ظاهرة غريبة انتشرت بشدة وسط عيادات السادة من كبار الأطباء وصغارهم، ألا وهي ترك مرضاهم يعانون ويلات مرضهم، بالإضافة إلى معاناتهم ساعات الانتظار التي قد تطول لساعة أو أكثر في انتظار حضور السيد الطبيب المعالج. الغريب أنه على الرغم من قسوة المرض ومرارة الانتظار يحضر الطبيب إلى العيادة ليستقبل سكرتيرته ثم تليفوناته مرورا باستقبال ضيوفه وانتهاء بمندوبي الدعاية الطبية، كل ذلك يحدث والمرضى المغلوب على أمرهم في انتظار الفرج، وأن يشعر السيد الطبيب بأن هناك مرضى في انتظاره بالعيادة لمدواتهم، المرضى الذين هم أحق الناس بوقت الطبيب وهم الممولون الحقيقيون لدخله وهو الذي فتح العيادة من أجلهم. والسؤال: لماذا يترك السادة الأطباء مرضاهم كل هذا الوقت على الرغم من أن هناك مواعيد ثابتة للعيادة من الواجب الالتزام بها رحمة بالمرضى، وحتى لا نعذبهم مرتين ويكفي ما بهم من مرض. الغريب أنه حينما يحين وقت المريض للدخول إلى السيد الطبيب يفاجأ بأن وقت العيادة قد انتهى لحلول وقت العيادة الأخرى للسيد الطبيب، ولا يجد المريض من الطبيب أدنى اهتمام، ولا يكترث بحضوره إليه وانتظاره كل هذا الوقت. أليس من الأفضل من السادة الأطباء تخصيص وقت للضيوف ومندوبي الدعاية للمستلزمات الطبية قبل أو بعد مواعيد العمل الرسمي بالعيادة لأنها خاصة بالمرضى، ويجب ألا يشاركهم أحد في ذلك.. رجاء نتمنى تحقيقه وأن ينظر كبار وصغار الأطباء إلى مرضاهم بعين الرحمة، وكفى عليهم لهيب أسعار الكشف. المزيد من مقالات فهمى السيد