عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمة وسط
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 05 - 2012

لك الله يا مصرنا من شر غزو الصواريخ والمدافع والمخدرات المهربة التي يتصدي لتياراتها الشيطانية المتدفقة حرس الحدود بدمائهم وأرواحهم‏..‏ ولك الله يا مصرنا من شر غزو شيعي يستهدف وحدة نسيجنا الديني والاجتماعي والروحي الذي يتصدي له شيخ الأزهر مكشرا عن غضبته الدينية كي لا ينتشر علي أرض السنة والتوحيد دور عبادة لا تسمي باسم المسجد والجامع وإنما بالحسينيات الشيعية لزرع الطائفية وثقافة كره لأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في نفوس المصريين أكثر شعوب الأرض حبا واحتراما وإجلالا لآل بيت النبي وصحبه ولا يقبلون في ذلك مزايدة ولا احتيالا.. مصر قبلة الأنبياء والمرسلين التي شرفت بأن أثني عليها رب العرش الكريم, وجاء ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين موضعا صراحة وكناية.. مصر التي كانت فصلا جليلا من تاريخ كل دين, وعلي أرضها كلم الله موسي وبعثه هداية للعالمين, وأقبل عليها يسوع في المهد وكانت به أسبق المؤمنين, ثم صارت من بعد, حصن الإسلام ومعقله الحصين.. مصر التي أتاها من آل بيت النبي وصحبه الكثيرون تلبية لنداء ادخلوها آمنين ليختلط ثراها بثراهم لتصبح مثوي للإمام الحسين سيد الشهداء القائل: حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم, فلا تملوا النعم فتعود نقما.. وفي ثري مصر السيدة زينب بنت بنت النبي, وجدتها لأمها السيدة خديجة, وأمها السيدة فاطمة الزهراء, وأبوها الإمام علي بن أبي طالب, وشقيقاها الحسن والحسين التي جاءت إلي مصر عام61 ه وفاضت روحها الطاهرة في عام62 ه.. وفي مقابر الوزير بالقلعة محمد بن الحنيفية ابن الإمام علي الذي نسب إلي أمه تمييزا له عن أخويه الحسن والحسين وتوفي عام80 ه.. وفي حي زين العابدين مقام الشهيد الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين المتوفي عام122 ه.. ويضم ثري مصر المبارك السيدة فاطمة النبوية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وكانت من رواة الحديث وروي لها أبو داود والترمذي وكثيرون ورحلت في عام110 ه.. وفي رحاب مصر السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب, وأمها رباب بنت امرئ القيس بن عدي وكانت أول من أقام ندوة للأدب والعلم والشعر اشترك فيها الشعراء الفرزدق وجرير وجميل وكثير وفاضت روحها في عام117 ه.. وفي ميدان السيدة نفيسة بالقاهرة مقام نفيسة العلم ابنة حسن الأنور بن الحسن بن علي بن أبي طالب, التي حضر إلي مجلسها أئمة الفقه الإسلامي, فقد زارها الشافعي, وعبدالله بن الحكم, وأبوالحسن الدينوري, وذو النون المصري والشيرازي والسخاوي وأبوالحسن الموصلي, ولما توفي الإمام الشافعي عام204 ه حملوه إلي دارها فصلت عليه تبعا لوصيته مأمومة بالإمام البويطي, وبعد رحيل الشافعي حفرت قبرها بيدها في حجرتها التي أصبحت فيما بعد مشهدها ومسجدها, وفاضت روحها في15 رمضان عام208 ه عندما وصلت في قراءتها لسورة الأنعام عند قوله تعالي لهم دار السلام عند ربهم.. وشرفت أرض الكنانة كمثوي للسيدة رقية حفيدة الحسين, والسيدة عاتكة زوجة محمد بن أبي بكر الصديق, والسيدة فاطمة الجعفرية حفيدة جعفر الصادق, والإمام الشافعي, وسارية الجبل والصحابي مسلمة بن مخلد, ومحمد بن أبي بكر الصديق و..الخ..
مصر أمة الوسط علي هدي قوله تعالي في سورة البقرة: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس.. أمة الوسط في ظلال الحديث الشريف خير الأمور الوسط.. أمة الوسط تبعا لنصيحة الإمام علي عليكم بالنمط الأوسط فإليه ينزل العالي وإليه يرتفع النازل.. أمة الوسط في تفاسير العلماء, فقد جاء في تفسير ابن كثير: الوسط ها هنا الخيار والأجود, كما يقال قريش أوسط العرب نسبا ودارا أي خيرها, والرسول وسط في قومه أي أشرفهم نسبا, والصلاة الوسطي أفضل الصلوات, والوسط العدل.. وفي تفسير المنار أن من كان وسطا بين شيئين فإنه يري أحدهما من جانب ويري الثاني من جانب آخر.. وورد في ظلال القرآن أمة وسط في التصور والاعتقاد.. في التفكير والشعور, لا تجمد علي ما علمت ولا تغلق منافذ التجربة والمعرفة.. أمة وسط لا تدع الحياة كلها للمشاعر, ولا تدعها كلها للتشريع.. أمة وسط لا تلغي شخصية الفرد وتذيبه في شخصية الجماعة والدولة, ولا تطلقه كذلك فردا لا هم له إلا ذاته.. أمة وسط في المكان, وأمة وسط في الزمان.. أمة وسط لأن الإسلام دين وسط... ومن هنا اجتمع هذا الأسبوع علماء الأزهر والتيارات الإسلامية المختلفة في مصر الذين يمثلون الصوفية والسنة المحمدية والإخوان المسلمين والسلفيين لرفض أي تدخل في المنهج الإسلامي الوسطي في مصر عن طريق المد الشيعي وجعل الدفاع عنه بمثابة الخط الأحمر وذلك بعدما وضعتنا دولة الشيعة في مخها ومخططاتها بعدما حققت استراتيجيتها نجاحا كبيرا في اختراق العرب وتمزيق الحد الأدني من التضامن العربي بسحب نظام بشار من المحور العربي السعودي المصري وكان النجاح مرتكزا علي افتعال وتضخيم صراع شيعي سني في المنطقة لتتدخل في شكل عمليات تخريبية بحجة حماية الشيعة من عسف أنظمة السنة, والخوف القادم من استخدام تلك الحجة لتشكل محاولة لإغلاق بوابة الخليج لإلحاق الأذي بالاقتصاد الخليجي المرتكز علي تصدير الطاقة النفطية.. والخوف القادم علي مصر بقدوم المرجع الشيعي الشيخ علي الكوراني إليها وقيامه بتنظيم العديد من الندوات الفكرية التي تزامنت مع اللغط حول بناء حسينيات خاصة بالمذهب الشيعي!.. والخوف القادم مما صرح به الدكتور أحمد راسم النفيس الأستاذ المساعد بجامعة المنصورة وزعيم الشيعة في مصر البالغ عددهم حوالي750 ألفا من قرار الشيعة دخول معترك السياسة من خلال حزب التحرير المزمع تأسيسه ويضم الحزب تبعا لقوله شخصيات لا تنتمي إلي تيار معين فهناك أساتذة في الأزهر وأقباط وقيادات صوفية.. وعندما يسأل زعيم شيعة مصر عن نوعية حسينياتهم يجيب: من حق الشيعة ممارسة صلاتهم وأذكارهم دون تقيد أو منع!.. وحول أوجه الاختلاف بين السنة والشيعة لا يراها زعيم الشيعة سوي في الصلاة حيث آذان الشيعة حي علي خير العمل, وفي الحج لا خلاف سوي حول مسألة الشمسية التي يرفضها الشيعة وتجيزها السنة التي أباحت أيضا النقاب في الحج.. بينما ما لم يقله الزعيم إن الشيعة لا يقبلون كل علماء السنة, ويرفضون كتبهم, فلا البخاري عندهم مسلم, ولا النسائي, ولا أبوحنيفة أو مالك, أو الشافعي أو ابن حنبل, ونتيجة لنبذهم للصحابة وللتابعين ولكتب الحديث والتفسير فقد اعتمدوا علي الأقوال المنسوبة لأئمتهم, وهي غاية في الضعف.. وهنا ظهرت لديهم الكثير من البدع المنكرة ومنها بدع القول بتحريف القرآن!!
والتخوف الكبير من أن تكون التصريحات المرسلة المطمئنة من أصحاب المذهب الشيعي هنا وهناك تتبع فكرة التقية التي يعتبرها بعض الشيعة أصلا من أصول مذهبهم, وهي النظام السري في شئون الشيعة, فإذا أراد الإمام الخروج والثورة علي الحكم وضع لذلك نطاقا وتدابير محكمة, وأعلم أصحابه بذلك فتكتموه, وأظهروا الطاعة للحاكم, حتي تتم الخطة المرسومة, والثورات والانقلابات التي قام بها الشيعة علي مدي التاريخ أساسها إمام مستتر يدعو في الخفاء, ويبعث بدعاته إلي البلاد, فيتخذون البيعة له من أنصارهم ويطالبونهم بالكتمان والتظاهر بالطاعة للحاكم القائم, ويلزمونهم بأن يعملوا ما يطلبه منهم الولاة الظاهرون حتي لا تحوم حولهم شبهة, وحين تأتي ساعة الصفر, يعلنون الخروج علي الحاكم حاملين السلاح في وجه الدولة, ويروي الشيعة عن أبي جعفر الصادق قوله: التقية من ديني ودين آبائي, ولا إيمان لمن لا تقية له, ومن أقوالهم: من صلي وراء سني تقية فكأنما صلي وراء نبي, وعلي هذا فسروا جميع الأعمال والأفعال الواضحة وضوح الشمس علي هواهم علي أنها تقية, فسكوت علي علي خلافة أبي بكر وعمر وعثمان تقية, ومصالحة الحسن لمعاوية كانت تقية, بل هناك آيات يستند إليها الشيعة لتبرير التقية مثل قوله تعالي: ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وإلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان, ويأتي الرد علي هؤلاء في قوله تعالي في سورة التوبة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.. وأهل السنة يستنكرون التقية, بل يعتبرونها نفاقا غير جائز, لأنه يجعل كل إنسان يسيء الظن بالآخر, ولا يعرف إن كان صادقا فيما يقول ويفعل, أم أنه يبطن غير ما يظهر وفقا لمبدأ التقية.
وعندما تطلق اليوم كلمة الشيعة, فإنما يقصد بها الشيعة الإمامية الاثني عشرية, وذلك لأنهم يعتقدون أن الإمامة أو رئاسة الأمة قد حصرها الله سبحانه وتعالي في اثني عشر إماما ابتداء بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوج فاطمة, وابن عم الرسول, الذي ولد في مكة, وقتل في الكوفة وقبره في النجف.. والثاني: حسن المجتبي ومات وقبره في البقيع.. والثالث: الحسين سيد الشهداء.. والرابع: علي زين العابدين.. والخامس: محمد الباقر, والسادس: جعفر الصادق, منظر المذهب الشيعي الذي تخرج في مدرسته أربعة آلاف عالم ومن أقواله إن الليل من اثني عشرة ساعة, والنهار من اثني عشرة ساعة كالسنة من اثني عشر شهرا, والأئمة هم في عدد الاثني عشر, والآية تقسم بالسماء ذات البروج, والبروج الاثني عشرة هي الأئمة الاثني عشر, وقد توفي جعفر مسموما علي يد الحاكم العباسي المنصور, والسابع: موسي الكاظم: مؤسس الشيعة الإسماعيلية المتوفي مسموما علي يد الحاكم العباسي هارون الرشيد وقبره علي مقربة من بغداد, والثامن: علي الرضا الذي اختاره المأمون بن هارون الرشيد كوريث مختار لكن وفاته جاءت مبكرة.. والتاسع: محمد الجواد التقي وقضي نحبه في العشرين من عمره.. والعاشر: علي الهادي التقي الذي مات في سامراء بعد سجن دام فيه عشرين عاما من قبل الخليفة العباسي عام868 ه.. والحادي عشر: حسن الزاكي العسكري: وقبره في سامراء وتوفي مسموما علي يد المعتمد العباسي, والثاني عشر: محمد بن الحسن العسكري المولود في سامراء واختفي طفلا في نفس اليوم الذي مات فيه أبوه وهو لم يزل حسب مزاعم الشيعة محجوبا لا يري للبشر حتي ظهوره المقبل, فالزمن الذي نعيشه حاضرا هو زمن غيبته كإمام منتظر, ويقول في هذا المجال الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء وهو من كبار علماء الشيعة في النجف وتوفي بإيران عام1954 في كتابه أصل الشيعة وأصولها حول استنكار البعض لعودة الإمام الغائب أو المهدي المنتظر بعد غيابه لمدة تجاوزت ألف عام بأن نوح عليه السلام قد عاش في قومه بنص الكتاب ألف سنة إلا خمسين عاما, ويرجع معجزة عودة المهدي المنتظر إلي أمور لم تزل حكمتها مجهولة إلي اليوم مثل تقبيل الحجر الأسود مع أنه حجر لا يضر ولا ينفع, ومثل فرض صلاة المغرب وحدها ثلاث ركعات, وغير ذلك من الأمور التي استأثر سبحانه بعلمها وحده مثل علم الساعة, وليلة القدر.. ويعيد المؤرخ والكاتب الكبير أحمد أمين صاحب كتابي ضحي الإسلام وفجر الإسلام فكرة المهدي المنتظر إلي جذور سياسية واجتماعية ودينية, حيث يري اختراع الشيعة لها بعد مقتل الإمام علي وخروج الخلافة من أيديهم فابتدعوا عودة للحكم والسلطة عن طريق القادم من الغيب بشخصه وكيانه فالناس لن تفهم فكرة عودة المعاني وإنما تريد تجسيدا يستطيعون أن يلمسوه بأيديهم..
ويري ابن خلدون أن كل الأحاديث عن المهدي ضعيفة, هذا بينما يؤكد الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو جماعة كبار العلماء في عام1980 في مقدمة كتاب بعنوان سيد البشر يتحدث عن المهدي المنتظر أنه من الثابت أن موضوع المهدي من أمارات الساعة والمؤكد أنه ليس مهديهم الذي اختفي طفلا وأن ظهوره سيكون في الزمن الذي ينزل فيه عيسي بن مريم عليه السلام آخر الزمان, وأن خروجه حق تدل عليه الأحاديث الصحيحة الكثيرة.
في مؤتمر الأزهر الأخير برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بحضور ممثلي التيارات الإسلامية والذي انعقد لرفض المد الشيعي في مصر أتي ذكر الدولة الفاطمية التي احتلت البلاد علي مدي قرنين كاملين من الزمان حاملة مع الإسلام مذهبا في التشيع لم يرتضه المصريون, ثم زالت سلطتهم, وانحسرت دولتهم فما تركوا في مصر من شيعي واحد.. وإذا بالأزهر الذي أسس لدراسة المذهب الشيعي يتحول إلي أكبر مدرسة لتعليم الدين علي مذاهب أهل السنة والتابعين ليعبر الشاعر أحمد شوقي عن سياسة المصريين مع كل دخيل بقوله:
لقد أنلتك أذنا غير واعية
ورب مستمع والقلب في صمم
ولقد استهل الفاطميون حكمهم بإغراق البلاد في بحور الاحتفالات والسهرات والولائم والقطايف والكنافة والخشاف وطبق عاشورة والمسحراتي وفوانيس رمضان وأغنية الأطفال: وحوي يا وحوي.. وأبدا لم يكن الفاطميون أهل فرح ولهو كما تبادر إلي الأذهان في البداية, لكن المعز لدين الله كان رجل دولة من الطراز الأول وإلا ما كان له أن يقيم هذه الإمبراطورية الشيعية التي انطلقت من المغرب إلي مصر ثم الشام وبسطت نفوذها علي أرض الحرمين الشريفين, وتردد ذكرها في بعض الأوقات علي منابر بغداد, وزاحمت دولة الإسلام السنية التي ورثت ملك العباسيين, وطمحت الفاطمية إلي إزالة هذا الملك الكبير لتقيم علي أنقاضه دولة الشيعة ويتحقق الحلم الذي ظل يراود الشيعة علي امتداد القرون.. أبدا لم تكن دولة الفاطميين قادمة لتطعم المصريين الكنافة, لكنها جعلت من الكنافة ستارا يخفي مراميها البعيدة, وحرص الفاطميون في البداية علي الظهور بمظهر التسامح الذي لا يفرق بين مذهب وآخر وضمنوا بياناتهم الأولي إلي الشعب المصري عبارات براقة ترتفع فوق مستوي الخلافات الدينية والصراعات المذهبية.. ولكن.. كأي نظام جديد.. لم يلتزم بعهوده بعد أن ثبتت أركانه, فبعدها بدأت الدولة تتدخل في الشئون الدينية كي يصبح الشعب المصري علي دين ملوكه شيعيا.. ومع ذلك لم ينجح الفاطميون في إخراج المصريين من السنة إلي التشيع, فقد أكل المصريون الكنافة وذرفوا الدموع علي مصرع الحسين, وعملوا في خدمة الدولة ولكنهم عندما خلع النظام النقاب عن حقيقة دعوته السرية بلغ الصدام مع الشعب درجة التلاحم والرفض لفكر دولة الفواطم التي يرتفع الدعاء في مساجدها في خطبة الجمعة اللهم صلي علي محمد المصطفي, وعلي علي المرتضي, وعلي فاطمة البتول, وعلي الحسن والحسين سبطي الرسول, الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, وصل علي الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين.. حي علي خير العمل.. وظل الشعب ينظر للقادمين من الغرب نظرة الشك خاصة أنهم يزعمون الانتساب إلي أهل البيت دون أن يكون لديهم ما يؤكد صحة النسب.. كما يدعون القدرة علي قراءة الغيب لكن المصريين كانوا يسخرون من تلك المزاعم بسلاح التنكيت والتبكيت, ومن ذلك أن الخليفة العزيز صعد المنبر يوما ليخطب, فوجد مكتوبا فيه بيتان من الشعر يقولان:
بالظلم والجور قد رضينا وليس بالكفر والحماقة
إن كنت قد أعطيت علم غيب فقل لنا كاتب البطاقة؟!
وإذا ما كانت هناك نقاط جوهرية للخلاف ما بين الشيعة والسنة فأولياتها تنحصر حول العصمة التي هي عند الشيعة للأنبياء, وأهل البيت والأئمة الاثني عشر, بينما عند السنة للأنبياء فقط.. وفي عدالة الصحابة يجد الشيعة أن بعضهم عادل والآخر منافق, وعند السنة كلهم عدول وحبهم واجب.. ويري الشيعة أن عائشة أم المؤمنين قد آذت الرسول وخالفت الشرع ولم تحقن دماء المسلمين, بينما عند السنة هي أحب الناس إلي الرسول وبريئة مما نسب إليها في حادثة الإفك حتي نزلت الآية المباركة لتبرئتها مع نزول الوحي.. وفي مسألة الإمامة فهي عند الشيعة منصوص عليها ومحددة من قبل الله, ولدي السنة فضل من الله علي من يشاء من عباده.. وبشأن الاستغاثة والتوسل والضراعة فتجوز لدي الشيعة لغير الله, ويعتقدون أن أئمتهم يعلمون الغيب بينما في المقابل عند السنة لا واسطة بين الله وعباده ولا جواز لدعاء أو استغاثة إلا لوجهه.. ومن ضروب الخلاف الفقهية بين المذهبين أن الشيعة تري جواز الجمع بين الظهر والعصر معا جمع تقديم أو تأخير ومثل ذلك بين المغرب والعشاء هذا بينما مذهب الحنفية يمنع الجمع بين الصلاتين فيما عدا يوم عرفة بل لا يبيح الجمع حتي في السفر, والشافعية والمالكية والحنابلة أجازوا الجمع في السفر واختلفوا في جوازه للمرضع والمريض, ولا يجوز السجود في الصلاة عند الشيعة إلا علي الأرض مباشرة, بينما يري أهل السنة أن هذا من الأمور المستحدثة في الدين, ويري أهل السنة وضع اليدين علي الصدر اليمني فوق اليسري, بينما لا يري الشيعة ذلك.
ويعد زواج المتعة من أوجه الاختلاف الرئيسية بين الشيعة التي تفيد بأن الرسول أباحه ولم يمنعه, بينما لدي السنة أسانيد قوية تؤكد تحريمه ووجوب أن يكون هناك عقد النية علي استمراره ما لم يجد سبب للانفصال.. وفي هذا المجال قامت الباحثة الدكتورة الإيرانية شهلا حائري حفيدة أحد آيات الله المشهورين في إيران بإجراء دراسة أكاديمية موثقة قابلت فيها عشرات من النساء والرجال ورجال الدين للمقارنة بين الزواج المؤقت عند الشيعة ما بين فترة نظام آل بهلوي في عام1978 والثمانينيات بعد قيام النظام الإسلامي, حيث وجدت أن زواج المتعة لم يكن محرما في زمن نظام آل بهلوي وإن كان علي أضيق نطاق, بينما دافع عنه النظام الإسلامي في المدارس والمساجد والتجمعات الدينية والإذاعة والتليفزيون والصحافة خاصة بعدما قتل مئات الألوف من الرجال في حرب العراق وإيران.. وتجد الباحثة أن علماء الشيعة قد انتهوا إلي القول بأن عمر بن الخطاب هو من حرم زواج المتعة واعتبره زنا, وأنه قد عاقب ممارسيه بالرجم حتي الموت, لأنه كان يخشي اختلاط النسل العربي بغير العرب.. ويعد الزواج المؤقت عقدا بين رجل وامرأة غير متزوجة سواء أكانت عذراء أم أرملة أم مطلقة, ويتم تحديد مدته ومقدار المال التي ستحصل عليه الزوجة, وترتبط مدة استمرار الزواج برغبة الطرفين, وعند انتهاء مدة العقد تستطيع المرأة أن تفترق عن زوجها دون تسجيل علي ألا تتزوج بعدها حتي انقضاء شهور العدة وذلك لتحديد والد الطفل في حال كانت المرأة حاملا, ويعتبر الأبناء المولودون من الزواج المؤقت شرعيين ويتمتعون بنفس المكانة والحقوق التي يتمتع بها المولودون من الزيجات الدائمة!!
وإذا لم يأخذ المسلم بتسامح الرسول بشأن الاختلافات بين أهل السنة والشيعة في قوله اختلاف أمتي رحمة وما قاله الفقيه القانوني الشيخ فرج السنهوري من أن الاختلافات بين أهل السنة والشيعة الإمامية لا تخرجهم من عباءة الإسلام.. وإذا ما انساق المسلم وراء قصص تحريف المغالين وانتحال المبطلين التي تملأ آلاف الصفحات الشيعية بغرائبها وبدعها وجنوحها, فقد تجاوز المدي عن حقيقة ما أراده الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر من أننا لسنا في حالة عداء مع هذه الدولة أو تلك من الدول الإسلامية, وأننا لا نبغي سوي أن يعرف الجميع أن هناك حدودا لا يمكن تجاوزها لأزهر وسط في أمة وسط..
المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.