرجات ملاعب الكرة في كل محافظات مص ر وستظل الأندية هي الخاسر الوحيد بحرمانها من الجماهير في المباراة التالية مع دفع آلاف من الجنيهات, بالاضافة إلي خسائرها من عدم الأستفادة بقيمة تذاكر المباريات التي تقام بدون جمهور. وربما حالة الاصرار التي أعلنها جمهور الكرة في مصر تؤكد بما لا يقطع الشك باليقين أن مسألة حرمان الجماهير من مباريات فريقها ليست هي الحل لحماية الجماهير من أنفسها, لو وضعنا في الاعتبار أن الشماريخ سلاح قاتل للخروج عن النظام, والأهم من العقوبات التي تسنها لجنة المسابقات ويصدق عليها اتحاد كرة القدم هو كيف نجد حل لهذه الظاهرة وكيف نمنع وصولها من الأساس لأيدي شباب الجماهير التي وقعت في فخ بيزنس الشماريخ, وكيف يتم إحكام الرقابة علي مداخل ملاعب الكرة حتي لا نجدها في المدرجات ومن ثم نعاقب الأندية بالحرمان من جماهيرها. الشيء المؤكد أن هناك من يتربح من خلف التجارة في بيع ونقل الشماريخ وبرغم أن مصدر تلك الشماريخ معلوم للجهات الأمنية فلا يتم إحكام الرقابة عليها فهي تأتي من الأسكندرية والسويس وتحديدا من ميناءي المدينتين الساحلتين لأنها تستخدم في السفن وتتواجد بكثرة هناك, ودائما هناك من يقف خلف الخطأ والتربح منه فكيف يتم السكوت علي وصول تلك الشماريخ لأيدي الجماهير ثم نحسابهم علي أشعالها داخل المدرجات! وبلا شك يوجد هناك أشخاص أخرون يهمهم دائما أن تعم الفوضي ملاعب الكرة وأن يواصل الجمهور الخروج عن النص ومخالفة اللوائح التي سنتها لجنة المسابقات, فإلي متي ستظل الأندية تتجرع مرارة أخطاء وخطايا الغير, خاصة وأن إتحاد كرة القدم مازال يواصل تقديم ألغازه, فقد أعلن بشكل قاطع أنه المسئول عن مسابقة الدوري وعن كل ما يخصها, وكان ذلك لأثبات حقه في وضع إعلانات رعاياه في المؤتمرات الخاصة بالمباريات, ثم يأتي في الوقت نفسه ويعاقب الأندية علي شيء هو في الأساس مسئول عنها, فلماذا يكون مسئول وقت حصد الملايين ويتبرأ من المسابقة والجماهير وقت المخالفات, فبنفس منطق الإتحاد ولوائحه يكون هو المسئول الأول عن كل شيء بما فيها الجماهير, ومن الأحري أن يعاقب ذاته بدل من معاقبة الجماهير بسبب أشعال جماهيرها للشماريخ التي أصبحت صداعا مزمنا لم ولن يتم القضاء عليه حتي ولو خصم الإتحاد نقاط مباراة لأي فريق كما هدد من قبل. الجميع أستبشر خيرا مع الإعلان عن إجتماع وزيري الداخلية والإعلام مع ممثلي الأندية وإتحاد الكرة, ولكن هذا الخير تبخر مع الإعلان عن توصيات الإجتماع الذي أمتد لنحو الست ساعات فكان كله توصيات من نوعية تحذير الجماهير من مخاطر الشماريخ وضرورة توعيتهم بالأبتعاد عنها وغيرها من التوصيات والنصائح التي لا تفيد مع من تخطوا العشرينات من العمر واصبحوا يعلمون الصواب من الخطأ, وكنا نأمل أن يكون هناك قرارات صارمة ينفذها الأمن ضد من يتجاوز الخط الأحمر ويخرج عن النص, وعلي سبيل المثال يتم حرمان من يشعل الشماريخ من دخول مباريات فريقه فكاميرات التليفزيون أصبحت تكشف بشكل واضح مستخدمي الشماريخ والليزر والحجارة وغيرها من أدوات الشعب. الأطراف المسئولة عن الشغب الجماهيري متتعدة لكن هناك طرف واحد يدفع الثمن وهي الأندية التي تحرم من جماهيرها سواء بالمؤازرة أو بالدخل المادي من قيمة تذاكر المباريات, ويجب الإعتراف بأن إتحاد الكرة لديه مسئولية هو الأخر لأنه الأب الشرعي للعبة بكل تفاصيلها وأركانها والأمن مسئول عن دخول تلك الشماريخ للملاعب والجماهير بعدم وعيهم للأضرار التي يسببونها لفرقهم بينما المتهم الأول هو تجار تلك الشماريخ ومن يصلوا بها من الأسكندرية والسويس إلي مدرجات الملاعب التي نخشي أن نجد اليوم فيه ملاعبنا تشتعل بفضل تلك الشماريخ.