في روايته "ما بعد الظلام"، وهي الثانية عشرة له ضمن أعماله الروائية، يدعوك موراكامي لأن تصحبه خلال ليلة مؤرّقة ي طوكيو. تتواصل أحداث الرواية علي مدار سبع ساعات خلال إحدي ليالي العاصمة، وتتزامن فيها ثلاث قصص مختلفة، بيد أنها تجمعها المصادفات الغريبة والواقعية السحرية التي يتميز بها أسلوب موركامي، ما يجعلك تدرك كيف أن هؤلاء "الأشخاص الليليين" مسكونون بأسرار واحتياجات توحدهم علي نحو يفوقك ما يفرقهم من ظروف متباينة. الرواية لا تخرج عن الطابع الذي عُرف به هاروكي موراكامي؛ إذ يتناول موضوعات الوحدة والاغتراب والتوق للتواصل الإنساني عبر شخصياتٍ رسمها بعناية وإحالات غريبة وتقلبات القدر التي يقدمها موراكامي في إطار من الواقعية السحرية. من أجواء الرواية:"يخيم الظلام علي الغرفة، ولكن عيوننا تتأقلم شيئا فشيئا مع هذا الظلام. هناك امرأة ترقد في الفراش، نائمة. امرأة شابه وجميلة: إنها إيري شقيقة ماري. إيري أساي. نستطيع أن نعرف ذلك دون أن يخبرنا أحد به. شعرها منسدل علي الوسادة مثل فيضان من الماء الأسود". صدرت الرواية عن المركز الثقافي العربي بترجمة لأنور الشامي.