نشرت الأهرام أمس خبر خضوع الرئيس مبارك لجراحة في ألمانيا. وعلي الموقع الإلكتروني للأهرام اعتدنا أن نجد تعليقات القراء علي المقالات والآراء. أما الأخبار فإنها في العادة لا تستدعي تعليقات القراء باعتبارها حقائق منسوبة إلي مصادرها. ولكن خبر الجراحة التي أجريت للرئيس مبارك كان استثناء من تلك القاعدة. فقد انهمر فيضان من الحب والدعاء والأمنيات بالشفاء تعليقا علي الخبر. وإذا كان عدد التعليقات علي الخبر مثيرا للاهتمام, فإن الذي كتبه القراء في تعليقاتهم كان تعبيرا عن علاقة خاصة جدا ربطت بين الرئيس مبارك والمصريين, بل والعرب الذين أحبهم فأحبوه. الذين تضرعوا بالدعاء إلي الله أن يعود الرئيس بسلامة الله إلي وطنه, والذين عبروا عن عمق المحبة والتقدير, يعلمون جيدا أنه في مثل تلك الظروف لن تصل تلك الكلمات إلي الرئيس وهو يتعافي من جراحته. ولكنهم جميعا أرادوا بما كتبوا أن يعبروا عن صدق مشاعرهم ويظهروا الحب والامتنان لسنوات العمر التي أنفقت في صالح الوطن ومصالح الأمة. جاءت التعليقات من مصريين وعرب, من مسلمين واقباط, من رجال ونساء وشباب وشيوخ, ممن يكتبون بالعربية وممن باعدت بينهم السنون وبين لغتهم الأم فاختاروا التعبير بلغات أخري. لقد فاض الموقع الإلكتروني للأهرام بالكثير من المشاعر التي تستدعي معني الترابط والحب الذي يجمع بين القيادة والشعب. وأصبحت مسئولية الأهرام أن تبرز هذا الفيض من الأحاسيس والمشاعر لزعيم عايش الأمة في آمالها وآلامها, في أحزانها وأفراحها. انعقدت إرادته علي العمل من أجل خير تلك الأمة حربا وسلاما, ومن أجل مستقبل آمن لأجيالها وزهرة شبابها. كانت رسائل القراء تعبيرا صادقا عن مكانة الرجل في قلوب شعبه. وسوف يجد القارئ في بعض التعليقات التي تنشرها الأهرام الكثير من الكلمات التي جاءت تعبر بعفوية عن حب لاتعبر عنه الكلمات, ومشاعر لا يمكن أن تحتويها سطور في الموقع الإلكتروني, ودعوات إلي الله أن يعود سالما وكلمات يعبر بها أصحابها نيابة عن أمهات وآباء لايعرفون الكتابة أو الدخول إلي المواقع الالكترونية. كانت تلك الرسائل مصرية خالصة تحتوي تضرعا اشبه بدعوات ظهر الغيب مبرأة من كل هوي أو غرض. خالص الدعوات للرئيس بالشفاء والعودة إلي أرضه ووطنه, حيث أمة تنتظر وشعب يتضرع بالدعاء من أجله قائدا يستكمل بهم ولهم مسيرة النجاح والأمن والاستقرار والأمل في غد مشرق. موضوعات ذات صلة * ألف سلامة يا ريس