أظهرت دراسة علمية بالمركز القومي للبحوث أن النمط الغذائي المتوازن للأطفال يحميهم من الاضطرابات السلوكية والعصبية التي تصيبهم نتيجة التعرض للمعادن الثقيلة ومن أهمها: الرصاص والكادميوم والألومنيوم, وأكدت الأبحاث أن هذه المعادن الثقيلة من الملوثات البيئية التي لها تأثيرات ضارة علي المخ والجهاز العصبي خاصة في الأطفال. مما ينعكس عليهم في صورة قلة التركيز وضعف الذاكرة وعنف وخمول وانخفاض الحالة المزاجية. أجرت الدراسة الدكتورة يسر محمد كاظم أستاذ مساعد بقسم التغذية بالمركز علي مجموعة من الأطفال أعمارهم تتراوح مابين11 إلي14 عاما, وكانوا يتبعون نظاما غذائيا غير متوازن يعتمد أساسا علي الدهون والنشويات والسكريات ونفس الوقت يفتقر إلي الألبان والخضراوات والفواكه واللحوم, وتم عمل فحص إكلينيكي لهم وأخذ القياسات الجسمانية وعمل تحاليل للبول بهدف تقييم مستويات العناصر الثقيلة, كما تم عمل استبيان لتقييم بعض التغيرات العصبية والسلوكية لكل طفل في بداية الدراسة, ثم تكرار إجرائها بعد شهرين من اتباع نظام غذائي متوازن مع المتابعة الاسبوعية للأطفال للتأكد من اتباع النظام بدقة. وأظهرت نتائج الدراسة ارتفاعا ملحوظا في مستويات الرصاص والكادميوم والألومنيوم في الأطفال الذين شملتهم الدراسة, تصاحبها زيادة في أعراض العصبية والسلوكية بعد تعديل النمط الغذائي. وأوصت الباحثة بضرورة إعطاء الأطفال غذاء متكاملا يحتوي علي نسبة عالية من الألبان والخضراوات والفاكهة الظازجة واللحوم لمساعدتهم علي مقاومة التلوث بالمعادن الثقيلة وحمايتهم من آثارها العصبية والسلوكية الضارة, كما أشارت إلي أن العناصر الغذائية الصغري من الفيتامينات والأملاح مثل الزنك والكالسيوم والسيلنيوم لها دور في حماية الجسم من أضرار المعادن الثقيلة عن طريق إعاقة امتصاصها داخل الجسم والمساعدة علي التخلص منها, هذا علاوة علي أن نقص هذه العناصر الغذائية يزيد من امتصاص العناصر الثقيلة بالجسم.