إحدي الوسائل لفك ضيق القاهرة الكبري والانتقال السهل بين أطرافها وبداخلها هي الاستمرار في إنشاء خطوط جديدة لمترو الأنفاق في باطن الأرض تتمثل في الخطين الثالث والرابع لكن لم يقف الأمر عند هذا بل تقرر إنشاء خطين آخرين هما الخامس بين مدينة نصر حتي شبرا والسادس من المعادي لمدينة نصر مستقبلا مما يعد انجازا مهما حيث أشار احد الخبراء إلي إن إنشاء مزيد من خطوط مترو الأنفاق ظاهرة صحية لإحداث انتعاشة فوق السطح وهذه الظاهرة موجودة في كثير من عواصم العالم ولن تتوقف خاصة مع تزايد السكان والانتقال.. واتجهت تحقيقات الأهرام نحو مترو الانفاق لتستقل القطار السفلي لتكشف للقارئ عن أهمية السير في باطن الأرض للوصول لأي مكان علي سطح الأرض بسرعة وأمان. وبداية يؤكد المهندس عطا الشربيني رئيس الهيئة العامة لمترو الأنفاق أن القاهرة الكبري وبعض المدن أصبحت تعاني اختناقا مروريا شديدا وهناك مشكلات مزمنة في هذا الجانب مما يؤثر علي سير الحياة وسهولة التنقل في المدن لذلك فإن الاتجاه نحو مترو الانفاق ظاهرة صحية وتعد المنقذ الأول للاختناقات المرورية ووصول المواطن لمصالحه والاماكن المراد الانتقال لها بسهولة ويسر ونتيجة لهذه الرؤية المستقبلية المهمة فالحكومة تضع المشروعات العملاقة الجديدة لمترو الأنفاق ضمن أولوياتها ودفعها للأمام بقوة للقضاء علي معضلات المرور في القاهرة الكبري التي تتسع عاما بعد الآخر مع التزايد السكاني,, كما سيعمل علي الحد من الملوثات التي تنفثها وسائل النقل الأخري في الجو, وإدراكا لأهمية خطوط مترو الأنفاق الجديدة تقرر البدء في المرحلة الثانية مع المرحلة الأولي في الخط الثالث, والتي بدأت عام2007 ويتم افتتاح الأولي في احتفالات اكتوبر المقبل وتشمل5 محطات من العتبة مرورا بباب الشعرية وميداني الظاهر والجيش وصولا لمنطقة العباسية, والثانية بعدها بعامين من ميدان العباسية حتي الوصول لمحطة الأهرام بمصر الجديدة وستقوم بنقل أكثر من نصف مليون مواطن كل يوم, وجاي دراسة المرحلة الثالثة للتنفيذ وتشمل فرعين: الأول من العتبة حتي امبابة, والثاني يبدأ من ميدان العتبة حتي بولاق الدكرور, لربط محور روض الفرج شمال الجيزة ومدينة6 أكتوبر وربط بولاق بجامعة القاهرة, ويصل طولها نحو18 كم وتضم16 محطة جميعها نفقية تحت الأرض, وينبه إلي ان الخط الثالث معظمه أنفاق بطول نحو35 كم أما الجزء السطحي فيبلغ نحو5,3 كم ويتم طرح هذه المرحلة للتنفيذ بعد اتمام الدراسات بنهاية تنفيذ المرحلة الأولي قريبا, وجار التنسيق للمرحلة الرابعة حتي يستكمل الخط من محطة الأهرام بمصر الجديدة وحتي مطار القاهرة ويبلغ طوله نحو5,11 كم, وسيتم اكتمال هذا الخط قبل12 عاما, ويستقله أكثر من مليوني راكب يوميا, وجار التنسيق مع هيئة المجتمعات العمرانية لتطوير مترو مصر الجديدة ومده للتجمعات الجديدةبالقاهرةالجديدة. ويضيف المهندس عطا الشربيني في الوقت نفسه جار الانتهاء من إعداد دراسات الخط الرابع والمواصفات اللازمة لتنفيذه وهو يربط بين منطقتي الأهرام والسواح مارا بشارع الهرم وميدان الجيزة والملك الصالح علي قضبان الخط الأول حتي السيدة زينب وصولا لميدان السواح ويبلغ طوله47 كم, وهو أكبر نفق لمترو الأنفاق وسوف يقوم بربط الطريق الدائري عند الخصوص, كما سيجري ربطه مع نظام النقل الداخلي مع مدينة6 أكتوبر والشيخ زايد, والجزء المكشوف منه حتي ورش الصيانة باكتوبر بطول7 كم من المتحف الجديد, وتنتهي الدراسات مع تجهيزه للطرح للتنفيذ خلال عام, وسيربط الخطين الأول والثاني في المالك الصالح وفي الجيزة, أما الخط الثالث فيربط الخطين في محطتي جمال عبدالناصر والعتبة, والخطان الأول والثاني مرتبطان بمحطتي السادات ومبارك. وسألت الدكتور حسين عباس أستاذ الهندسة المدنية واستشاري الهيئة القومية للأنفاق: هل نحن أمام مشكلة لايتغلب عليها سوي انشاء المزيد من خطوط مترو الانفاق؟ فأجاب آن مترو الأنفاق مع الإدارة الجيدة له القدرة الكبيرة في تحسين عمليات النقل الجماعي وفك أزمات والاحتياج لخطوط مترو جديدة لن وينتهي مع التوسع والامتداد السكاني بل واقتراب المدن وتلاحمها, وتكشف التجارب السابقة في كثير من مدن العالم المتقدمة علي رأسها نيويورك ولندن وباريس أنه لمجرد البدء في إنشاء الخطوط الأولي بها يتم التخطيط وتنفيذ خطوط متتالية ولاتتوقف عمليات إنشاء خطوط جديدة وهذا ما سيحدث في القاهرة الكبري وكثير من المدن المكتظة بالسكان ومترامية الأطراف, وينادي بعدم الاقتصار علي إنشاء خطوط لمترو الأنفاق في القاهرة الكبري فقط إذ يوجد مدن أخري أصبح التنقل فيها صعبا مثل المنصورةوالإسكندرية ويجب الاسراع في تنفيذ هذا المشروع الناجح في الإسكندرية وبعض المدن المكتظة الأخري, ويري أن إنشاء وتشغيل الخط الأول بنجاح وإحساس الناس به كوسيلة مهمة لتنقلهم لأنه بدأ في التغلب علي بعض المشكلات المرورية ووفر لهم السرعة والراحة والامان بل ورخص ثمن التذكرة سرعان ما تطلب الأمر إنشاء الخط الثاني الناجح أيضا ثم الثالث وأوشكنا علي إنشاء الخط الرابع لمواجهة الزيادة السكانية والارتباك المروري المستمر, وينبه إلي أن خطوط مترو الانفاق الأربعة مجتمعة لن تحل إلا جزءا من المشكلات تتراوح نسبته من25% إلي30% وهذا لا يكفي لأن المترو يتحمل أعباء كبيرة في القاهرة الكبري ولذلك لابد أن تجري معه في الوقت نفسه مشروعات أخري للنقل الجماعي وتكامل المنظومة سواء من طرق وكباري ووسائل مواصلات سطحية ونهرية أخري, ويناشد الجمهور ان يكون إيجابيا وفعالا للقضاء علي الأزمة المرورية من الجذور وذلك بضرورة الحرص علي مساعدة الدولة بالاعتماد علي وسائل النقل الجماعية, أوالاتجاه لاستخدام الأسرة سيارة واحدة ونفس الشيء بالنسبة لزملاء العمل, ويري أنه سيظل هناك طلب لإنشاء خطوط جديدة دون توقف فمن المطلوب إنشاء خط خامس لمنطقة الهرم, وربطها بوسط القاهرة, وجميع المدن الجديدة لابد من ربطها بنقل جماعي, ويشير إلي أن القاهرة الكبري بدأت تتوسع وتتمدد بشكل غير مقبول وتنضم لها المدن الجديدة وهذه مشكلة عويصة. ولابد من التحدي واستكمال انشاء خطوط المترو رغم ازدحام شوارع القاهرة وهي من أكثر شوارع العالم ازدحاما علي حد قول المهندس عطا الشربيني وبالتالي فإنها تؤثر علي تنفيذ الخطوط الجديدة وسير العمل ولابد من التحدي واستكمال شبكة المترو وامتداداتها, فلن يقف التفكير في التنفيذ حتي الخط الرابع فقط بل سيجري إنشاء خطين آخرين هما الخامس من مدينة نصر حتي شبرا والسادس من المعادي لمدينة نصر, وهذه الخطة طويلة الأجل ولابد من استكمالها للتغلب علي مشكلتي النقل والمرور, ومترو الأنفاق الأرضي الحل الوحيد نظرا لضيق مساحات الشوارع وازدحامها, ولاتستطيع استيعاب النقل السطحي, وزيادة عدد الكباري أدي لتشويه جمال المدينة. ورغم تشكيل هيئة بقرار من رئيس الوزراء للتنسيق بين النقل في القاهرة الكبري فإنها لم يتم تفعيلها, ودورها التنسيق بين جميع الوسائل المختلفة لربطها ببعضها, والتساؤل: لماذا لاتقوم بعملها؟! لأن كل وسيلة نقل ستخدم علي الأخري في منظومة موحدة, وهذا مايؤكده رئيس هيئة المترو, وجار عمل تذكرة موحدة, بدأت إجراءاتها بالتذكرة الذكية التي ستنطلق في مترو الأنفاق أولا بداية من تشغيل الخط الثالث خلال هذا العام, وتنطبق علي الخطوط العاملة, ومستقبلا ستستخدم التذكرة الموحدة في جميع وسائل النقل بالقاهرة الكبري بعد تفعيل دور الهيئة المسئولة عن إدارة وتنسيق النقل في القاهرة الكبري.