امتداد الخط الثالث لمترو الأنفاق إلي مدينة العاشر من رمضان.. والخط الرابع الي مدينة السادس من اكتوبر يخلق شبكة عنكبوتية للمترو. فهل يكون ذلك الحل لمشاكل المرور المستعصية بالقاهرة؟! وما تفرزه من سلبيات عديدة علي رأسها التكدس الشديد في الطرق والفاقد في الوقت والمال والتلوث الشديد بسبب زيادة عوادم السيارات؟ "المساء الأسبوعية" ناقشت الخبراء فأكدوا ان الانتقال بالحركة المرورية تحت سطح الأرض يمثل أحد أهم الحلول لمنع التكدس في شوارعنا السطحية. أضافوا ان النقل الجماعي من خلال مترو الأنفاق سيقضي علي كثير من مشاكل المرور في مصر وسيحد من استخدام العربات الخاصة بشرط ان يكون هناك تكامل بين وسائل المواصلات المختلفة من مترو وأتوبيسات نقل عام حتي تتوافر للمواطن الوسيلة المناسبة التي يستطيع من خلالها ممارسة حياته وتأدية أعماله المختلفة. قالوا ان بقاء المرور في القاهرة الكبري بوضعه الحالي يؤدي الي خسائر باهظة سواء في الوقت المهدر وتكلفته الاقتصادية أو في تكلفة الوقود المستخدم في السيارات. أشاروا إلي ان مد خطوط مترو الأنفاق الي المجتمعات العمرانية الجديدة سوف يساهم بشكل كبير في تنمية وتعمير هذه المدن من خلال توفير وسيلة مواصلات اليها. يقول د. مجدي صلاح الدين استاذ الطرق والمرور بهندسة القاهرة ان التوسع في النقل الجماعي من خلال مترو الأنفاق بالقاهرة الكبري سيكون له تأثير كبير في فك الاختناق الموجود في شوارع القاهرة من خلال تقليل الاعتماد علي السيارات الخاصة بالإضافة الي الحد من عوادم السيارات وتعتبر نسبته في مصر الأعلي علي مستوي العالم. أضاف ان وسائل النقل الجماعية تحت سطح الأرض من خلال المترو سوف تساهم في نقل أعداد كبيرة من الركاب في وحدات محدودة وهي عربات المترو عكس الوسائل التقليدية فمن المعروف ان عربة المترو الواحدة يمكن أن تنقل ما لا يقل عن 150 شخصا وهو ما يحتاج الي 10 سيارات ميكروباص أو 100 سيارة ملاكي في المتوسط وهو ما يمثل عبئا كبيرا علي شوارع القاهرة الضيقة أصلا. أوضح أن خطوط المترو تتميز أيضا بأن هناك انفصالا تاما بينها وبين خطوط المواصلات الأخري أي انها تسير في خطوط منفصلة خاصة بها وهو ما يعني عدم تأثرها بالتكدس في الشوارع أو توقفها بسبب أي حوادث عارضة علي الطرق السطحية. أوضح انه لكي تثمر هذه الوسيلة في نقل الركاب وتحقيق الفائدة المرجوة منها يجب أن يكون هناك تكامل بين وسائل النقل المختلفة بحيث تكون هناك خطوط أتوبيسات عامة لتوصيل الركاب الي محطات المترو حتي نخلق الطلب علي هذه الوسيلة الحضارية. أما د. وائل أبوزيد استاذ مساعد المرور والطرق بهندسة عين شمس فيقول ان الاعتماد علي مترو الأنفاق بصفة خاصة ووسائل النقل الجماعية بصفة عامة في التغلب علي مشاكل الازدحام بالقاهرة يمثل ضرورة ملحة حيث ان وسائل النقل الأخري تتسبب في زيادة الزحام بشكل كبير مما ينتج عنه سلبيات خطيرة حيث تمثل إهدارا لكثير من الموارد الاقتصادية والوقت والجهد. أضاف ان شوارع القاهرة بصورتها الحالية والتي لم يراع عند انشائها التوسعات المستقبلية والزيادة المطردة في اعداد السيارات والسكان لن يصلح فيها أي تطوير أو توسعة لأن ذلك يعني هدم مئات بل آلاف العقارات وهذا مستحيل تطبيقه من الناحية العملية ناهيك عن التكلفة الاقتصادية التي تتجاوز مئات المليارات. أوضح ان وجود تكامل بين مراحل المترو بداية من المرحلة الأولي وحتي الرابعة التي يبدأ انشاؤها في بداية العام القادم ستؤدي الي انسياب شديد في حركة المرور في شوارع القاهرة بشرط أن يراعي الاختيار السليم لأماكن المحطات وسرعة التقاطر حتي يتم نقل أكبر عدد ممكن من المواطنين وتقليل الاعتماد علي الوسائل التقليدية مثل السيارات الخاصة في النقل والتي تشهد لدينا زيادة هائلة كل عام بسبب عدم وجود البديل المناسب أمام المواطن. ويقول د. صلاح محمود استاذ التخطيط العمراني بجامعة حلوان ان مد خطوط مترو الأنفاق الي مناطق جديدة بالقاهرة والي التجمعات العمرانية حولها مثل العاشر من رمضان و6 اكتوبر والتجمع الخامس بجانب مساهمته في الحد من الزحام والتلوث في شوارعنا سوف يكون له فائدة كبري تتمثل في تعمير هذه المدن الجديدة التي تعاني من هجرة السكان لها بسبب مجموعة من العوامل يأتي علي رأسها عدم وجود وسائل المواصلات المناسبة لنقل المواطنين من وإلي هذه المدن. أضاف ان لدينا تجربة في هذا المجال يجب أن تكون مثالا يحتذي وهي مصر الجديدة فالسبب الأول في تعميرها في بدايات القرن الماضي يعود الي قيام مؤسسها البارون امبان بإقامة المترو أولا ثم بعد ذلك تكونت تجمعات سكنية حوله وهذا ما سيحدث بالمدن الجديدة حيث ان وجود المترو بها سيؤدي الي انتقال عدد كبير من المواطنين للاقامة فيها والعيش بها بدلا من قيامهم بإغلاق وحداتهم السكنية لعدم وجود مواصلات من وإلي هذه المدن. أوضح ان عنصر التكلفة لا يجب أن يكون عائقا في التوسع في انشاء شبكات لمترو الأنفاق لأن الخسائر التي نتكبدها من جراء هذا الزحام الخانق في شوارع القاهرة تفوق أي تكلفة محتملة لإنشاء مثل هذه المراحل من المترو..