هذا صباح بصيغة البرتقال .. أو لنقل أنه يُشبه ( الرضاب ) بقدر ما تقترفه اللزوجة من آثام . هذا نهار من فضّة وحنّاء .. ولأن الأمر لا يحتمل التأويل ، كان لابد من امتداح فضائل الحبيبة .. لابد لهذا الصباح اللعوب أن يعرف أن الحقول من بعض تلك الفضائل ، وأن القمح والظباء وتويّجات الزهر وندي الثمار المطمئنة بعض حاشيتها .. أدرك وأنا أشبك ذراعي بمرفق هذا الصباح الفرحان أن البوح عطر الكلام .. مثلما هي الموسيقا ارتجافة الطين .. وأقول كيف يتنفس العاشق امرأة من أول السطر ؟! أو أقول لك الصبوات .. وقيمة النحل .. لك فاكهة الكلام والقوس الملون وأسرار المحار . لك شهقة المرمر ولذاذة الأشرعة .. لك النهار .. لك البياض الزعفراني حيث لا عتمة ولاعطانة . لك النوار .. وصباحات الياقوت وبلاغة العنب . لك الصولجان .. تقريظ فضائل الحبيبة غواية استجيب لها بطيبة خاطر فأقول عن شبابيك بلا قضبان .. وعن بوح الكراريس وعسل النُعاس ولهاث الضفائر .. وعن جدوي الأنهار . وعينيها .. وحين لا يعود للقول من معني أعطيها سماء ملبدة بالغناء ومدينة البحر ، ونفائس حقول الليل .. ومعاني الكلمات .. أعطيها سهوب الحنطة وطمأنينة الدراويش ، وأقول مأخوذاًَ وجهكِ إطلالة علي بهو أعمدة الأوركيد .. وجهك رحيل في الشفق . حنّاء ونعناع وغيم صديق ، وجهك شهقة فجر .. وجهك مطر .. نهر .. طهر .. ومدائن من عقيق وأقحوان .. وحين لا تكون الحبيبة في أفق اللوعة تبدأ الوحشة ، فراغ من رماد .. مدي من الطحالب والعناكب والطنين .. كالبراكين الخامدة ، أتشرنق في عتمة مبصرة ، وكل ما حولي غبار . ألوذ بي .. أسألني عن الأرصفة والكلام المباح . أغيب في صخب الغياب / تهطل الحبيبة حين تجيء بعذوبة الابتهال وبالتواشيح الراعفة بالظباء تتقافز في مدي اللهفة / تجيء حين تهطل بسلال من ندي ضحوك .. وحروف بالغة سن الرشد .. وقوافل من عصافير ( لا تهاجسها البنادق ) .. تمنح عطرها للنايات وللشعر وللغسق وللبنات وللفراشات وللمرافئ .. مجيئها هطول يشبه الليل وهو ينسج هارموني الحباحب وهي تسدد التماعاتها في رخاوة العتمة / تشبه الأناشيد أو لعثمة الفتي العاشق آوان الحضور . يا للفضائل التي تغدقها الحبيبية علي مروحة القلب .. يا للخفقان يهجس باسمها .. وأقول : هل هذا قلبي حقاً أم تُراه بلاد أخري .. أم هو سماء داهمتها القصائد فصار صلاة . يا ويح هذا القلب وهو يغفو علي غيمة .. أو رجفة طروب .. حيث لا قيظ ولا ظمأ .