طالما هو في ألمانيا، فهذا لا يشغلني، ولكن أخاف إذا كان وصل إلي مصر مرورًا بتونس.. دعوني أوضح.. عندما كنت طفلاً كانت والدتي تقص علي قبل النوم قصص الأطفال، وكانت إحداها قصة ألمانية مشهورة لكتاب قصص الأطفال الأخوة «جرم» الألمان.. عن صائد الفئران ومدينة هاملن في ألمانيا. القصة ترجمت لجميع لغات الأرض وتحكي عن مدينة صغيرة في ألمانيا في بداية القرن الثامن عشر، بناء علي أساطير من العصور الوسطي، حيث غزت الفئران المدينة بشكل خطير، وجاء رجل بمزمار يستطيع أن يخلصهم من الفئران عن طريق مزماره الذي يدفع الفئران إلي أن يتبعوا الرجل إلي حيث يذهب.. وهكذا يغرق الفئران في النهر. ولكن عندما طلب الرجل أجره ولم يدفع سكن «هاملن» الأجر انتقم منهم باستخدام مزماره لخطف كل أطفال وشباب المدينة الذين تبعوه وهم مسلوبو الإرادة من نغم مزماره إلي الجبال. من هنا جاء المثال المشهور في اللغة الإنجليزية والألمانية واليابانية بالذات عن السياسيين «الديماجوجيين»، الذين يغررونا بالشباب بالكلام والوعود الزائفة، لذلك أري أني أكون في غاية العطف مع الذين لا يستحقونه عندما أشبه هؤلاء الأشخاص الذين يدعون الشباب في مصر عن طريق «الفيس بوك» وجوجل وغيرها من تقاليع الاتصال الحديثة التي تأتي بالخير ولكن تأتي أيضا بكثير من الشر. أنا فعلا عطوف أكثر مما يجب عندما أشبههم بصائد الفئران الألماني.. أعتقد أن من يدعون الشباب إلي الانتحار بحرق أنفسهم لكي يصل إلي غرضه السياسي هو شخص مجرم، بل أحط كثيرا من مجرم، لقد حذرت عشرات المرات ومن سنين من المجرمين الذين يستخدمون، وسائل الاتصالات الحديثة ليعيثوا في الأرض فسادا، لقد حان الوقت أن يوضع كل ما يسمي «الإنترنت كافيه» أو قهاوي الإنترنت تحت رقابة صارمة.. كما هو في الصين، كذلك أين هو هذا «الفلتر» الذي كان من المفروض أن يمنع دخول الجراثيم الإلكترونية إلي مصر؟ لقد تقدمت بشكاوي عديدة إلي هيئات قيل لي إنها مسئولة عن منع هذه القمامة الإلكترونية من دخول مصر ولكن لم يحدث شيء. أعتقد أننا نصرف أموالاً طائلة في مكافحة الجريمة والتطرف، وقيل إن هناك خبراء في موضوع حماية مصر من الإجرام الإلكتروني، وهناك خبراء عديدون عملهم هو هذه الحماية والرقابة فأين ذلك؟ لقد رجوت وتوسلت إلي المسئولين أن يضعوا حدًا لإجرام الإنترنت.. والآن وبكل تواضع وكل أدب أطالب بحقي في أن تحميني الدولة من إجرام الإنترنت الذي بدأ يهدد الدولة نفسها. يا سيادة النائب العام ويا معالي وزير الداخلية ووزير الاتصالات: احمونا من هؤلاء المجرمين المتسترين وراء شاشات كمبيوتراتهم الخاصة، والذين يغررون بالشباب بل ويطالبونهم بالانتحار حرقا في الشوارع، لقد وصل السيل الغربي ولم يعد هناك أي مجال للصبر في هذا الموضوع ولكم خالص الشكر والتقدير.