الخال

إلي عبدالرحمن الأبنودي

مفتتح:
من غير فرح وكآبة.
ولا خبث ولا طيابة.
ولا خوف من الديابة.
ولا جِدَّة ولا رتابة.
ولا لحظة ضيق ملولة.
أو لحظة مستطابة.
إيه معناة الكتابة ؟؟؟؟؟

والله ورجعت شباب.
من بعد ما عجزت يا خال.
بيقولوا: حنبقي علي سن تلاتة وتلاتين.
الحالة هناك كيف؟
وبتصحي لحالك ولا لابد يصحيك حد؟
محتاج تقدم ميت سبت
عشان ما تلاقي الحد؟
ولا أمورك زين؟
و(بتقعد ف المطرح مع مين؟)
صوتك لساه قادر يوصل؟
ولفين؟
كيف حالها فطاني والبت عزيزة والواد عيد ويامنة؟
ويا تري أيامكم بتمر كأيامنا؟
شمس بتشرق ف معاد،
وتغيب ف معاد،
وولاد،
زي العفاريت بيزقلوا شجر التوت بالطوب،
هل فيه نخل يا خال؟
هل فيه نساوين مشغولة بترديد الأمثال؟
عبد الناصر كيفه؟
وحليم؟
وحمزة البسيوني؟
وسيد مكاوي؟
وجاهين؟
كيفه محمود درويش؟
وناجي العلي؟
كيفها الست سعاد حسني؟
لساها حلوة يا خال؟
وقادرة تصطاد ف قلوب؟
بنعرفكم إننا زين..
غيرشي أمورنا ماشية بالمقلوب.
وسنِينَّا بتمر وتترك ف قلوبنا نُدُوب،
ولا عدنا بنحب ولا ندوب،
الوَرد ملوش ريحة يا خال،
بس الأحوال عال،
ولا فارقة معانا..
يموت شاعر أو بياع جوَّال،
خدت إيه من الشعر يا خال
غير وجع القلب وهد الحيل؟
لا ف قصايدنا سيوف ولا خيل،
ولا نخلات ولا نيل،
ولا فارس موشومة علي سدره عيون الليل،
وحبيبة من زمن المواويل،
الشعرا بقوا زي الرز..
لو ترمي الطوبة من شباك المندرة
فلابد تصيب واحد،
ولا واحد فيهم بيصيب الرمية،
والوِلد بيتولدوا شُيَّاب،
وقططنا كلها عَامْيَة،
أقولك: أحلامنا بتتعاد،
وبنفس النهايات الغامضة،
ولا عاد فارق..
هانموت علي ملة أحمد أو عيسي أو عاد،
ولا فارقة إيمان أو إلحاد،
والموت مبقاش بالمجان،
الحب: خيال شاعر..
في قصيدة مش قادر يكتبها،
والدنيا: حبيبة لعوب..
متودكة علي خَلْف المواعيد.
قلبي المليان أحزان وغناوي،
بقي نشفان ولا عود زان،
وضعيف
ولا سبلة قمح ف وقت حصيد،
عيل في عواطفه
مع إنه فوق التلاتين بتلاتين ويزيد.
تجرحه نظرة،
أو لفتة،
أو شدة إيد علي إيد
من بنت بتظهر له ف أحلامه،
وتطارده في منامه.
عايش أيامه..
ضعيف جدا،
وقوي،
وجسور،
مكسور،
وحداني حتي وهوه ما بين الناس،
كله إحساس،
عربيد،
ومسالم جدا،
وعنيد.
لكن..
لما يقيد فوانيس قلبه
تلاقيه زين وأصيل،
ينفخ من روحه..
ف صلصال الدهشة؛
فيصير مواويل،
وغنا وشخاليل.
روحه: معراجه،
وعيون محبوبه:
شايل أحلامه وبنات أفكاره،
وحب منامه في مسامه،
وطالع نازل ترتيل.
ولا عمره يميل ناحية ما الدنيا تميل.
شايل في ضلوعه حبيبه وصليبه،
وقلبه عَمْران بآيات التنزيل.
نظراته: زغاليل..
لسه ف أولي طيران وهديل،
مع ذلك..
أفكاره ملايكة بتحدف سجيل.
غايته يا خال..
كده تمشي بطولك الفارع
وفروع الشجرة لسة بتتطرح..
أفكار صالحة للتطبيق..
بين ناس مثاليين أكتر م اللازم.
لازم ولابد تصدق إن إنت خيالي،
وعشان كده مُت ودمك ف رقبتك.
وإحنا لسَّانا حاضنين مخاوفنا،
شايلين ضمايرنا علي كتافنا،
عارفين جناتنا من أعرافنا،
أحزانا كتير جدا
مع ذلك قادرين نِحْزَنْهَا،
أطراف أحلامنا ف أيْمَانَّا،
لكن أعتابها أبعد من منتهي شوفنا.
لو قادر شوفنا
ولو بقصيدة في الحُول،
متسيبناش نِتْوَحَّشْ صُوتَك،
دي الوَحْشَة مَرَار والشوق سجن رهيبْ.
سلم علي درويش وجاهين وفؤاد حداد
وبيرم وأمير الشعرا وحافظ،
وأمل دنقل.
حافظ ع الود يا خال
ولا تقطعش المكاتيب.
واحدة: سبيل، والتانية: دليل.
الكدب بقاله مِيت رِجْل ومِيت إيد،
وسيد قطب؟