«المحاربين القدماء وضحايا الحرب» تُكرم عدداً من أسر الشهداء والمصابين    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائى 2024 بالجيزة .. اعرف التفاصيل    10 توصيات في ختام المؤتمر الثالث لمبادرة اسمع واتكلم بمرصد الأزهر    وزير الصناعة: أهمية إدخال قطاعات جديدة في العلاقات التجارية بين مصر والأردن    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    سرايا القدس تعلن استشهاد 3 من عناصرها في غارة إسرائيلية جنوب لبنان    بوتين: 90% من المدفوعات في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتم بالعملات الوطنية    أحمد موسى : مصر لا تتحمل أي مسؤولية أمنية في غزة    كرة سلة.. الأهلي 5-6 الزمالك.. نصف نهائي دوري السوبر (فيديو)    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    أمطار حتى الإثنين.. الأرصاد السعودية تحذر من بعض الظواهر الجوية    نقابة المهن التمثيلية تقدم العزاء فى وفاة والدة كريم عبد العزيز بعد صراع مع المرض    «الأخبار» تضىء الشمعة 79 للروائى الكبير جمال الغيطانى    أولادكم أمانة عرفوهم على ربنا.. خالد الجندى يوجه نصائحه للأباء والأمهات فى برنامج "لعلهم يفقهون"    بعد قرار "أسترازينيكا" سحب لقاح كورونا.. استشاري مناعة يوجه رسالة طمأنة للمصريين (فيديو)    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    أسعار الأضاحي في مصر 2024 بمنافذ وزارة الزراعة    وزير الرياضة يفتتح النسخة الثالثة من القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    محلل سياسي: «الجنائية الدولية» تتعرض للتهديد لمنع إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو    أمين الفتوى يوضح حكم وضع المرأة "مكياج" عند خروجها من المنزل    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    "عليا الوفد" تلغي قرار تجميد عضوية أحمد ونيس    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    دعاء للميت بالاسم.. احرص عليه عند الوقوف أمام قبره    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    «الجيزة التجارية» تخطر منتسبيها بتخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    يوسف زيدان عن «تكوين»: لسنا في عداء مع الأزهر.. ولا تعارض بين التنوير والدين (حوار)    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصرُ يا أمُنا ...


على مولود الطالبى
» القاهرة «
أم الدنيا .... ماء مسحور في فضاء الرّوح المفتوحة لكِ حباً
من وضح النيل الساكن في ضلوعكِ يزركش أحلام العرب
أي معني لهذا الكون
إن لم تظلّله حدائقكِ الندية
ومآذنكِ المملوءة بأقواس النور
أم الدنيا ..... حاضنة فرح الأولين
ترسم شكل التأريخ علي رخام ترابكِ الطرب
هناكَ القناديل التي أشعلتها كليوباترا
باحة عشاق ... تدق أجراس الفرح
يا أم الدنيا إن عزفت ملحمة الشذا
سيحتفل الكون بالأحلام الجديدة
وإن غاب التاريخ نجده في أسوارك المذهبة
وضفاف نيلكِ ...
نخلة أنتِ يا جسد كليوباترا
وحنجرة أم كلثوم
أنتِ يا مدينة تولد في السّماء
في كل حلم يأتي
أنتِ فاكهة القصيد وحمام علي كف الشعراء يحنو
من أي الجهات أدخلكِ وكل الكون مداكِ الوارف
يا إبنة المعز ..... النيل يناولكِ الخلود
أعبري العشب علي ضفافه
الماء يحرس حلمكِ دوما
هذه كفكِ تصعد أفقيا
تهييء البياض بين أناملكِ كما الأزهر
وهذا قميصكِ الفضي
وروض قلبكِ الندي
تمرق من أناملكِ الأدعية بيضاء كما الأزهر
يضحكُ في ثوبكِ البهي ريحانة الرسول معه سحر البياض
يسأل عن جيرانه وعربه وقاصديه
من يعرني وجهه البهي في وضوء الوداد في وريده البهي
من يعطني سمرة أبنائها علي تفاصيل القصيد
من يهدي لي خفة دمه النابض في وشوشة الصباح
وجه القاهرة أبهي من وجه الجنة في عفة الماء
وحكاية الربيع صورة منتصرة لإبنة الدنيا

» الإسكندرية «
أنثي البحرِ والمطر
سيدةٌ يحرسها الماء
ينضج الجمال بين ضلوعها ...
يهدها إبن مقدون بنخلة شامخة كما الغيم
ضحكة سمائها بوح شمس لمرايا الخلق
أيا مدينة تنام في كفها النجوم وتراتيل السحر
تمشي فوق لؤلؤ الشعر والأحلام
فوق ذاكرة إبن مقدون كي لا تلامس الغبار
تأريخكِ يحتفل بالإنتصار في دمي الخليقة
وهذا المرسي أبو العباس يمد كف التحية علي فنار المارين
تعزف لهم آيات من مواويل الشرود والبرد
تحتضن إسكندرتي دفء البحار
في ضفة الربيع
وتعطي خفتها البيضاء إلي ما تبقي من حنين

» الإسماعيلية «
وجهٌ لبحرِ ذلكَ الغيم
لمن تفتح بحر غيومكِ
يا مدينة تينع بين الحدائق
تمر كل المراكب فيكِ خجلي
كصبية في ساحة العشاق
وتخفق الشّمس علي وجنتيكِ
منذ تأريخ الحي العربي وأنتِ أغنية يرددها الصبايا
في تفاصيل الروابي
يا أهزوجة النصر في شعاع التأريخ
هي قبلة كل من رام عشق الوطن والورود
ليلها شدو الياسمين
تعانق روحي نسائم أغنيات محمد فؤاد
وأنا العشق ، بوصلته روابيكِ في بحيرة التمساح
أشدو بماء الأسماكِ في بحيراتكِ القصية
وعند إتساع النشيد يهتز الوجدان في تفاصيل
شوارعكِ وقد حطّ علي كتفيها ضوء الصبح
آتيكِ عاشقاً وأبزغ من جديد في بهاء سمائك
أمتطي صهوة الحنين لأرض تغازل السّماء
بين آسيا وأفريقيا
تستنطق العطر من جذور الورد
لتهديه للعابرين وتقتفي أثر الحب في عيون أهلها

» الاقصر «
فتاة الفجر المحمّل بالفصول في الغياب والحضور
بين شفتيكِ تنبت قصور الأولين
يا امرأة تجهّز نفسها لموعد مع الطهر والعشق
بين صولجان شموخكِ بهاء نيلكِ وشتاء شوارعكِ
مدينة الشّمس تهلّل وجهكِ من بين الأبواب المئة
مزار العشاق والملوك تلفّ الكون بالفيض في التاريخ
تحمل فيكِ معابد الجمال صفوف الضوء
وبشائر الحضارة منذ البدء
كم طريق تحملني لشوارعكِ أيتها النابضة بالجنائن
والشوق بوصلتي إليكِ
أحتاجكِ في كل الفصول
سأوي إليك لأكون آخر محتفظ ببهائكِ

»أسيوط «
الذئبُ يناولكِ الإنتصار تطلين من القمم
أنتِ ينضج النضال بين أسواركِ
يا حارس الحدود أنتِ والنصر توأمان
أنتِ من غيّر ساحة الحب
أنتِ
مثل خبزة صعيدي في رنة الضحي
صادقها المنفلوطي وقد نبضت حروفها في الوجع
قوافل مراكبكِ ترقص علي درب الأربعين
ملاذ الفقراء
أنا من يفتح مملكة المعاني لوصفكِ
وبوابة للعشاق في ساحاتكِ الندية
أشم أريج المساء من قرنفلة غافية عند سجادها
أحضن جدرانكِ الشامخة كلما أصابني وجع الجمر علي الجسد
يا نسغ أغنية لم تولد في الكلام
يا أميرة فتحت قصورها للتائبين والعابرين للحكمة والإنتصار

»أسوان «
محمّلة بمزارع الأرض
تستنطق الجمال علي ضفاف السد العالي
نوبية الوجه
بلاد الذهب فجرية اللّون
مازلتْ تلكَ القمم في مقابر ملوككِ
مازلتْ تنتظر عودة المجد في متحف النوبة
عصفورة النّدي تضيء طريق العابرين
وهذا النيل يتهادي في ضفة شفتيها تحت جنح الغيمات
كتبت إليكِ بالعبق والبخور يا فاتنة الزهرات
يا ملجأ كل من عشق سحر الغابات
مدينة السد العالي تمحو رفوف هزيمة العرب
مليكة من سحر أساطير نبت في كل روح بهيج
وحروف يمدّها العقاد بالوجع والدفء والحب
وقصائد تتوسد الأحلام في حفرة الوقت
هي أسوان حين يأتي التأريخ
أراها تشرّع للكون ترانيم الشموخ
تنام علي جفنها الناعس عطور جزيرة أمون
كوني شعاع الأرض حين يبوح بحبه
كوني رصيف الروح في جنوبه الماسي
كوني صبية تلهو بالذهب في معبد فيلة
هو نسيمكِ الشهيّ دواء للّروح

» البحر الأحمر «
مبتلةٌ بالجمال والروح
مترعة بجمال الرّوح
أريج البهجة والورد
صبيةٌ تفتح حضنها للرّبيع
شقراء ضفائرها كشمس عند المغيب
يأتيها الغرباء علي سحابة الحب في الغردقة
يحملون بين خطاهم لؤلؤ رمالها
ويرتل همس الليل حلماً يطوقني
يرسمني النور غيمة من نبيذ الفرح
كلما إكتشفت نبعاً من البترول والغاز أعلو فرحاً
وأحلم بالغد
عطر نسيمكِ يا نبع الورد والحب
أحتاج إلي أعناب روابيكِ وأفق مدائنكِ الذهبي
يا إبنة الفصول المبتسمة كم يكفيني من قلب لأحبكِ دوماً ؟
أمر هنا في جونه وقد ترنحت الرّوح جذلي بجمالكِ الناعس
أشتاق مرآكِ
أغني في أجنحة الضوء
وتنتابني غدائر الكلام
أغني ,,,, وترقص الرّوح مع تراتيل فجركِ ترفاً
لا لون يشبه وجه الشعاب المرجانية
لا صلاة تشبه صلاة قلبكِ المبتسم
لا سحر بعدكِ يا منيّة التاريخ والمجد
علي جسدكِ رسم علوّ الإنسان
أقف في ذهول أمام عين السخنة فتنحني قصيدتي
للمعني الضائع من سحابتي الهاربة كنتُ أحتاجك
كي أعزف علي وتر الذاكرة
إنشودة الخلود في ميناء القصير
حبلي بجمال أرضكِ الحالمة
وأجوبكِ و الشاذلي يحملني خاشعاً
حالماً بالضياء أسكب صوت القمر في القصائد
التي تحملني إليكِ باراً

» البحيرة «
أسواركِ في باطن الرّوح أغاني وعبق ورد
يا أخت ال دلتا كم لي فيكِ صحو في غفلة مني
عطر البهجة في بهو روابيكِ
لي فيكِ ذكريات عاشق أنسج الحلم بين أعشابكِ المتماوجة
رفيف نسيمكِ يثير العابرين تحت أسواركِ همساً
يعلو الحب فيّ كلما مررتُ بين تلالكِ الشاهقة
كغيمة نابضة بالطيبة والشجن
تكتب لي عناقيد الصمت عن حجر رشيد
في حناجر الحمام وأغاني الصبايا
سلاماً لكل من رتّل ملحمة عشق في روابيكِ العبقة ورمال البياض

»الجيزة «
يا أم الأهرام لكِ أن تفاخري بمجد يغفو علي مرافئكِ
ويجثو خاشعاً لأهرام غازلتْ الصمود
تفتحين ضلوع الغيم لمفاتن الكلام
تشعل فينا الأغاني
وتشجي الرّوح الهائمة في حلم حقولها
مدينة الحلم منذ البدء ...
هذا حلم يشدو علي رأس أبو الهول
وجدارن تعانق السماء فتبوح بأساطير القمم
جئتكِ أرتل عشقي لروابيكِ الخضراء
لبيوتكِ الأكثر عبقاً من زهر البنفسج
جئتكِ حاملاً رمالاً ذهبية تأخذنا إلي تاريخ الفخر

»الدقهلية «
حمامةٌ علي المرج تخصب تحت قدميكِ المواسم
يا أم المنصورة
تروّض الغيوم لتُنتج تراباً يغازل أقدام الغرباء
مآذنكِ توقظ فينا نخوة التاريخ العربي
مسجد الموافي .... الصالح أيوب
ومئذنة الغمري تعانق الأزهر في حسنها
يا مدينة الكنائس إليكِ مديح الفجر
وأغنيات من صوت العاشقات
سلاماً لكل من خبأ في شذاكِ سلالته
وأينعت في كفه أشجار الليمون وأغنيات المجد
أحمد حسن الزيات ... أم كلثوم
سلاماً للدقهلية وهي ترخي ضفائرها وتظلّل الغريب
تطلق سراح عصافيرها تحت أقدام النيل
فيزيدها بهاء...
يا منصورة الحلبي افتحي أبوابك ورمالك لتاريخ قي باطنه
سيل من المجد والكبرياء
وأنكِ أشهي من القصائد وهمس الضحكات
هنا من عشق الكلام من مآذنكِ الشامخة
وأزقتكِ يا عاشقة دار لقمان وتل المقدام
صليت في ترابكِ حد الارتواء بالشجن

»السويس «
مدينةُ الحلم العربي
تولد كل يوم من جديد
لتنثر قصائد البطولات
أخمد الروح في ضلوع شوارعها وأتعلق بعشقها
وهمس الهواء يكبر علي ضفافها
تتفتح في كفها الحناء والنرجس
فتعتلي السماء
أيتها الصبيّة ردّدي أغنية الأبطال
وضياء أكتوبر في حدقة العرب
أعلني الخلود حتي تبزغ دماء الشهداء شمساً
أسميكِ أرض الأبطال تمرين حلماً في كف الشهداء
شامخة بين أسوار المجد
أسميك فرح الورد الماء
وملحمة من حملوا نصرنا
يا ملهمة الشهيد والعابر فوق ترابكِ الفضيّ
أنا من يمتطي صهوة الرّبيع في شوارعكِ الداكنة
وأحوم في مدارات ضوء نجومكِ المبتسمة
ترسمني قصيدة خالدة
وصحو يشبه مراكب بحاركِ هادراً
وهذه سمرة الجنوب تخيط البحر بالنهر
أراها في قلبي تغزل حرير الجمال

» الشرقية «
بوابةُ الأنبياءِ والأتقياءِ ...بوابةِ النّور في أرض يسكن الوجد فيها
شرقُ القلب ينبض فيّ زقازيق أهلكِ
مثل نفائس الكون
ضفائركِ العربيّة ترنو للسّماء والحلم بوصلتها
في صوت عبدالحليم وهو يشدو بجرح شاعر
يرسم اللغة الخضراء
من قصيد عبد الصبور يعانق معها هوي الوطن
في كل الصباحات تنسكب قطرات النّدي
فوق حناجر الرعاة
فتخصب نبضي بالبهجة والحياة
منذ كرم تعزمين القطار والعابرين إليكِ
في الليل زاهي بدروس العظماء
أنتِ يا موطناً يخضوضر النصوص في ذاكرتها
مثل أم ترهلت أجفانها عند أمتداد السهر في الإنتظار
تعانق الأنوار في مجرّة الوجدان وسمو المعني
في مرابض خيولكِ النافرة
وحنجرة تحاور البلابل الحزينة في عود عبدالوهاب
أنتِ أبجدية التاريخ المضيء
أنتِ نسغ الحضارة وملجأ الغرباء في الحب

»الغربية «
تحمل أهازيج الربيع في الروابي والسفوح
ونسائم الغربة المتمردة بالآه
بين ضلوع أرضكِ يسكنني »السيد البدوي« حدائق السلام
يعلم العابرون كيف تهرع في كفه الحمام
وتشدو الأحلام في صوتهم بمفاتن الكلام الشجي
لا شارع يحملني إليكِ إلّا صلاتي
لا شيء يلون وجهي غير طنطا المحملة بعطر الألوان
طير أسمر هو حكايتي إليكِ
أو تشرد روحي
في محلتكِ الكبري بدون سفر
مدي لي الكف وأهزوجة الحياة
أنقش علي وجه الياسمين الخلود
لانسج من كفكِ المضيء بياض الحلم
وملحمة عشق لكِ ترميني

»الفيوم «
ما أخصب الرئة حين تتنفس
هواء واحاتكِ يا بركة الماء
وحضارتي الفيوم الأولي والثانية
خطوط ليلكِ البيضاء تنسج شال نور علي كتفيكِ تهمس
كما منابع المطر في أحواض النجوم
وهذه أحداقي تراقص حمامة زرقاء من أرضكِ ترف
تملأ روحي بأوكسجين الحب من بحيرة قارون
ما أقدس القصيدة حين تتغني بحسن ضفافكِ المشرّعة
لبحارة يعانقون الحلم في فاكهة مزارعكِ وحيتان البحار
يا مدينة الحلم والزيتون في وادي الريان
تأخذني ذاكرتي فأنتشي
هذا نبي الله يوسف يمر فتبلغ البسمة منتهاها
يحكي للعزيز عن مُلكٍ في أرض الخصب والصفاء
كم طوقته قدسية النور في الرّوح
فيعانق ومضاً يمحو تلوث الأزمان

»القليوبية « :
تحملين علي كتفكِ أنفاق الدروب
تتسع فيكِ الفصول وعبق البخور
يا مدينة حملها القلب ذات عشق
تعزف لنا القناطر سميفونية مطر تترنّح بالوجد
وحدائق المشمش ....
تراقص الشّمس .. تنام علي بسمة طفل يلهو بالماء
لا فجر لي وأنا في الغياب
لا ذكري لي وأنا أغادر حقولكِ الضوئية
كيف أصحو وأنا لستُ فيكِ ؟
يا مدينة العشق والملائكة
سأدع في شوارعكِ صحوتي وترنيمة تعيد للقصيدة بهاءها
» المنوفية «
مِن صلبكِ أنا ...
من سلالة الملوكِ والأنبياء
أحمل صفات أرضك الصامتة
سمرة قمحكِ
بهجة حدائقكِ المشعة بالهدايا
ووجه السادات في تفاصيل الضوء
أعبر من ذاكرتكِ مثل مرمر الفصول
وأجني كل السواقي كما الورد الناعس
في آثارك الخفية
كي لا تراني عيون الحاسدين في مثلث ممركِ
كم أحتاج إلي صوتكِ الفيروزي
ونسيم الياسمين كي أستريح
يا أنثي من تفاصيل الغيم
تروض العطر والفصول فينا
إقتربي كي أكتمل !

» المنيا «
واحة تدندن في ذاكرة القصيدة
تغرد برقيق الأغنيات
تلامس باللين وجه السّماء
هي المنيا أغنية الفجر والحكايا
تمتد علي كتف التاريخ وترسم بريشة عبقري
شموخ الحضارات
هي عروس الصعيد في زفتها المتدلية
هي قلائد نجوم في عنق الشوارع
تتهادي في قلب طه حسين وتحكي عن نصوص في سلّة الأفق
تغزل من آثار أقدامكِ
أغنية لحكيم تعزفها أنامله للبسطاء
صبية لم تعرف السواد
غزالة تشرب ماء الخلود من ترابكِ خيراً
تعلو مع سنابل حقولكِ الوصايا
وتدوّن علي لوح الشموخ الحضارات
أحتاج لوجه نور الشريف كي أحمل صدف الغياب
وأحتاج نصيحة سماوية من عمر عبد الكافي تطرد الظلام
كيف أعبر إلي أرض أحببتها ؟ وكل الأرض مدنها

»الوادي الجديد «
تتعطّر بملامح الصحراء
وتروي العشب بصوت العندليب النائم حذو الماء
أيا أنثي الخصب والنخيل
في كل واحة لي همس الهوي
أيا أنثي الروابي دعيني لجنوبكِ الشامخ
»بمعبد هيبس«.....ليغمرني نور مجدك خيمة
في بقاع البياض
وصلاة صحراء »الفرافرة« الغانية
أكتب للواحات بالتبر والنور علي رخام الخلود
عشقي
وشوقي لكِ ولكل العابرين
وأعلن أني إبنك الوحيد بشغف الولاء

»بني سويف «
تكتب علي جسد الطبيعة رموز البهجة
كأنامل الشّمس تتعانق فيها
محبة الإنسان
تغسل غبار الأرض بروابيها الخضراء
أذكر المقاعد قرب محمية كهف وادي السنور
تعلمني دروس الله في تكوينه
تعلمني كيف أتنفس الجمال بين فوانيسها
حكمة البردة وعلوّ الرّوح
تعلمني كيف العبور إلي ذاكرة
تترنّح بشموخ الفضيلة
أراكِ في كل سيل من الشذي
وترنيمة شعر
وذاكرة التأريخ المضيء ...

»بور سعيد «
صامدة تعانق السّماء
شامخة كغيمة تمطر ماء الفضة
هي المدينة الباسلة
تشرح للكون روح البطولات
يسيّج تأريخها فنار بور سعيد
سيدتي
تمرين نجمة إستدلت بالروح
إلي ضفاف من صعدوا إلي السماء التاسعة
أنثي من أشعار ديوان عبد الرحمن شكري
تعزف لأبطالكِ لحن الخلود
تنشرين البهجة في حنايا الروح
في عيد شم النسيم تراقصين الضوء
أكون أول المارين في المعدية ، ( العبارة ) ، إلي روابيكِ والخضر
وأحمل ركعات الغيم في المدي ولحظة صفاء
مع صديقي محمود ياسين
حتي لا تضيع مني يدي
أنتِ يا فرح الماء والورد
أنتِ بهجة الصبايا وأغنية الأبطال
في رئتي ينساب هواء عشقكِ سلسبيلاً
وفي الكف إسمكِ يرسم الألوان

»جنوب سينا «
عذبة أنتِ يا سينا الرجولة
كالماء كالضوء تختالين في البراري
في كفكِ تعلو الآيات
في ذلكَ الركن المشرف في مصحفنا
تُذكر أراضيكِ ويقسمها الرب وطور سنين
مثل الجنة أنتِ في شرم الشيخ تزدهرين بالورد
شافية أنتِ وعيونكِ البيضاء
حين تغتسل في حمام موسي كطفل جديد
تعود لكَ رائحة النقاء من مواسم الماء
وطني سأظل أراكَ أمام القلب وخلف الأغاني الخالدة
أستشرف النهر الذي يحتويني فيكَ كلما ضاقت بي خطاي
أشتاق قرية الوادي مثل شوق المطر لحبات الرّمل
وأولد في حضنكِ وفي كل حلم يسقيني من روح القصيد
في يديكِ عشق التأريخ وفي رملكِ صوت اللؤلؤ يعلو
وأنا العاشق الذي ليس له غير هذا الوطن

»حلوان«
ابنة قاهرة النيل
تتهادي في حرير عشبها
تتسلل من يد إلي أخري
تعاكس الغيم في ألوانها
وتهديني إلي جامعتها بكل أناقة
يا أنثي الطفولة والشهد
سأنقش قصيدة صورتكِ في الذاكرة
ترسم المحبة لعابريها
تضمها النّجوم في السّماء
أحبكِ يا مدينة العصافير والحدائق
يا أنثي الطفولة من بريق وجهكِ أسرق الصفاء

» دمياط «
بحرٌ شفتكِ والإخري نهر
فقط أرتوي من ماءين
شامخة بين سحر البحار وخصب الأنهار
وبين أناملكِ يمر راس البر وقد هام بفاتناتكِ الوردية
يرتوي من قصائد العشق لنخيلكِ الهادئ
يركض رقراقاً في رواية مصرنا
مرج البحرين يلتقيان في مداكِ المائيّ
أسطورة محفورة بالنور
يجيئكِ الطيور والصبايا العاشقات
يجيئكِ التاريخ بالعبير وحناجر علماء
يزهر تاريخكِ بالمجد والنشيد
مساءاتكِ رذاذ الدفء وملاذ الغرباء بالطيب
وحدائقكِ قبلة العشاق
هذه شوراعكِ تترعني بالغناء والنبض
أستعر منها حلويات تقاسمني الطريق بالحنين
وهذه خطوات خيول المقداد إبن الأسود
مازلتْ ترن نواقيسها وتطفئ نار الخيانات
أنتِ يا مدينة هرولت باتجاه المجد
قد أزهرتْ علي ضفاف بحاركِ المراكب القديمة
وأينعتْ قصيدة العشق في سمائك السامية

»6 أگتوبر «
تعود إلينا بالرّيح المنتصرة
تعود إلينا بكف يعلو في السّماء
أنتِ يا من عدتِ بنا من طاولة الطعنة إلي حنين العرب
باقية
تحمل في أفقها تفاصيل العناق
أنتِ شذا المدن والقري
تمر بين منازلكِ ودكاكينكِ رائحة الموسيقي
العابرون المنتشون بحبكِ يبتسمون
أيتها الغافية علي نهج الوداد
تهدين الماء لكل غريب طردته مدن نائمة
ولا أدري من أي زقاق أدخلكِ مثل سنابل حائرة
يا مدينتي الحافلة بالذكريات
أتنفسني في عطر ترابكِ الرطب
أكادُ ألمَسُ وقع أقدامي فوق أرصفتكِ الفتية
ووجهي المرسوم في سمائكِ النابضة بالنجم
ها أنا يا سيدتي
أعود مشتاقاً إلي بيوتكِ البعيدة
عن كف وجودي

»سوهاج «
أنتِ يا سيدتي
عشقاً علي القلب يحنو
كصبية جنوبية تمرين فوق السحاب
في كفها نوايا القصب
مكحلة بالمسك الفواح من حنجرة المنشاوي
خذي كف الروح
وعلميني يوماً واحداً كيف أرسم فن الواو علي قلبي
كي أعبر إليكِ وأنتِ في دمي نرجسة
دقي التأريخ متوجاً بالهمم
كما يعود به الطهطاوي من أرض لا تخون
ونصوص في ذاكرة النائمين ...
سأنتظركِ في معبد رمسيس الثاني حتي ينضج التيه
ويميل النخل والرّمل علي القلب المتيّم بكِ زهواً
كيف لا أضمكِ يا أرض المجد حين أراكِ ؟

» شمال سيناء «
من تراتيل روحكِ البهيّة
تناسل الضوء وعبق الورد
يا أنثي العريش
أعبري الرّوح وأحتويني فجراً لبهائكِ يعزف
إملئيني بعطر نسيمكِ حتي أولد من جديد ...
كي لا أبتعد عن القلوب التي أحبها
هكذا صرتُ من كل تفاصيلكِ النقية
أحتاج شفاها برية
تعبر أنهاركِ وتفتح أبواب القلوب للهوي
لتقرأ علي جسدي بهجة الرّوح الهائمة
و
في سحر شيخ زويد محملّة بالخشوع
ينحني لمعجزات صباحكِ وحبات رمالكِ
أحبك يا سيدة المجد والماء المقدسي
يا نجمة سكن الضلوع وقبلة عاشق في ليل يغازل الملائكة

»كفر الشيخ «
بشائر في وجه صبحها الفضي
حطت علي وجنتيكِ ترانيم الرّيح
وعطر النسيم
لي في ضفاف أيامكِ رحلة علي جناح الغيمات العاشقات
كنتُ أشد عمق الرّوح قرب دسوقي الروح
حيث الخشوع في صلاته
أروّض كل الحروف النّدية
في مساجد تمد الكف عاليا
خاشعة ...... صافية
هذه منازل لا تعرف الخطيئة
تفتح شرفات العبير العائدة من بياض التأريخ
تمايلت الرّوح جذلي بعطر نسيمكِ المزهر
والنبض يغني بحب مداكِ والوجدان

» قنا «
مليكةُ الورد والنجوم
تحرسها مياه النيل
وترتيل عبد الباسط عبدالصمد
لبسمتها صفاء النّدي وبهجة طفل
هي قنا أبواب الديانات والمآذن
بلاد السلام بلاد الحب والدفء
يحفر في الذاكرة دنقل قصائد الإنسان والحرية
يصعد عالياً بحروفه ويلون جدار الزمن بقصيده
تنمو في نسغ زيوت تفيض بالعطر والحياة في سجاد أرضنا
وحين تصمت الأزقة والأرصفة
ننشد بحناجر الطيور أغنية الشفق
مازالت أشجاركِ تلوح لنا بأنامل الغرام
يا مدينة الطهر وإمتداد المجد لأم الدنيا

»مطروح «
في سهلِها الأفق
صيفُها يغازل نسيم الورد
وهمس العشاق
ليلها يؤرق النجوم في المدي
يذهلني الجمال في مرسي مطروح عنادل سماء
غارقا في بهجة الضوء وباقة من نرجس
هي سنين من ضوء تجليات واحات سيوة تبوح بسر السحر
تضوع كلما هبت نسائم حمامات كليوباترا علي المارين
فتزهر الرّوح بالغناء
لا صوت لي وانا اجوب أرصفتك كمن ضاعت منه الأيام
ليت الصدي يفيق فأحدثه أنك البوصلة
أغوص في غرود الرمال المتنقلة
ويأتيني الفرح فوق أراجيح الأغنيات
فأصلي بقلب شفيف يرتل القصائد العاشقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.