إذا كان نهر النيل يوصف بشريان الحياة للشعب المصري علي مر العصور فإن كوب ماء نظيف يتناوله المصريون يعني الحياة الصحية بلا أمراض. في محاولتها لإبراز التقارب والتعاون المصري الياباني نظمت السفارة اليابانية جولة ضمت صحفيين وإعلاميين مصريين وبعض الدبلوماسيين اليابانيين برئاسة هيدياكي ياماموتو مدير مركز الإعلام والثقافة بالسفارة اليابانية لدي القاهرة وذلك لتفقد عدد من المشروعات التي تدعمها حكومة اليابان في مصر في إطار ما تقدمه اليابان من مساعدات رسمية للتنمية.وقد شملت الجولة التفقدية زيارة محطة تنقية وتوزيع المياه في ههيا بالشرقية بالاضافة لمركز تدريب مهني في عين شمس بالقاهرة. وفي مقر محطة معالجة وترشيح المياه بههيا بمحافظة الشرقية أشار لواء مهندس أحمد عابدين رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية الي أن المحطة تعتبر من ضمن المحطات النموذجية علي مستوي الجمهورية وأنها أول محطة علي المستوي الإقليمي تحصل علي شهادات جودة ألمانية وشهادة الإدارة الفنية المستدامة. وأشاد بالتعاون المصري الياباني المشترك في إنشاء تلك المحطة والتي تم الانتهاء منها في عام2007 بعد أن مولتها اليابان بمنحة لا ترد بقيمة8.26 مليون دولار بسعة34 ألف متر مكعب من المياه في اليوم لخدمة مركز ومدينة ههيا والقري المحيطة. كما أشاد بنظام التشغيل والصيانة وبكفاءة الإدارة والمتابعة للمحطة وللقوي البشرية العاملة فيها. كما أبدي اعجابه بتفاني الخبراء والفنيين اليابانيين في تنفيذ المهام المتفق عليها. كما تحدث الأستاذ اسماعيل تركيا رئيس مركز ومدينة ههيا ليشيد بالتمويل الياباني للمشروع معبرا عن رغبته ورغبة المسئولين في إطلاق المرحلة الثانية لتحسين خدمة مياه الشرب النقية المقدمة لأكثر من مليون نسمة من سكان مركزي الإبراهيمية وديرب نجم. وأشار الأستاذ رأفت بدر رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بههيا إلي مراعاة المحطة جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة للمحافظة علي البيئة. كما نوه إلي مركز التدريب التابع للشركة والذي مولته اليابان بهدف التدريب علي كشف التسريب المائي من شبكات المياه والصرف الصحي تحت الأرض بواسطة أجهزة الاستشعار الحديثة. وقدم الخبير الياباني كاتسومي فوجي شرحا فنيا مستفيضا للتعاون المصري الياباني في اقامة المحطة والذي أكد فيه أن اليابان مولت جانبا من المحطة ومن الخبرات الفنية والمعدات المستخدمة فيها, بينما مولت مصر الباقي فيما يعد نموذجا يحتذي للتعاون بين الدولتين. وفوجئ الحضور بالخبير الياباني يرجو الصحفيين والاعلاميين ان يعاونوه علي نقل رسالة منه إلي الشعب المصري. وكان محتوي الرسالة هو أهمية حفاظ الشعب المصري علي نهر النيل وعلي نظافته ونظافة الترع والمجاري المائية المتفرعة منه وعلي الظروف البيئية الطبيعية الصحية للنهر العظيم لأنه مصدر الحياة لمصر والمصريين. فقد أشار الخبير الياباني إلي أن المحافظة علي نظافة النهر والبيئة المحيطة به تساعد علي تقليل النفقات التي تتكبدها مصر فيما يتعلق بتوفير المواد الكيميائية والطاقة والجهد المبذول في استخلاص مياه الشرب النقية من نهر النيل. وقد انتقلت الجولة التفقدية إلي منطقة عين شمس الغربية حيث توجد احدي الجمعيات الأهلية المتخصصة التي اقامت مركزا لتقديم الخدمات المتعلقة بالتدريب المهني والتدريب علي خدمات التمريض ورعاية المسنين. وقد حصل المركز علي منحة لا ترد من اليابان بقيمة35 ألف دولار في إطار المساعدات التي تقدمها الحكومة اليابانية لخدمة المشروعات الأهلية الأساسية وأمن الإنسان في مصر والمخصصة للمشروعات التي تنفذها منظمات أهلية غير هادفة للربح بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن بشكل مباشر. وقد أشار الدكتور إيهاب فائق رئيس الجمعية إلي أن مبلغ المنحة اليابانية المقدم لمركز التدريب التابع للجمعية تم توجيهه لدعم4 أنواع من التدريب المهني وهي: التدريب علي خدمات التمريض, ورعاية المسنين والتدريب علي تصفيف الشعر والتدريب علي الخياطة واستخدام الكمبيوتر وذلك بهدف توفير فرص العمل لما يقرب من320 شابا وشابة. وفي استعراضه للتعاون المصري الياباني أشار ناو هيرو أكاجي سكرتير أول السفارة اليابانية إلي تنوع مشاريع التنمية التي تدعمها حكومة اليابان في مصر من مشاريع أهلية أساسية صغيرة وصولا إلي المشاريع الكبيرة علي المستوي القومي. وتمت الاشارة إلي أن اجمالي مساعدات التنمية والأساسية في مصر يقدر ب19.6 مليار دولار تم تقديمها حتي عام2010 بالاضافة لمنح بقيمة61.1 مليار دولار ومنح تعاون فني بقيمة670 مليون دولار. وقد تجلت المظاهر الإيجابية لروح التعاون المصري الياباني عندما أوشكت الحافلة التي تقل الوفد الدبلوماسي الياباني والصحفيين المصريين علي مغادرة ههيا بالشرقية حيث سعد الجميع بمشاهدة الأطفال المصريين وهم يلوحون بسعادة لليابانيين ويؤدي بعضهم التحية اليابانية التقليدية وهو أمر منطقي من أطفال صغار أدركوا بفطرتهم أهمية تحية الياباني الذي وفر لهم المياه النقية النظيفة التي يتناولونها يوميا بعد العودة من المدرسة وعقب لعب مباريات الكرة.