ستظل ازمة التعليم مستمرة طالما لن يتغير نظام واسلوب التدريس داخل الفصول المدرسية وكذللك نظام تقييم الطالب والذي يعتمد اعتمادا كبيرا حاليا علي الحفظ واسترجاع المعلومات خاصة ان البعض تصور ان العملية التعليمية الهدف منها تخريج طلاب فقط لسوق العمل الذي اصبح حاليا لايستقبل الا اصحاب المهارات والقدرات العالية القادرين علي التطوير والتحديث. وحول هذه القضية اوضح الدكتور محمد سكران استاذ أصول التربية جامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة والحاصل علي جائزة الدولة في العلوم الاجتماعية انه ينبغي أن نستمد عمليات التطوير والتغيير للمناهج الدراسية من خلال توجيهات ثورة25 يناير بشعارتها النبيلة والتي تتلخص في العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية وتحقيق الكرامة الانسانية وأن ناخذ في الاعتبارالتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من قبل ومن بعد وما نعيشه الان من توجيهات عصر التحديات وهو عصر العلم والتكنولوجيا الي جانب نوعية المتعلم واحتياجاته الحقيقية باعتباره المستفيد من هذه المناهج الدراسية وبالتالي ينبغي ان يكون للمتعلم رؤيته في نوعيه المعارف والمعلومات التي تتناسب مع احتياجاته هذه هي الاسس التي ينبغي علي اساسها تطوير وتغيير المناهج الدراسية. ويؤكد انه لا يمكن احداث هذا التغيير والتطوير دون وجود معلم قادر علي ترجمة هذه المناهج الي واقع ممارس فالمعلم هو اساس العملية التعليمية وكذلك لايمكن ان نقوم بعملية تغيير وتطوير المناهج بدون التغيير الجذري لالية تقويم التلاميذ ونعني بها الامتحانات المدرسية فهذه الامتحانات في الواقع الموجود الان تشكل كارثة تعليمية وعن فساد التعليم نفتش عن الامتحانات المدرسية لانها تكرس ثقافة الحفظ والاستذكار وهي السبب في انتشار الكتب الخارجية والدروس الخصوصية لانها تقوم علي حفظ المعلومات ثم اخراجها الي ورقة الاجابة وهذه الامتحانات سبب انتشار الغش وهناك من يضعون المذكرات قبل الامتحانات بيوم واحد فيقبل عليها الطلاب للحصول علي افضل الاجابات بدون تعب. واكد الدكتور فتحي يونس ان تطوير التعليم يتطلب ان نبدأ بالتلميذ ويعني هذا بالتحديد التعرف علي امكانات وقدرات المتعلمين من مرحلة رياض الاطفال الي المرحلة الثانوية باعتبارهم المستفيد الاول من عملية التعليم والتعلم ثم بعد ذلك يتم قياس قدرات الطالب هو ان تكون عملية التعليم كلها مسندة الي الطالب بمعني ان تهيئ المدرسة ومعها المدرسون فرص الانشطة والخبرات التعليمية للتلاميذ لكي يتعلموا وهذا ما ايدته بحوث علم النفس التربوي والواقع العملي من ان ممارسة الطالب لعملية التعلم هي افضل وسيلة للتعلم. واوضح انه اذا ظل التعليم المصري قائما علي مدرس يقوم بالتدريس وطالب يتلقي التدريس فلن يعتدل التعليم واذا التزمنا بعدم توفير كتب مقررة بعينها علي الطلاب سيكون هناك مصادر للمعرفة علي الطالب ان يقتنص منها ما يشاء في حدود الاهداف المحددة له من قبل الادارات التعليمية وهذا يتطلب بالطبع معلمين قادرين علي ترجمة معايير المواد الدراسية الي مواقف تعليمية وقادرين ايضا علي توجيه تلاميذهم الي مصادر المعرفة المختلفة واننا بهذا التوجه لا نبني الشخصية الايجابية فقط للمتعلم انما نبني جيلا قادرا علي الاختيار وابداء الرأي والمقارنة والنقد والحكم علي الاشياء بدلا من جيل يعتمد علي الاخرين في تحديد أماله وطموحاته وحتي في تحديد معارفه.