كلفني إبراهيم سعدة بصفته رئيسا لتحرير أخبار اليوم في آواخر ال80 بالذهاب إلي أحد الفنادق النيلية المشهورة لمقابلة المناضل الإعلامي حمدي قنديل الذي عاد للوطن بعد رحلته في المنفي بدأها في عهد أيام السادات. صدرت أوامر الرئيس تحرير بسرعة الذهاب إلي غرفته في الفندق لإجراء حوار صحفي عاجل.. كدت أطير فرحا وأنا أعد العدة لاصطحاب مصور.. وهات يا دراسة وبحث وفحص وفعص وتمحيص وتفعيص وتنقيب لإعداد الأسئلة. وبعد ما قضيت ساعات أكد وأكدح وأنقب.. فوجئت بالسيد الرئيس تحرير يضحك ساخرا ويقول: ما كل هذا؟؟ أنا أريدك فقط الذهاب إليه وعمل موضوع صغير في صفحة قيل وقال التي تهتم بالنميمة بالأساس!. موضوع صغير؟؟ نعم.. ومحدد! لا يتطرق للسياسة وإنما يركز فقط علي تجربة حمدي قنديل تجربة رائعة ناجحة للامتناع عن التدخين!! وهي تجربة جرت وقائعها في الدانمارك أو بلجيكا لا أتذكر عن طريق عمل مساج خاص في الرأس!! أفندم؟ هكذا سألت وأنا أكاد أخرج مرارتي من أحشائي وأقدمها قربانا للسيد الرئيس تحرير لأنجو من تلك المقابلة الحوارية الصحفية الغريبة!!! وتساءلت بعد أن فقدت مرارتي الغالية: أنا أذهب بطولي وعرضي المتواضع لإجراء حوار صحفي مع تلك القامة والعامة الإعلامية السياسية الفظيعة وأتحدث معه عن واحد هرش له في رأسه فأقلع عن التدخين!!؟ ومن غيظي وفرستي ووكستي مزقت الأسئلة.. ودعوت صديقتي وزميلتي في الأخبار آمال عبد السلام بالذهاب معي إلي الفندق لرؤية حمدي قنديل وقد كانت من أشد المعجبين والمنبهرين به. ركبنا الناقة الصحفية وشرخنا ونحن نكاد ننفلق من الضحك حيث أحمل الكاسيت إياه بحجم الراديو الصعيدي في الستينيات وعند جناح حمدي قنديل الفندقي طرقنا الباب ليفتح لنا مندهشا سائلا من منكم دينا؟ وبثبات المقاتل دخلنا لأعرفه بنفسي وبزميلتي.. وشربنا القهوة! وأنا أضغط علي أزرار الكاسيت العملاق لينطلق الإعلامي في رواية تجربته الخزعبلية في الإقلاع عن التدخين عن طريق هرش أقصد تدليك رأسه!!! [email protected]