جرائم القتل في ظل الغياب الأمني أصبحت مسلسل لا يتوقفا ونزيف مستمرا للدماء علي أيدي المجرمين والبلطجية وقطاع الطرق, والانتقام للثأر ولأسباب أخري, والنتيجة ارتفاع قياسي في إزهاق أرواح الأبرياء. حتي أصبح الخوف يسكن البيوت والقلوب الفزعة, وراح الجميع يطالب بعودة الأمن المفقود وإعادة الطمأنينة للمواطنين الذين يرتعدون رعبا وهم قابعون خلف جدران منازلهم, فالجناة يقطعون الطرق ويستوقفون السيارات, بل ويقتحمون المنازل عند الضرورة والي متي لا أحد يعرف؟! أحدث تقرير لقطاع الأمن العام بوزارة الداخلية كشف عن أن الأشهر الثمانية الأولي من هذا العام راح ضحيتها1206 قتلي في جميع المحافظات مقارنة بالعام الماضي, في نفس التوقيت والذي شهد عدد جرائم أقل بكثير بلغت500 جريمة فقط, وقد رصد تقرير الأمن العام أن أكثر المحافظات التي شهدت جرائم قتل هي محافظة القاهرة وبلغ عدد الضحايا بها خلال هذه الأشهر196 جريمة, تليها محافظة أسيوط وقتل فيها144 شخصا, ثم محافظة الجيزة وشهدت142 جريمة قتل, ويأتي بعد ذلك محافظة السويس32 جريمة والمنوفية27 جريمة والشرقية17 وشمال سيناء18 وجنوب سيناء ثلاث جرائم والبحيرة11 جريمة والأقصر4 جرائم وأسوان17 جريمة وقنا49 جريمة والمنيا38 جريمة والاسكندرية29 والقليوبية81 جريمة والأقصر35 جريمة, أما المحافظة الوحيدة والتي لم تسجل أي جريمة قتل خلال الأشهر الثمانية الماضية هي محافظة الوادي الجديد. 20 جريمة بالقاهرة يوميا وهذا يؤكد أن القتل ازداد بصورة كبيرة وهو ما يعادل20 جريمة قتل يوميا بالقاهرة و15 جريمة يوميا بالجيزة و13 بأسيوط و10 بالقليوبية, وهو ما يؤكد ارتفاع نسبة جرائم القتل عن العام الماضي بصورة كبيرة. مصدر أمني مسئول أكد أنه علي الرغم من ارتفاع معدل الجريمة هذا العام بصورة كبيرة عن العام الماضي, نظرا للانفلات الأمني والأخلاقي الذي ازداد بصورة كبيرة في معظم المناطق لا فرق فيها بين منطقة راقية وأخري شعبية, فقد أصبح من المعتاد أن تحدث مشاجرات ويسقط خلالها عشرات القتلي لأسباب تافهة, فعلي سبيل المثال ما حدث نهاية الأسبوع المنصرم بسقوط7 قتلي في قرية جرزا بالعياط بسبب الخلاف علي مجري مياه بين قطعتي أرض وأخري بقرية المقاطفية بالعياط لقي فيها ثلاثة أشخاص مصرعهم بسبب لعب الأطفال علي أتفه الأسباب, شهدت منطقة مصر القديمة قيام بلطجي بذبح شخصين بالطريق العام وأخري بالبساتين عندما قام لص بقتل موظفع بعد فشله في سرقته, وفي الهرم قام لص بذبح زوجين داخل شقتهما أمام طفليهما, ولم يتم التوصل للقاتل الي الآن, وأصبح لا يمر يوم إلا وترد بلاغات عن جرائم قتل والعثور علي جثث داخل شقق بأنحاء متفرقة بالقاهرة الكبري والمحافظات, ناهيك عن جثث ملقاة بالطرق الصحراوية خاصة طرق السويس والاسماعيلية والعين السخنة والقطامية. ضبط80% من الجناة وأشار الي أن الاحصاءات تؤكد أن عمليات ضبط الجناة في حوادث القتل خلال هذا العام تصل الي80%, وهو ما يؤكد أن الشرطة تعمل, ففي شهر ديسمبر2010 كان خهناك44 قضية قتل وأنها زادت في شهر فبراير الي214 وبدأت تقل تدريجيا, ففي مارس وصلت الي196 قضية, وابريل157 ومايو145 ويونيو145 وأنه تم ضبط80% من المتهمين في تلك القضايا, واستطيع أن أقول إن هذا يتم في وقت تعمل فيه الشرطة في ظل ظروف صعبة ونصف أقسامها محترقة, ومع هذا فإن عمليات الضبط مستمرة طوال الوقت والمداهمات مستمرة لجميع الأوكار التي يوجد بها البلطجية والخارجون عن القانون. ويرجع الدكتور أحمد نور الدين أستاذ علم الاجتماع الارتفاع الجنوني في جرائم القتل بصورة كبيرة الي الانفلات الأخلاقي الذي أعقب ثورة25 يناير, لانه عقب الثورات تحدث فجوات بين شرائح المجتمع ويزداد البلطجية و.اللصوص وهو ما يؤدي الي تزايد الجرائم بصورة كبيرة, ويضيف أنه علي الرغم من أن الشرطة قد عادت إلا أنها تتحمل المسئولية كاملة ما يحدث, وذلك لأن الشرطة دورها الرئيسي هو منع الجريمة وليس ضبط الجناة والأفضل أن نحاول منع تلك الجرائم من البداية, ولكن للأسف أننا نشاهد الآن فراغا أمنيا في الشوارع والميادين, مضيفا أنه اذا كانت هذه الجرائم تزداد في فترة الصيف وبهذا المعدل الخطير الذي يصل الي30 جريمة قتل يوميا, فما بالنا ونحن علي أبواب فصل الشتاء والذي تكثر فيه الجرائم بطبيعة الحال, فنحن في فترة انفلات أمني رهيب لم تحدث لمصر من قبل خلال عقود طويلة, لكنه يطالب بأن يتكاتف جميع قوي الشعب لحماية أنفسهم والاستعانة بالشرطة المدنية حتي نستطيع عبور هذه المرحلة الحرجة التي نعيشها حتي أن العديد من المواطنين أصبحوا في رعب ولا يستطيعون الخروج الي الشوارع ليلا نظرا لما يشاهدونه من جرائم قتل وسرقة بالاكراه. ويناشد الدكتور أحمد نورالدين وسائل الإعلام المختلفة بنشر برامج تحث علي الفضيلة وتطالب جموع المواطنين بالعودة الي أخلاق المصريينك والتي تبتعد عن العنف والجريمة.