اختراق حدود الزمان والمكان لم تكن محل اهتمام العلماء والمشعوذين فحسب، وإنما حظت، علي مدي العصور المختلفة، بمساحة لا بأس بها من إنتاج كُتّاب الروايات والنصوص السينمائية. الأمريكي جون وايلي، صاحب رواية Where Things Come Back، مزج في روايته الجديدة Noggin بين العلم والخيال، ليقدم رواية جديدة تضاف إلي الأعمال التي تناقش فكرة الانتقال عبر الزمن، التي تظهر تفاصيلها في الحوار الذي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية مع الكاتب. أن يحصل شخص علي رأس جديد ليس أمرًا نراه يوميًا، من أين أتتك تلك الفكرة الجديدة التي هي الحبكة الأساسية في رواية "نوجين"؟ بالصدفة، عندما كنت أؤلف كتابًا آخر آملًا أن يحظي بإعجاب الكاتب الأمريكي كيرت فونيجوت الابن. ولدت قصة نوجين، التي بدأتها باقتباس من رواية "سلوتر هاوس فايف" ل فونيجوت، بفكرة تجميد رأس صبي مراهق من خلال استخدام علم التبريد ليسافر عبر الزمن. إذا كنت مكان بطل الرواية "ترافيس"، هل يمكن أن تغويك فكرة تجميد رأسك؟ حتمًا يمكن أن تغويني الفكرة إذا كان الوقت يداهمني وأفكر في امكانية الحصول علي فرصة ثانية في الحياة ولو حتي بنسبة ضئيلة. هل كنت مضطرًا إلي البحث في علم التبريد عند تأليفك الكتاب؟ بحثت في علم التبريد وقرأت عن علمائه، ولكني ضمنته داخل الرواية بضآلة، لأنني لم أرد أن يطغي الجزء العلمي علي الفانتازيا. كذلك، فلم يكن هدفي أن أكون دقيقًا في معلوماتي، وإنما أن أروي قصة واقعية تحمل قدرًا من العاطفة من وجهة نظر بطل الرواية، ولهذا حاولت أن أقرأ عن علماء التبريد بنفس القدر الذي اعتقدت أن "ترافيس" سيكون عليه. تكتب عن العلاقات القوية بين أفراد العائلة علي نحو جميل، فهل تنحدر من عائلة متقارب أفرادها؟ نعم، وأنا منبهر بذلك، خصوصًا أننا جميعًا لدينا نفس الأصدقاء الذين يتمتعون بنفس القدر من القرب، إن لم يكن أكبر. وعلي النحو ذاته، فإن علاقة ترافيس بوالديه تشبه علاقتي بعائلتي بدرجة كبيرة. إلي أي مدي كان يدعمك أهلك وأصدقاؤك لتصبح كاتبًا؟ وهل كانوا يقرؤون ما تكتبه قبل نشره؟ وكيف كانت ردود فعلهم؟ كانوا دومًا داعمين قبل أن أصبح كاتبًا تُطبع له كتب، ولا يزالون كذلك علي نحو يمكن أن ننصب من أجله تمثالًا. وبالفعل، فقد قرأ العديد منهم الكثير من كتاباتي السيئة خلال السنوات التي سبقت صدور روايتي الأولي، ولذلك فأنا مدين إليهم بكل طن ثقة منحوني إياه، لأنهم آمنوا دومًا بأني أستطيع أن أحقق حلمي. أما ردود فعلهم، منذ صدور الكتابين، فكانت فائقة، إذ نادرًا ما كان يمر أسبوع دون أن يطمئن عليَ صديق قديم عائد من الخارج، أو يسأل قريب عن كتاباتي وأسفاري، وقد كان الأمر رائعًا حقًا. هل تفضل أن تكتب في هدوء أم في مكان ممتليء بالحركة؟ الصمت التام هو الخيار الأفضل بالنسبة لي، أُفضل أن أكون بالمنزل علي كرسي مريح بأقل قدر ممكن من المشتتات، ولكني أستطيع التأقلم علي أغلب الأوضاع إذا كنت تحت ضغط وأريد الانتهاء من عمل ما. تحتوي الرواية علي الكثير من المشاعر التي تحلق في الأفق، فهل كانت كتابتها مجهدة عاطفيًا؟ تركتني أجزاء قليلة من الرواية مستنزف المشاعر أثناء كتابتها، وتحديدًا ذلك المشهد الذي فوجيء فيه "ترافيس" بهدية من أصدقائه المقربين، قبيل إجراء العملية الجراحية التي تمكنه من السفر عبر الزمن، فقد كان من الصعب عليَ تجاوز ذلك الجزء. ما الكتب التي كنت تستمع بقراءتها وأنت في سن صغيرة؟ وما الكتب التي توصينا بقراءتها؟ وما الكتاب الذي تقرأه حاليًا؟ كنت وما زلت معجبًا كبيرًا برواية Catcher in the Rye fan، وكذلك فقد عنت رواية The Perks of Being a Wallflower إليَّ الكثير عندما كنت مراهقًا. فيما صدر من أعمال حديثًا، أحب روايتي Side Effects May Vary لمؤلفتها جولي ميرفي، وGrasshopper Jungle لمؤلفها أندور سميث. أما حاليًا، فاعتكافي علي كتابة روايتي الثالثة لا يترك لي مساحة كبيرة للقراءة. هل يمكن أن تخبرنا قليلًا عن الكتاب الذي تكتبه حاليًا؟ كل ما أستطيع أن أقوله إني أردت أن أؤلف كتابًا عن الاضطرابات العصبية والإصابة بالجنون، وعن أننا جميعًا مجانين بطريقة أو بأخري. أنا أستمتع جدا بتأليف الكتاب الذي سيحمل بين طياته تأثيرات قوية، آمل أن تكون مفعمة بالمعاني والمتعة. هل تري وصفك ب"جون جرين" القادم مفيدًا؟ أم أنه يضعك تحت ضغط؟ قطعًا مفيد، فأي شخص يوضع اسمه إلي جانب اسم المؤلف "جون جرين" كان ليُقر بأن الأمر ليس بهذا السوء. ورغم أني أحب أن أوصف ب "جون كوري ويالي الأول"، إلا أنه إذا كان ربط اسمي ب"جون جرين" يعني أن المواطنين يتوقعون أن يشتري ملايين القراء كتبي ويتشاركون قصصي، فأنا لن أستطيع أن أمانع الأمر علي الإطلاق. مع ذلك، فليس لدي اسم مستعار ليتداوله معجبيني حتي الآن. إذا كنت تستطيع أن تسافر عبر آلة زمن، فإلي أي زمان ومكان ستذهب؟ يا إلهي. تصعب عليَّ إجابة هذا النوع من الأسئلة، لأني حقًا أستمتع بمكاني ووقتي في العالم كما هما، ولكني أعتقد أنني كنت قطعًا سأسافر إلي المستقبل إن استطعت. ربما كنت لأختار مكانًا محددًا مثل منزلي وأسافر عشرات السنوات إلي المستقبل لأري كيف اختلف كليًا ولأعرف كيف توفيت حتي أستطيع أن أعود وأتجنب الأمر قدر استطاعتي.. أعني، لم لا؟