أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في الأممالمتحدة وتقديم طلب العضوية لدولة فلسطين في المنظمة الدولية اهتمام الصحف العالمية. فتساءلت الاندبندنت في افتتاحيتها حول موقف بريطانيا من الدولة الفلسطينية الوليدة, وهل ستخذل بريطانيا الفلسطينيين مرة أخري أم لا, فيما اعتبرت الجارديان أن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية وجهود الرباعية للضغط علي الرئيس الفلسطيني من أجل دفعه للتخلي عن مقصده لعبت دورا هاما في تعزيز موقفه. فمن جانبها, اختارت الاندبندنت الدولة الفلسطينية الوليدة ليكون موضوع افتتاحيتها أمس التي جاءت تحت عنوان هل ستخذل بريطانيا الفلسطينيين للمرة الثانية؟ حيث اعتبرت أن التصويت علي قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة سيضع بريطانيا علي المحك علي أكثر من مستوي, فمن ناحية عليها الآن الاختيار بين أوروبا والولاياتالمتحدة, فإذا اختارت الامتناع عن التصويت فإنها بذلك تنسلخ عن القارة وتختار الجهة الأخري من الأطلنطي, في إشارة لتبني الموقف الأمريكي. وأضافت الاندبندنت أنه من ناحية أخري هناك محك أخلاقي, فقد التزمت بريطانيا التي كانت فلسطين تحت انتدابها لمدة25 عاما بخلق وطن قومي لليهود وآخر للفلسطينيين, وقد أنجزت بريطانيا الشق الأول وتقاعست عن الثاني, والآن هي أمام فرصة تاريخية لتصحيح الخطأ, فهل ستضيعها؟ وكتبت الصحيفة البريطانية: أن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أبا إيبان كان يتهكم علي الفلسطينيين بأنهم لا يفوتون أي فرصة لإضاعة الفرص, ولكن ها هو محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لم يفوت الفرصة المتاحة وتقدم بطلب العضوية, ولكن ماذا عن بريطانيا؟ هل ستفوت الفرصة التاريخية لإصلاح الخطأ الذي ارتكبته وستخذل الفلسطينيين, مرة أخري؟ وقالت الاندبندنت إن حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون رفضت اقتراح فرصة لإعطاء فلسطين صفة عضو مراقب كالفاتيكان, وأضافت متسائلة هل هذا مؤشر علي ما سيكون خيارها في التصويت؟ مؤكدة في نهاية افتتاحيتها أن بريطانيا اذا اختارت الانضمام إلي الولاياتالمتحدة فسوف تجعل من نفسها تابعا أي كمن يقود من الخلف حسب تعبير الافتتاحية. أما صحيفة الجارديان فنشرت مقالا للكاتبة غادة الكرمي تحت عنوان دولة رمزية فلسطينية ستكون تنازلا كبيرا, حيث قالت إنه بتقديمه طلبا للأمم المتحدة لقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية, أطلق الرئيس الفلسطيني أبو مازن رسميا عملية تأسيس الدولة, مؤكدة أن الموقف الحازم لعباس وتحديه الضغوط الأمريكية والأوروبية ساعد في إخراج السلطة الفلسطينية من البوتقة التي وضعت فيها طويلا, حيث أصبحت في نظر بعض الفلسطينيين كيانا جامدا لا يمثلهم. يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه صحيفة فاينانشيال تايمز من أن الفلسطينيين يدفعون الثمن الاقتصادي لمحاولتهم إقامة الدولة, حيث أكد محافظ هيئة النقد الفلسطينية جهاد الوزير إن حالة عدم التيقن التي تسببت بها حملة إقامة الدولة الفلسطينيةبالأممالمتحدة تسببت في تأجيل أحد أحدي اتفاقات الاستثمار الأجنبي وعملية اندماج بنكي علي الأقل.