«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليس نحن تماماً، لكنه ليس بعيداً جداً
كيف شاهد الإسرائيليون الأفلام العربية؟
نشر في أخبار الأدب يوم 23 - 05 - 2015

نقدم هنا عرضاً لواحد من أهم الأفلام الإسرائيلية المعروضة مؤخراً وتتحدث "عنا"، نحن أبناء الثقافة العربية الحديثة. الفيلم الإسرائيلي الذي أخذ عنوان "فيلم عربي" يتتبع تجربة مشاهدة الأفلام العربية التي كانت تُعرض أسبوعياً في إسرائيل، إنه فيلم يتحدث عنا من خلال "عيونهم"، ويقول شيئاً مهماً عن السياسة، عن الثقافة السائدة، وعن حدود الحنين وإمكانيات تحريكه ليقول أشياء قاسية عن الذات.
في كل الأحوال يظل واجبنا أن نري وأن نعرف وأن نحاول الفهم، فليس في محاولة الفهم ما يخيف.كان التليفزيون الإسرائيلي يعرض في السبعينيات والثمانينيات فيلماً عربياً مساء الجمعة، اجتمعت العائلات الإسرائيلية وقتها حول التليفزيون لتشاهد وتبكي وتضحك وهي تستعد لاستقبال السبت.عن هذه التجربة المشتركة بين جموع الإسرائيليين عُرض مؤخراً فيلم "فيلم عربي" في إسرائيل، كتب الفيلم وأخرجه سارة تسفروني وإيال ساجي بيزاوي، ويقوم الأخير بدور الراوي في الفيلم أيضاً، كما يدير حوارات مع ضيوف الفيلم، ومنهم أفراد عائلته المهاجرين من مصر، وأبرزهم أبوه، شلومو ساجي بيزاوي، الذي يهدي الفيلم له.
الحنين هو العنصر المركزي في الفيلم، بدءاً من حنين اليهود الشرقيين للبلدان العربية التي هاجروا منها وهم يشاهدون الفيلم، حتي حنين الإسرائيليين الحاليين للأفلام العربية التي كانت تعرض ليلة السبت في السبعينيات. يبدأ الفيلم بحوار يجريه إيال مع أبيه: "الفيلم العربي يوم الجمعة كان شيئا مميزا، كأنه كان لقاء أسبوعياً للعائلة. كانوا يحضرون، يجلسون، يستعدون للفيلم. جدتك، تخيل لو لم نضع لها الفيلم العربي... لا يمكن (يضحك). كان ذلك كأنك تعود إلي علاقتك السابقة، مع الوطن الأول".
بعد هذا اللقاء ينتقل إيال إلي بيت خالته، نري علي الشاشة عبد الحليم حافظ وهو يقود الدراجة في فيلم "معبودة الجماهير" ويغني، ثم يتكلم الراوي، إيال نفسه: "إذن بالنسبة لعائلتي، كان الفيلم العربي أشبه بزيارة إلي الوطن. في الخارج كانت مصر العدو اللدود لإسرائيل. لكنها في بيتنا المصري كانت عبارة عن لغة وفكاهة وأفلام تخاطب قلب جدتي. كان الفرق بين البيت والخارج بارزا جدا. بحيث تخيلت أن بيوت خالاتي تقع في مصر والطريق إليها كأنه الطريق من بات يام إلي القاهرة". يشرب مع خالته القهوة ويتحدث معها عن ذكرياتها منذ مجيئها من مصر لإسرائيل. تشير إلي أن معظم أطفال اليهود الشرقيين كانوا يخجلون من أصول عائلاتهم، ولكن في بيتها لم يكن الأمر هكذا. لم يكن في الأمر ما يخجل، تقول. خالته اسمها أفيفا، وكان أبوها سعد يعقوب مالكي، رئيس تحرير جريدة الشمس اليهودية الصادرة من القاهرة والتي أغلقت عام 48 وهاجرت العائلة بأعقاب هذا في العام التالي لإسرائيل.
اتفضلوا اتفضلوا، عالدكان وادخلوا
بعد 67، ومع ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية وغزة، تولدت رغبة لدي إسرائيل في اجتذاب قطاعات أوسع من العرب الخاضعين للاحتلال، وتزامن هذا مع إقامة التليفزيون في إسرائيل، بقناته الوحيدة. بدأت القناة في البث بالعربية والعبرية، مع برنامج ثابت في مساء الجمعة، ليلة السبت، يُعرض فيه فيلم عربي، كما يحكي سليم فتال، مدير البرامج العربية آنذاك.
هكذا بدأ الأمر بمحاولة اجتذاب العرب لمشاهدة التليفزيون الإسرائيلي، وانتهي بأن تجربة مشاهدة الفيلم العربي أصبحت تجربة مشتركة لدي اليهود في إسرائيل، سواء اليهود الشرقيون القادمون من البلاد العربية، أو الإشكنازيون القادمون من البلاد الأوربية، بالإضافة للفلسطينيين بالطبع.
يضيف فتال: "القرار الأول لحكومة إسرائيل بإقامة تليفزيون كان أن يبث التليفزيون 4 ساعات في اليوم، 3 ساعات منها بالعربية وساعة واحدة بالعبرية. أهم شيء يمكن فعله وقتذاك كان تجنب الدعاية السياسية. الفيلم العربي و(برنامج) سامي وسوسو" وكل هذه المجموعة من البرامج التي كانت تحت إشرافي تناولت موضوع تقريب العرب إلينا، وليس عرض قضايا سياسية عليهم، فعلوا هذا بالأخبار، ليس عندي". وتقطع الشاشة علي مشاهد من برنامج بالعربية أنتجته إسرائيل بعنوان "حكايات خليل"، ونري فيه المغني ينادي علي الأطفال ليدخلهم دكانه ويغني لهم: "اتفضلوا اتفضلوا، عالدكان وادخلوا".
في البداية كانت الأفلام تُعرض بدون ترجمة للعبرية، وأغضب هذا اليهود الذين أرادوا ترجمة، وبعد نحو عام وصل إلي منصب مدير عام سلطة الإذاعة شموئيل ألموج الذي اعترض علي وضع الترجمة بالعبرية. كانت وجهة نظره أن الترجمة العبرية للبرامج العربية، والعربية للبرامج العبرية، سيخلقان دولة ثنائية القومية، وقرر الفصل التام بين العربية والعبرية. يضيف فتال: "في نهاية الأمر طبعاً تراجع عن رأيه، ليس بسبب ضغطي، بل لأن الحكومة لم تستطع مواجهة ضغط الجمهور في الكنيست، لم يتمكنوا من مواجهة ضغط الجمهور وكان واضحا أنه كان قرارا خاطئا منذ البداية (يضحك) يقولون بأن شمعون بيريس كان واحدا من جماهيرنا الذين شاهدوا الفيلم العربي أيام الجمعة." ويعلق الراوي: " فيما كانوا يخططون للحرب القادمة مع مصر لم يكن كبار القادة في الدولة يفوتون الفيلم العربي يوم الجمعة، شمعون بيريس، عيزر فايتسمان، وحتي وزير الحرب موشيه ديان". كانت النتيجة أن الجميع دخل دكان الأفلام العربية، ليس الفلسطينيون فحسب، وإنما أيضاً قادة دولة إسرائيل.
في المشهد التالي نري لقاء مع آسي ديان، ابن موشيه ديان، يتحدث عن أبيه وقت عرض الفيلم العربي ليلة السبت: "عندما كان أبي أثناء توليه منصب رئيس الأركان، لا يهم، وزير الزراعة، وزير الدفاع، كان يصل إلي البيت، يلغي كل شئون البلاد. في تلك اللحظة كان الوقت المناسب، لشن حرب يوم الغفران الثانية، كانت تلك المفاجأة الكبري. .. يجلس علي أريكته ويحركها نحو التلفاز لمسافة كهذه تقريباً، ليري جيداً، كانت وظيفتنا الجلوس في صمت وعدم إزعاجه حتي لو وردته مكالمة من جولدا، لا أعرف ماذا، من شخص ما، (ويقلد صوت جولدا مئير) آسي، أين والدك؟ أبي مشغول في... إنه يحفر الآن في موقع أثريات ما".
بطاطس السينما
كانت لدي اليهود الشرقيين أسباب وجيهة، تتعلق بالحنين، لمشاهدة الفيلم العربي، أما اليهود الإشكنازيون، ويستضيف الفيلم منهما الفنان يائير جربوز وزوجته مرجليت، فلهم أسبابهم الخاصة. يحلل يائير الأفلام العربية بقوله: "يمكن تسمية هذا النوع، أفلام بلدات، بلدة عربية، بلدة يهودية، بلدة هندية، أيا كانت، أفلام بلدات، هذا يعني أن هذه الأشياء هي غذاء الفقراء، أشبه بالبطاطس، إنها بطاطس السينما".
أما زوجته مرجليت فتحكي بلغة مرتبكة عن أسباب حبها للفيلم العربي: " كان هذا نوعاً من عالم آخر، لكنه من العالم القريب، أقصد كلا الأمرين، كما تعلم، يتكلمون العربية، الشرق الأوسط، الموسيقي، كل شيء ليس نحن تماماً، لكنه ليس بعيداً جداً".
هذا وأمر آخر، يتصل بالسبب الذي قاله زوجها: "كل شيء كان واضحا، مفهوما، تعرف من المشهد الأول من الشخصية الجيدة، ومن الشخصية التي لن يكون الحظ حليفها، والتي ستتلقي المساعدة طول الوقت، والتي ستبكي ولكنها سترقص قليلا أيضا كما تعلم، نوعا ما، وأن الوسيم سيكون حبيبها.... رهيب، أحداث مؤثرة جدا، كنت تنسجم معها. كنت تستمتع بالانسجام معها".
ويعلق الراوي: "في البلاد (إسرائيل) وإن لم يتواصلوا مع الموسيقي إلا أنهم عرفوا الممثلين المصريين بالوجه ووفقاً للأدوار التي تميزهم، عندما كان حسين فهمي، أو كما أطلقوا عليه هنا، الوسيم، يمثل في فيلم رومانسي كان واضحاً للجميع أنه سيكون العاشق الساحر، وعندما كانت فاتن حمامة تمثل، كان الجميع يعرفون بأنها المرأة الطيبة، معيار أخلاق المجتمع المصري، وعندما يظهر فريد شوقي البلطجي علي الشاشة، نعرف جميعاً، حتي لو بدور الخير أو بدور الشر، أن أحداً ما سينضرب في نهاية الأمر".
حدود الحنين والسياسة
البكاء عنصر أساسي في الفيلم، ويرتبط ارتباطا وثيقا بموضوع الحنين وحدوده.
يسأل المخرج مرجليت إن كانت تبكي في الأفلام فترد بالنفي ثم تشير إلي زوجها الذي لم يبك حتي عندما توفي والداه، ولكنه أمام الفيلم العربي لا يملك إلا البكاء. تقول هذا وهي تمسح دمعة، مع مشهد ليائير وهو يمسح دموعه وفي الخلفية ممثل مصري يقول بنبرة مؤثرة: "كله سلف ودين.. مع السلامة".
وفي مشهد آخر يحاور إيال خالته أفيفا، التي تسمع "إنت عمري" في التليفزيون وتبكي. تحكي إنها تبكي في كل مرة تسمع فيها هذه الأغنية.
بماذا يذكرك هذا؟
تشير لصورة ابنها المتوفي، مئير، وتشرح له كلمات الأغنية: "اسمع ماذا تقول، اللي شفته قبل متشوفك عيني شفته، رأته قبل أن تراها عيناها، أي كان في بطني وبعد ذلك رأيته. وكل هذه الكلمات كأنها... تصف الوضع تماماً".
"برغم أن مئير قتل في سيناء
لا أستطيع العيش من دون مشاهدة هذه الأفلام وهذه الأشياء، هذا جزء من حياتي".
الابن جندي إسرائيلي كان يحارب في سيناء، والخالة هي أمه الثكلي التي تسمع أغنية لأم كلثوم وتبكي وهي تسمعها لأنها تذكرها بهذا الابن. الأمر مربك للغاية، لأنه يتعلق بحالة شديدة الخصوصية، يهود وجدوا نفسهم منبوذين من المصريين في فترة التحرر الوطني فهاجروا لإسرائيل، اختاروا الجانب الإسرائيلي في الشارع، والجانب العربي وهم في بيوتهم الخاصة عندما لا يراهم أحد.
يقول بيزاوي جملة دالة في تقرير أعدته القناة الثانية الإسرائيلية عن الفيلم: "كنت أخاف قليلاً أن نكون عرباً ويكون أبواي قد أخفيا عني هذه الحقيقة عني، وبدأت أسجل إثباتات من كلامهما علي هذا، و كنت أشعر أن هذا الوعي لا يخصني أنا فقط وعلي مدار العمل في الفيلم اكتشفت أنه فعلاً لا يخصني أنا فقط، أن هناك مجتمعاً كاملاً يخاف أن يكتشف أنه عربي قليلاً".

نفس الخالة تشاهد لقطات من فيلم "فتاة من إسرائيل"، وفيه يقوم محمود ياسين ورغدة بدور الأبوين المكلومين بموت ابنهما الجندي في سيناء ويزوره زملاء الابن ليقدموا له الكفن فتصرخ زوجته رغدة ويغشي عليها. تشاهد الخالة أفيفا هذا المشهد وتقول: "انظر إليها، كما حدث معي".
"عند مشاهدتك لفيلم كهذا هل تشعرين بأنك تسامحينهم (المصريين)؟"
"نعم، أنا أفهم الألم، أنا سامحتهم منذ وقت طويل. أنا أتفهم ألمه (الأب) أنا أتفهم. هكذا كنت تماما. أنا أيضا كنت أفقد وعيي كثيراً. كان يزورنا ضيوف، أصدقاؤه. ما أن يخرجوا من الباب حتي يغمي عليّ. أتمالك نفسي أثناء وجودهم، خشية ألا يعودوا مرة أخري إذا بكيت أو كنت حزينة. وكنت أرغب حقا بمجيء أصدقائه".
"هل رأيت مصر كعدو في أي وقت"؟
"لا أدري. من الصعب الإجابة علي هذا. لا أظن ذلك. أبداً".
"رغم أنك تحبين إسرائيل؟"
"نعم طبعا، أنا إسرائيلية مئة بالمئة ولكن لا أعرف لماذا أنا أحبهم، لا أعرف... هل تعرف، في كل فرصة نتواجد فيها لنتحدث مع صديقات، أنا مصرية، أقول لهن. مهما حصل، أنا مصرية. محتمل أنها ذكري جميلة من الطفولة لا تزال باقية."
هذا المشهد يفهمنا شيئاً عن حدود الحنين، كيف يمكن للحنين، حتي ل"العدو"، أن يصل لأقصي طاقته، وبرغم هذا يظل مقطوع الصلة بالسياسة وبما هو خارج الذات. أو بشكل أفضل، كيف يمكن لمساري الذات والسياسة، أو البيت والشارع، أن يسيرا ضد بعض، الحنين أخرس فيما يتعلق بالسياسة، وكذلك السياسة خرساء فيما يتعلق بالحنين.
ما زلنا نتحدث عن البكاء. يسأل إيال خالته عن البكاء، هل تُبكيها الأفلام الإسرائيلية كما تبكيها الأفلام العربية؟ فتجيب بالنفي المطلق. ويفسر الراوي لنا هذا: "هذه الأفلام بالنسبة لأفيفا لم تكن بطاطس ولم تكن غذاء الفقراء. بل الحياة بحد ذاتها، كانت تتفاعل مع الفيلم العربي شأنها شأن معظم المشاهدين بفضل العاطفة التي كان يتضمنها، وكانت العاطفة شحيحة في التليفزيون الإسرائيلي في ذلك الوقت. كان التحفظ هو الكلمة الرئيسية . تَلَخص البكاء (في السينما الإسرائيلية) بصورة مقربة علي دمعة تسيل، كانت الفرحة معتدلة والغضب مكتوماً ومهذباً. الفيلم العربي من ناحية أخري، جلب الإحساس إلي الوجه وإلي غرفة المعيشة دون خجل ودون اعتذار. مشاجرات صارخة، ضحكات صاخبة، بكاء مرير، وحب قوي كالموت تجلي بعدد لا يحصي من الأغاني المؤثرة والمؤلمة"...
قريبة اليهود جميعاً
لم يغفل الفيلم ليلي مراد، المطربة المصرية اليهودية، يحكي إيال: "عندما سمَعَنا ابن الجارة تتكلم العربية في البيت سألني إذا كنا عرباً، قلت له ما الأمر، أنت العربي وكل عائلتك العرب. شعر بالإهانة، وأنا كذلك، وتخاصمنا، ولكن بعد ذلك ظهرت ليلي مراد في الفيلم العربي، قفزت كل عائلتي لشدة الإثارة، وأخبرتني أمها بأنها من العائلة... عندما كبرت أدركت أن هذا شعور كل اليهود المصريين، جميعهم أقاربها، ولكن نحن كنا حقاً أقرباء لها". ويحكي أبوه أنه رآها وهو طفل في إحدي الزيارات العائلية لحي العباسية.
بعدها ننتقل لليهود المصريين الذين مثلّوا في مصر: "بعيداً عن ليلي مراد كان هناك يهود آخرون مثلوا في السينما المصرية مثل راقية إبراهيم الأنيقة، إلياس مؤدب المسلي، نجمة إبراهيم بدور الشريرة، نجوي سالم المغرية، وحتي المخرج اليهودي، توجو مزراحي، مع بطله شالوم مثير المشاكل. وفي حين كانوا يفتخرون في البلاد (إسرائيل) بيهودية وودي آلان وبرباره سترايسند، فالممثلون اليهود من مصر لم يكونوا مصدر فخر."
بالتدريج تتصاعد النبرة الناقدة للثقافة الإسرائيلية في الفيلم، وبالتحديد ل"صانعي الوعي الإسرائيلي"، هؤلاء الذين رفضوا رؤية اليهود المصريين مصدراً لاعتزازهم، وحولوا الهوية العربية لشتيمة خجل منها فيما بعد أطفال اليهود الشرقيين.
السينما المصرية ليست محافظة؟
كانت الرقابة تمارس علي الأفلام المصرية. في نهاية الفيلم، وبعد نزول التترات، يُحكي لنا أن هذا حدث حتي قبل دخول التليفزيون لإسرائيل. في عام 1962 عُرض فيلم لفريد الأطرش في سينما "أديسون" بالقدس، واختصر مديرو السينما أغاني الفيلم ومارسوا الرقابة علي بعض من مشاهده، فما كان من المشاهدين إلا أن قاموا بخلع الكراسي وتكسير النوافذ احتجاجاً.
ما بدأ في السينما تواصل فيما بعد. مورست الرقابة علي الأفلام المصرية قبل عرضها في التليفزيون، وتفسير عامي زينجر، محرر فيديو في التليفزيون الإسرائيلي أن: "القناة كانت تبث الفيلم العربي الساعة الخامسة . في الساعة الخامسة عصرا هناك أطفال يشاهدون، لذلك كان يجب اختصاره كي لا يتم عرض قبلة، كان يُسمح بعرض القبلة لثلاث ثوان، أطول من ذلك ممنوع، أو الجنس، الجنس كان يجب عرضه لبضع ثوان".
"ما تقوله هو أن السينما المصرية ليست محافظة"؟
"أبداً. رأيت أشياء ، مشاهد جنس ومشاهد قتل، وقتل عنيف جدا، معظم الأفلام التي أذكرها كانت علي أساس خيانات... وتم تنفيذ معظم الأمور علي الجانب الرومانسي، أنا كنت أكثر انفتاحا، قلت يمكن عرض القبلة لأربع ثوان، لماذا ثلاث؟ ووافقت علي أن يكون الدم أقل ما يمكن، لكن في مشاهد السرير، نري نساء جميلات، ما المانع من رؤية ذلك، لماذا يجب شطبها؟"
كيف تصل الأفلام؟
سؤال عارض من إيال يؤدي إلي مغامرة كبيرة، يسأل زينجر وزميله عن كيفية الحصول علي الأفلام المصرية، فوقتها، قبل اتفاقية كامب ديفيد، لم تكن هناك علاقات مع مصر، ويخبره الاثنان أن لا أحد يعلم ولا أحد يتكلم ولا أحد سيخبره بحقيقة الأمر. حتي سليم فتال يرفض الكلام عندما يسأله: "لا أريد التوسع بالكلام بهذا الشأن، لقد تم هذا الشيء في ذلك الوقت بسرية، وبهدوء، ولا أظن أنه من الصائب الآن أن نأتي ونقول: هذا فلان، وهو موجود معنا. هذه الأسماء تفيد من"؟ ولكن عندما يُسأل عن الكيفية يجيب: "علاقات بين أشخاص، تجد الأشخاص الذين يتعاملون في هذه الأمور وتحاول إنشاء علاقة من الأخذ والعطاء".
بعدها نفهم أكثر، فالأفلام كانت تصل من المصريين إلي الفلسطينيين في القدس الشرقية، كي تُعرض في دور السينما هناك، وقبل إعادة الفيلم للموزع الأصلي في مصر يمرره أحد أصحاب دور السينما الفلسطينية علي التليفزيون الإسرائيلي، يُنسخ علي شريط فيديو ويعرض في التليفزيون. فطن المصريون لهذه الخدعة، فبدأوا يعلّمون الأفلام، يرينا الفيلم شريط فيديو فيه خدش علي هيئة حرف "آر". قام المصريون بخدش شريط الفيلم ليعرفوا من الذي يسربه للإسرائيليين ومن ثم يوقفون التعامل معه.
يحكي إيال: "في كل أسبوع كان واحد من أصحاب دور السينما الفلسطينيين ينقل الفيلم بشكل سري إلي العدو الإسرائيلي، كي نتمكن من استقبال السبت كما ينبغي، معظم موظفي التليفزيون الإسرائيلي، يرفضون إجراء لقاء حول الموضوع حتي اليوم. في الجانب الفلسطيني أيضا السرية محفوظة. الوحيد الذي وافق علي التحديث إلي طلب تظليل وجهه".
يقول موزع الأفلام الفلسطيني ذو الوجه المظلل: "مرة من المرات حضرنا فيلم عالتليفزيون الإسرائيلي، وبينت خط إيدي المكتوب، طب هادا كيف وصل للتليفزيون؟ بدينا نحقق كيف وصل للتليفزيون، عرفنا انه وصل التليفزيون عن طريق فلان الفلاني، كان يستأجر الفيلم عأساس إنه بده يعرضه عندهم، فيه زي سينما صغيرة في المثلث".
مكنتوش زعلانين؟
هادا الرجال احنا بطلنا نعطيه أفلام، أولا لأنه بتعرف هادي سرقة صارت، أنت تاخذ مني وتبيع لغيري. ما بيصير، انت بتاخد مني لإلك.
يعود إيال إلي سليم فتال. يسأله عن عدد الأفلام العربية التي تمكنوا في التليفزيون الإسرائيلي من جمعها بهذه الطريقة.
في رأيي المئات. لم يكن لدينا خيار آخر، لو قالوا لنا... دعونا نجلس، نتناول الجانب التجاري، وليس جانب العداء، لجلسنا وسوينا المشكلة، لخرجوا راضين ولخرجنا نحن أيضا راضين، يعني، نحن لسنا لصوصاً محترفين، دعنا نقول هذا.
لصوص لكن لستم محترفين.
لصوص ولكن لسنا محترفين. أوكي.
علي العموم، يشير الموزع الفلسطيني إلي أن عرض الأفلام العربية في التليفزيون الإسرائيلي توقف بعد الانتفاضة الأولي. يعزو هذا إلي إسرائيل وحروبها المتكررة ضد جيرانها، اندلعت الانتفاضة وتوقف كل شيء: "الانتفاضة الأولانية سكّرت علي كل إشي اسمه سينما وفيلم سينما... وبطلنا نشتغل بالمجال بالمرة. يعني مش معقول الناس بتموت بالشوارع واحنا نعرض فيلم سينما بالسينما، وقفنا الشغل".
الحنين لم يعد أخرس
نصل إلي الجزء الأخير، وينشغل فيه الفيلم بتصنيف "الأفلام العربية" من حيث قيمتها الفنية.
في عام 1978 بدأ عرض المسلسل الكوميدي الإسرائيلي" هذا هو"، وفي 1986 عرض موسم منه بعنوان "فيلم عربي"، وكان يقدم محاكاة ساخرة للأفلام العربية، أناس بأزياء بدوية وقروية يقدمون انفعالات صارخة، قصص حب تبدأ في لحظة، أب يكتشف ابنه بعد طول غياب فيصرخ بمبالغة مضحكة. يقول حنان بيليد، أحد مؤلفي المسلسل: "معظم الناس الذين شاهدوا الفيلم العربي كان يسخرون من أنفسهم في أعماقهم لأنهم يشاهدونه. وعندها كان برنامجنا يتناول هذا الجانب، حيث يعلم الجميع بأنه فيلم بسيط، سينما غير هادفة، وكل شيء غير متقن".
ويضيف: "بصراحة فكتابة محاكاة ساخرة أسهل من اختراع عالم جديد، لأنك تستند علي أية حال إلي عالم محدد وتقدمه بشكل مبالغ وتكسر حدوده، ومن الأسهل القيام بمحاكاة ساخرة لفيلم عربي، لأنك لا تتعامل هنا مع مادة عالية المستوي".
أما مرجليت جربوز فتقول: "لم نذهب أبداً لمشاهدة فيلم عربي في السينما، ذهبنا لمشاهدة أفلام جودار، أنت تعرف، بازوليني، أنطونيوني، تمام؟ ذهبنا لمشاهدة (تشير بيديها إشارة دالة علي القيمة) أفلام. لكن لأجل، لا أعرف كيف، لأجل الجو البيتي كان ذلك (الفيلم العربي) مثالياً".
برغم ولعهم به، يتعامل الإسرائيليون وصانعو الثقافة الإسرائيلية مع الفيلم العربي وكأنه مادة رخيصة. هنا يضع صانعا الفيلم قناع الموضوعية جانباً ويبدآن بالتدخل بحسم لقول كلمتهما. يشير صوت الراوي إلي أن منتجي مسلسل "هذا هو"، المقتنعين بأن كافة المشاهدين كانوا يسخرون من أنفسهم سراً وهم يشاهدون الأفلام العربية، قاموا بتثبيت الصورة النمطية للفيلم العربي، بوصفه رخيصاً وقليل القيمة، وهذا صحيح، لأن السينما المصرية، مثلها مثل أي صناعة سينما في العالم، كانت تجارية في الأساس، ولكن مع هذا كانت هناك أفلام استثنائية. "كانت هناك مشاهد جريئة ونقد سياسي لاذع، تلميحات إلي المثلية الجنسية (مشهد من "حمام الملاطيلي")، وتصريحات نسوية (مشهد لسعاد حسني في "خلي بالك من زوزو" وهي تتحدي الجميع وترقص)، كل هذا غاب عن عيوننا الإسرائيلية، إلي جانب الأفلام التي أظهرت النساء بصورة مخزية،ومهينة تم عرض أفلام عديدة كانت المرأة فيها، لا سيما الفلاحة، ترمز إلي مصر نفسها. عندما كانت تتعرض للاغتصاب من قبل رئيسها (فاتن حمامة في فيلم "الحرام" وهي تغتصب في الحقل) غالبا ما تكون هذه قصة رمزية عن مصر، المستغلة من قبل أصحاب السلطة". يواصل صوت الراوي: "في أفلام الواقعية الجديدة كان هناك نقد أشد. في فيلم (زوجة رجل مهم) هناك مني وهشام الذين لم يتمكنا من إنجاب أطفال، وتتدهور العلاقة بينهما. فيلم عربي كلاسيكي، لكن في الواقع، فالعلاقة بينهما هي استعارة للعلاقة العقيمة بين نظام الضباط والمصريين، وفقاً للفيلم تنتهي تلك العلاقة بانتحار النظام، كما حدث فعلاً. في مصر كان ذلك يعد فيلماً سياسياً تخريبياً. في البلاد (إسرائيل) كان يبدو كأنه ميلودراما مبتذلة أخري، حتي أفلام عادل إمام الكوميدية صاحب الوجه الأكثر تميزا لدي الإسرائيليين، حتي أفلامه الكوميدية كانت مليئة بالنقد السياسي والاجتماعي، في مجتمع أصبح اللحم فيه ترفاً، قد يكون الكباب سببا وجيها للعصيان. لم تلمس الرقابة المصرية ذلك. لكن لكي نفهم النقد علينا معرفة الثقافة، ولكي نفهم ونحب ثقافة حقاً، يجب أن نعرف أبناء تلك الثقافة، رغباتهم، مخاوفهم، المحنة والألم، وقد رفضنا رؤية ذلك عندما يتعلق الأمر بالشعوب المحيطة بنا".

يلعب "فيلم عربي" علي خامة الحنين، وصحيح أن الحنين خامة ليس لديها ما تقوله سوي أشياء لطيفة عن الذات، ولكن المخرجين يتمكنان من توجيهها لتتحول من دغدغة للمشاعر إلي سلسلة من القرصات المؤلمة، يتزامن هذا مع خروج الفيلم من البيوت الإسرائيلية، من مشاهد أبناء العائلة المجتمعين حول الفيلم العربي، وذكريات الحياة عن البلدان التي تركوها وراءهم، إلي ما هو أكبر، الثقافة الإسرائيلية السائدة، النظرة للعرب، واختفاء الفلسطينيين من الشوارع في أعقاب الانتفاضة. في هذا التحول من الذكريات اللطيفة (والحزينة نوعاً) إلي التقريع المتواصل للذات الإسرائيلية المنتفخة، يكمن سحر الفيلم . هنا بالتحديد لا يصبح الحنين أخرس فيما يتعلق بالسياسة، وينجح الفيلم في قلب الأمر وإغراء الاسرائليين بالدخول لدكانه ليسمعوا أشياء ما كانت لتتم لولا غواية الأفلام العربية.
يختتم الراوي الفيلم بالقول: "مع نشوب الانتفاضة الأولي، أغلقت النافذة الصغيرة التي فتحت لنا للشرق الأوسط، اختفي الفلسطينيون من شوارع المدن الإسرائيلية، انتقل المشاهدون الإسرائيليون لقنوات الكوابل، وتم فصل البرامج العربية عن البرامج العبرية. منحصرين داخل الفيلا التي بنيناها لأنفسنا داخل الدغل الشرق أوسطي، رفضنا إخراج رؤوسنا لنطل علي الحي، وحتي عندنا فتحت لنا نافذة صغيرة، من الفيلم العربي، شاهدنا ولكن لم نر حقاً، مما يشبه قليلاً منظار الاستخبارات قبل حرب يوم الغفران، نري ولا نفهم شيئا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.