فى زمن علياء المهدى تلك المرأه التى تجوب العالم عاريه تعبيرا عن اعتراضها , لا معنى للاغلبيه ولا قيمه للمعارضه. علياء الان حديث العالم الذى ينظر الى عريها باعتبارهأحد أشكال حريه التعبير, وهى أيضا حديث الفضائيات والمواقع الاخباريه وبعض الصحف في بلادنا باعتبارها ناشطه سياسيه , اما لقطات الفيديو التى ينشرها هواه اليوتيوب , فحدث ولا حرج , اذا علمت أنها حققت ملايين المشاهدات , وكل مشاهد ونيته . نساء اخريات مجرد سماع اصواتهن وهن كاسيات يلزمك التوبه عن جنس الحريم , هددن فى فيديو اخر بالوقوف فى ميدان التحرير عرايا ايضا اذا لم تتحقق مطالب الثوره . لم تكن علياء وحدها هى التى خلعت برقع الحياء كما يقال فى بلادنا ولا هؤلاء النسوه, ولكن الكثير من الاعلاميين والسياسين ورجال الاعمال و النشطاء وومن نسميهم نخبه وغيرهم خلعوا -هدومهم ملط – وتنازلوا عن مواقفهم وافكارهم وربما معتقداتهم بعد ما يقال انها ثوره فى مصر . فلا لوم ان قلنا ان نصف الثوره التى حدثت فى بلادنا فاطاحت بالنظام الفاسد , قدكشفت عن أسوا أخلاقياتنا , واضاءت الجوانب المظلمه فى حياه هؤلاء وهؤلاء التى برعوا جميعا فى اخفاءها , خاصه هؤلاء الذين اطلقوا على أنفسهم لقب النخبه , وصدقهم الغلابه بكل اسف , بل واحترموهم , واعتبروهم رموزا وقيادات بعض الوقت . أنت وانا , كل فى دائره اهتمامه نعرف كل هؤلاء قبل نصف الثوره , رايناهم مرارا وتكرار على شاشات الفضائيات وفى الصفحات الاولى والاخيره بالصحف القوميه والحزبيه وصحف رجال الاعمال . أنت و أنا شاهدناهم و سمعناهم وقرأنا لمن وظيفته الكتابه منهم , وعايشناهم فى الدوائر الانتخابيه . ومع ذلك لا يستحون أن يكذبوا أمامنا وكأنك امام اشخاص اخرين ولدوا بعد 25 يناير 2011 . فى زمن علياء المهدى , ترى وتسمع من يدافع عن قطع الطرق , وحرق اقسام الشرطه , ومنع وسائل النقل العام والخاص , وغلق ابواب المحاكم , تحت شعار الحق فى التظاهر . ولكننا لا نرى ولا نسمع عن اجراء حكومى سلمى لمنع هذه الظواهر الانتقاميه , اللهم الا فرقعه قنابل الغاز واصابه العشرات وسقوط ضحايا من طرفى المواجهات التى تكاد ان تكون يوميه , والا فمن يفسر لنا الصمت المريب ازاء اغلاق اكبر مجمع للموظفين فى الدوله المصريه فى التحرير , بل سقوط ميدان التحرير نفسه اسيرا فى قبضه عشرات الشباب والاطفال . ومن يقسر لنا ما يحدث فى بور سعيد والمنصوره , وما حدث من قبل في الاسكندريه وطنطا والمحله الكبري . والادهى والامر من ذلك ان يعلن العشرات من مواطنى بعض المدن المصريه فى محافظات زراعيه وصناعيه استقلالها , ويرفعون علما غير علم بلادهم , وكأن شيئا لم يكن , وكأنها ليست جريمه خيانه عظمى ولا احد يحاسبهم . فى زمن علياء المهدى ما عليك الا ان تسمع وترى ,أ ما ما اعتقدت انها ثورتك او ثوره ابنائك فقد سقطت فى يد غيرك , وليس امامك الا ان تتحسر وتندم لانك كنت واحدا ممن شاركوا فيها , فكل ما تراه وتسمعه يؤكد لك انك كنت مخطئا حين ظننت ان بلادنا ستنطلق بعد كسر قيدها , والا فما رايك ان كنت لا تعرف حتى الان من قتل ابناءنا الجنود فى رفح فى رمضان الماضى ؟ وما رايك فيما تسمعه عن دخول عناصر من حماس الى مصر لتخويف الناس وارتكاب جرائم ؟ وما رايك اذا كنت انت الوحيد فى شارعك الذى لا يملك مسدسا او بندقيه ليدافع بها عن نفسه فى زمن الانفلات الامنى ؟ وما رايك فى تمرير دستور بلادك بهذه الطريقه رغم اعتراف من مرروه بانه يحتاج الى تعديلات ؟ وما رايك فى مئات المتغيرات التى تعيش فى ظلها خلال العامين الماضيين ومنها بالطبع الارتفاع الجنونى للاسعار , والهبوط المخزى للجنيه امام الدولار ؟ طبعا لا حاجه لان نتكلم عن فتاوى هدم الاهرامات وتحريم بعضهم للانتخابات , ولا حاجه للكلام عن أحدهم الذى قال عن سيدنا عيسي انه -الواد ربنا- فى قناه توصف بانها اسلاميه , كل هذا وأكثر فى ظل تحذير ألمانى للحكومه المصريه بوجود معسكرات لمسلمين متشديين ألمان فى مصر – تخيل ان المانيا تحذر مصر من مسلمين –ولا احد يعقب على الخبر . فى زمن علياء المهدى ما على المسئول الا ان يطلق التصريحات , وما على المواطن الا يكذب عينيه واذنيه وربما شفتيه , فكل ما يسمعه , اما انه تحذير أو انه أحلام . وبما انك مواطن فانت لست بحاجه لان اقول لك ان الفساد الادارى يهرى كبدك , وان الرشوه لم تنقطع ان لم تكن قد زادت , وان القطط السمان اصبحت عجولا لا تشبع وانها فقط غيرت اساليبها ومظهرها . ووفقا لنظريه المؤامره , فان تلك الحاله التى نعيشها هى مقصوده بل هى هدف , وتسمى عمليه خلخله وحلحله , يعقبها سيطره وتحكم وتمكين , وما عليك الا ان تيأس وتستسلم للامر الواقع . وحتى تتاكد أنه زمن علياء المهدى ,وأنها نصف ثوره , فما عليك الا أن تسمع وتشاهد تصريح الاعلامى وائل الابراشى لزميلته فى فضائيات رجال الاعمال منى الشاذلى , بانه تراجع عن بث حوار تليفزيونى لان تصريحات ضيفه كانت ستقلل من فرص فوزه بمقعد الرئيس , هكذا ببساطه . iii