أكد شوقى أحمد محمد، رئيس الطائفة «المهداوية»، أن المهدى المنتظر موجود، ولكنه مختفٍ فى العراق فى انتظار الوقت المناسب للخروج، وأن الثورات العربية وما تبعها من أحداث ما هى إلا إرهاصات لظهوره الذى بات قريباً جداً. وقال فى حوار مع «الوطن» إنه على اتصال بالمهدى، الذى سيحل مشاكل مصر، وستتبعه الدول والجيوش واحدة تلو الأخرى، وسيدخل إسرائيل ويحرر فلسطين.. حول الطائفة المهداوية، ودعوتها وشعائرها ومعتقداتها، والمهدى المنتظر، دار الحوار التالى.. ■ كيف بدأت رحلتك مع الفكر الدينى.. وماذا عن حياتك قبل أن تعتنق المذهب الشيعى؟ - رحلتى مع الفكر الدينى بشكل عام بدأت فى فترة السبعينات، وكان الناس وقتها يخافون من التدين بشكل رهيب، لدرجة أن مصر فى عام 1985 لم تكن فيها امرأة «رُكبتها متغطية»، وكانت أجهزة الأمن تقبض على الناس بتهم ضبطهم متلبسين بصلاة الفجر فى المسجد، ثم إن السادات بعد ذلك استعان بالتيارات الإسلامية لمواجهة المد الشيوعى، وأنا زاملت خلال تلك الفترة كلا من عصام العريان وخالد الزعفرانى وعبدالمنعم أبوالفتوح فى الجامعة، وأسسنا جماعة «المسلم اليسارى»، ثم تتلمذت على يد شكرى مصطفى أبوغلاب الذى تم إعدامه سنة 1977، ودعانا إلى فكر «التكفير والهجرة»، واستطاع استقطاب عدد كبير من الشباب وبقيت معهم حتى عام 1981، حتى اعتقلنا السادات قبل وفاته، وكان معنا محمد شوقى الإسلامبولى فى زنزانة واحدة، وفى هذه الفترة اكتشفت مناطق الخطأ فى فكر التكفير والهجرة، الذين كانوا يكفرون كل من لا ينتمى إليهم، وهو أمر لم يتقبله عقلى، وبدخولى السجن اكتشفت أناساً أكثر تدينا منى، ومع ذلك كفّرتهم الجماعة، ولكن فى المقابل فإن جماعة التكفير والهجرة تبحث عن المهدى المنتظر، الذى سيملأ الدنيا عدلاً وقسطاً. ■ كيف تحولت إلى المذهب الشيعى؟ - فى سنة 1985 ذهبت إلى الحج، وقابلت هناك مجموعة من الحجاج الإيرانيين، ولفت نظرى ترتيبهم واتباعهم لمناسك الحج بكل ورع وخشوع، فتعرفت عليهم وبدأت أسمع لهم، ونصحنى أحد أئمتهم بقراءة بعض الكتب، وبعد فترة من القراءة اعتنقت المذهب الشيعى، وكتبت أبحاثاً فيه، كما تحدثت عن ظهور الإمام المهدى المنتظر. ■ ماذا تقصد بالإمام المهدى المنتظر؟ - نحن نؤمن بظهور المهدى الذى سينقذ الأرض فى نهاية الزمان، وهذا المهدى يجب أن تتوافر فيه شروط معينة، منها أن اسمه على اسم الرسول (صلى الله عليه وسلم) واسم أبيه مثل اسم والد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبالفعل تحقق لنا ظهوره، والمهدى الغائب عند الشيعة الجعفرية هو الإمام محمد بن الحسن العسكرى. ■ بحسب ما تدعى.. متى ظهر هذا الإمام؟ - ظهر الإمام أحمد الحسن لأول مرة فى البصرة بالعراق عام 1999، وعمره الآن حوالى الأربعين، ويرجع نسبه إلى «الإمام أحمد بن السيد إسماعيل بن السيد صالح بن السيد حسين بن السيد سلمان بن الإمام محمد بن الإمام الحسن بن الإمام على بن الإمام محمد بن الإمام على بن الإمام موسى بن الإمام جعفر بن الإمام محمد بن الإمام على بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب (عليهم السلام)»، وفى تلك الفترة، عند ظهوره الأول، كنت شيعياً عادياً، ثم اعتنقت مذهب الطائفة المهداوية عام 2004. ■ ومَن شجعك على اعتناق هذا المذهب فى مصر؟ - كان هناك صحفى اسمه صالح الوردانى، له عدة كتب فى التشيع، وكان الإمام المهدى قد قرأ له بعض الكتب فأرسل له اثنين من أتباعه يدعوانه إلى الإيمان بالمهدى المنتظر، ونشر دعواه فى مصر، وفى اليوم الذى جاء إليه هذان الرسولان كنت فى زيارة شخصية له فى منزله، وتعرفت عليهما، وسمعت ما يقولان واقتنعت به، فقررت أن أعتنق هذا المذهب. ■ ما الذى سمعته منهم جعلك تؤمن بالمهدى المنتظر لدرجة أنك أصبحت تمثل دعواهم الآن فى مصر؟ - كل أصحاب العقائد حتى النصارى واليهود عندهم مهدى ينتظرونه، وكان التساؤل هو: «هل لكل من هؤلاء مهدى منتظر، أو منقذ يختلف من طائفة إلى أخرى؟»، فكانت الإجابة لا.. سيكون هناك مهدى منتظر واحد ينقذ البشرية كلها على اختلاف انتماءاتهم، وعندما سمعت منهما عن السيد أحمد الحسن، وجدت أن فكره موجه إلى شعوب الأرض قاطبة، كما كان هناك عديد من الدلائل الأخرى، أولها التحدى الكبير الذى خاضه، حينما دعا أئمة العلم على اختلاف مشاربهم إلى مناظرة يوجه إليه فيها 100 سؤال، ويوجه هو لهم سؤالاً واحداً فقط، وإن أخطأ فى الإجابة فهو كاذب، والنتيجة أنه لا أحد من علماء الدين جرؤ على خوض التحدى، كما كان له العديد من الكرامات والدلائل المادية على الأرض. ■ ما هذه الدلالات؟ - فى إحدى المرات تحداه الإمام الشيعى على الكورانى، الذى كان فى زيارة مؤخراً إلى مصر، وطلب منه معجزتين لكى يصدق أنه المهدى المنتظر، الأولى أن يصاب «شارون» بكارثة، والثانية ارتبطت ب«الكورانى» نفسه، كأن يمنعوه من دخول قناة «الأنوار» الشيعية، التى هو شريك فيها، وتحققت المعجزتان بالفعل، ومات شارون إكلينيكيا، منذ 5 سنوات، ومنع الكورانى لأسباب غير معروفة من دخول القناة لمدة سنة كاملة، وكان هناك أيضا عالم من العراق اسمه على الشكرى، تحدى الإمام المهدى بعد أن سبه وآذاه كثيرا بالكلام، وقال له لو أنت الإمام المنتظر فأرنى كيف يمكن أن يصيبنى مكروه اليوم، ومع نهاية اليوم انقلبت سيارة الشكرى فى حادث كان هو ضحيته الوحيدة، فيما نجى منه 4 كانوا معه.. ■ وما المفترض أن يحدث فى الأرض عند ظهور المهدى.. هل ستقوم القيامة قريباً مثلاً؟ - علامات القيامة ظهرت منذ وقت طويل، وظهور المهدى المنتظر مرتبط بحروب فى العراق وسوريا، وستؤيده مصر دون حروب، وستسقط ممالك كبرى، منها أمريكا، وأوروبا، لأن معه السيد المسيح عليه السلام. ■ هل سيعيش الإمام المهدى المنتظر كل هذا العمر لكى يرى ما تتحدث عنه؟ - سيحدث هذا قريباً جداً، والثورة المصرية وتولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة فى مصر دليل قوى على قرب وقوع تلك الأمور، وسنراها بأعيننا، فمرسى لن يستطيع أن يحل أى مشاكل فى مصر، والإمام المهدى المنتظر هو من سيحلها، لأنه مؤيد من الله سبحانه وتعالى، وسيحكم العالم بعد الإمام المهدى أحمد الحسن، 11 مهديا آخر من نسله، إلى أن تقوم الساعة. ■ كيف سيحل مشاكل مصر؟ - قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لو وصل عدد المخلصين للإمام المهدى المنتظر إلى 10 آلاف شخص يكونون جيشه إضافة إلى 313 من كبار قادة الفكر على مستوى العالم، منهم 50 امرأة، فعندها سيظهر الإمام للعلن»، لتبدأ الأحداث فى التوالى، لذلك نحن نقوم بنشر دعواه فى العالم كله، بما فى ذلك مصر. كما أن الرسول قال إن المهدى سيأتى بدين جديد، وهذا الدين هو الإسلام نفسه، لكنه سيعود غريباً كما بدأ فى عهد الرسول، وأول من سيحاربون المهدى هم علماء الدين الحاليون. ■ وهل اجتمعت لكم الأرقام التى تحدثت عنها من المخلصين للإمام المهدى؟ - لا أستطيع أن أفصح عن أية معلومات تخص هذا الأمر. ■ وكيف يعيش الآن إمامكم المنتظر؟ - هو متخفٍّ فى العراق، لأن كل مراجع الشيعة كذبوه، وأهدروا دمه، ولكن مريديه ومحبيه يتواصلون معه، وهو خريج كلية الهندسة، ومتزوج وأنجب المهدى الثانى المنتظر. ■ ألا تخشى ردة فعل علماء الدين حيال ما تقول من ادعاءات وأنت فى بلد الأزهر؟ - لا.. فنحن دعاة فكر، وعلماء الأزهر مجرد موظفين، وعندى استعداد للدخول فى مناظرات معهم على أن تكون مناظرات علمية وراقية. ■ من أين تحصلون على التمويل اللازم لنشر دعوتكم؟ - لا يوجد أى تمويل، ونحن نعيش على الكفاف، وأنا أنفق على أسرتى من مرتبى فقط. ■ هل تتلقون علوم مذهبكم من حوزة دينية فى العراق؟ - نعم، لنا حوزة ونحن نتلقى الدروس من خلال الإنترنت. ■ هل قلة التمويل هى التى دفعتكم لنشر دعوتكم فقط من خلال إنشاء مدرسة «أنصار الإمام المهدى» لتعليم المذهب فى مصر؟ - نعم، ونحن نقوم بجمع مريدى المعرفة فى هذه المدرسة لتعريفهم وتعليمهم المذهب. ■ ما مناهج هذه المدرسة ومن يدرس فيها؟ - نقوم بتدريس كتب الإمام مثل «مع العبد الصالح»، و«مجمع البحرين»، و«العجل»، و«بيان الحق والسداد مع الأعداد»، و«الجهاد الحق»، و«المتشابهات»، و«النبوة الخاتمة»، وغيرها.. ووصلت إلينا هذه الكتب عن طريق المترددين على العراق، والذين يدرسون فيها من مختلف الطوائف والأعمار. ■ هل ينضم هؤلاء التلاميذ للطائفة بعد دراسة هذا المنهج؟ - نعم، وسنحاول أن نستخرج للمدرسة ترخيصا، فى وقت قريب، وبشكل عام نحن مستمرون فى عملنا سواء أقرته الحكومة أو رفضته، ولا نخاف من أحد لأننا نعمل فى النور. ■ كيف تتواصلون مع المهدى المنتظر الذى تتحدث عنه؟ - من خلال موقعه على شبكة الإنترنت، لكن لا أحد يعرف مكانه أو شكله، وبالمناسبة لم تلتقط له صورة واحدة طوال حياته على الرغم من أنه أتم تعليمه كاملا، وتخرج فى الجامعة، وهذه فى حد ذاتها معجزة. ■ وهل تواصلتم معه بعد ثورة 25 يناير وعلمتم رأيه فيها؟ - ثورة 25 يناير من إرهاصات خروج المهدى المنتظر، وتعتبر تمهيداً له، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: «يوم تخلع العرب عمتها فانتظروا الإمام، وإنه سيحكم الجزيرة رجل اسمه على اسم حيوان يخلفه أخ له اسمه عبدالله، فبشروا بهلاك عبدالله وبشروا بظهور المهدى»، وهذا حدث بالفعل، حيث حكم الجزيرة الملك فهد، وشقيقه عبدالله من بعده. ■ هل صحيح أن طائفة المهدى المنتظر تؤمن بأن الغزو الأمريكى للعراق كان من أجل قتل الإمام المهدى؟ - نعم.. فأمريكا مؤمنة بظهور المهدى المنتظر أكثر منا، وهى تعرف تماماً أنه سيسلب ملكهم، لهذا كان الغزو خطوة استباقية فى محاولة لقتل المهدى، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه، لأن مكانه غير معلوم. ■ وما مستقبل مصر بحسب ما تدعون؟ - ستكون فى مصر دولة ذات اتجاه إسلامى، وعندما ترى هذه الدولة انتصارات المهدى المنتظر ستنضم إليه. ■ وأين ومتى سينتصر الإمام المهدى؟ - كذب الوقّاتون، الذين يحددون الأشياء بالوقت، لكن هذا الأمر سيحدث قريباً جداً، وبالنسبة للانتصارات، فستكون فى دخول إسرائيل، وتحرير فلسطين، وسيلتقى العرب، وعلى رأسهم مصر، مع المهدى المنتظر فى القدس، ثم تبدأ دولة الخلافة والعدل الإلهية فى العراق، ثم ستنضم إليها سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، ثم يستحوذ على لبنان، ويدخل إسرائيل، وتنضم إليه لبنان، فيما ستلتهب حماسة مصر، لينضم جيشها إلى جيش العراق على بوابات القدس. ■ هل المهدى المنتظر يعرفك شخصياً؟ - نعم، وهو يراسلنى شخصيا. ■ هل يمكن أن تسمح لابنتيك بأن تتزوجا زواج متعة باعتباره من أساسيات المذهب الشيعى؟ - نعم، فزواج المتعة حلال، والرسول (صلى الله عليه وسلم) أحله، ثم حرّمه، ثم أحله، ثم اختلف عليه الصحابة، والذى حرم زواج المتعة هو عمر بن الخطاب بعد أن وجد أخته «حاملا» فسألها «من فعل ذلك؟»، فقالت له «تمتع بى فلان»، فحرم زواج المتعة، وقالها صراحة: «متعتان كانتا على عهد رسول الله، وأنا أحرمهما هما زواج المتعة، ومتعة الحج»، والإمام المهدى أحمد الحسن شرع أن يكون أقل مدة لزواج المتعة 6 أشهر، حتى لا تكون دعارة مقنعة. ■ هل ستقيمون حسينيات تمارسون فيها شعائركم؟ - نعم، هذا من حقنا، ونحن نسعى إلى ذلك بكل قوة.