نحن في حاجة إلي الف زمار.. إلي اوركسترا من الزمارين..ولكن من نوع آخر.. لماذا؟ أحكي لك الحكاية: يقال إنه في سنة 1184 جاء إلي مدينة هاملن الألمانية رجل يقول له إنه قادر علي اخراج الفئران من البيوت في زمن الطاعون الأسود.. أعلنت المدينة انه يستحق المكافأة الكبيرة إذا هو نجح في ذلك.. وراح الزمار ينفخ والفئران تمشي وراءه حتي نزل بها في النهر فماتت. ورفضت المدينة ان تعطيه المكافأة! فغاب الزمار شهورا.. وانتهز فرصة الصلاة في الكنيسة وراح ينفخ في مزماره فسار وراءه 130 طفلا دخل بهم أحد كهوف الجبل باستثناء طفلين أحدهما اعمي والثاني أعرج! وفي تفسير هذه القصة قيل إنها رغبة لا شعورية عند الشعوب في البحث عن خلاص من أمراضها وأحزانها وظهور الزمار في حياة الفئران موجودة في كل الشعوب أيضا.. فعندنا في مصر يوجد رجل نسميه الرفاعي يزمر فتخرج الافاعي من الشقوق واحدة وراء أخري كأنها مخمورة! والهموم التي في دنيانا في حاجة إلي معجزة تنقذنا من الدمار العادي والمعنوي.. نحن في حاجة إلي ألف زمار ينفخ وتخرج وراءه الأمراض وأولها: الفقر والجشع والشك والحقد والمفسدون في الأرض وفي الناس ويذهب بهم الزمار إلي أي بحر أو جهنم.. لو كانت كل المصائب تتحول إلي فئران أو إلي افاع في انتظار زمار هاملن ان هذا الطرب والرقص الموجود في كل وسائل الإعلام ليسا استخفافا بكوارث البشر ولا امتهانا لجرائمهم وانما هي صورة أخري من مرض خوريا والكلمة يونانية معناها الرقص.. وهو رقص مرضي! وعندنا في مصر حكاية أخري تقول إن زمارا أعمي سمع أناسا يتكلمون فوقف يزمر.. يتسول.. فقالوا له: هنا مسجد ابعد فسكت وهو يقول: لله يازمري! فهل الزمارون كلهم عميان وضحكنا عليهم وقلنا لهم: إن هذه مساجد فمشوا دون ان يستخرجوا كل شرور البشر! المزيد من أعمدة أنيس منصور