تنزعين شعيرات خفيفة نابتة عن ساقيكِ وذراعيكِ ، تبتسمين بلا تحديد لمصدر البسمة او هدفها ..لكنك تدسين طرف لسانك في قطعة الحلاوة وتمطينها لتلين بين أناملك الرفيعة ، سنوات مرت دون ان تختبر أناملك تلك الطراوة الممطوطة ، رائحة الحلاوة تردك إليها .. تلك اللحظة المنتصبة وحيدة بين السنيين .... إديني حته يا ماما ... قلتلك دي مش للأكل . تقتطع باتعة " حته " من بين اناملها وتدسها في فمك ..ساخنة ولذيذة ، تكمل باتعة ماكانت تفعل ، تفردها ساخنة مابين ساقيّ أميرة التي تتبدي صرختها المتقطعة مثل نورسة محبوبة ... إديني حته يا باتعة ... تنظر باتعة بمعان عدة فلا تعرفين أيها تقصد .. وتنظر أميرة إلي باتعة بغضب سيدة مُطاعة .... قلتلك دي مش للأكل يا ورد ..فاهمة . وتبتلع باتعة حزمة هائلة من صوصوات "أمي" تقفين ملتصقة بالباب ، رائحة الخشب تطغي علي وعيك بما تفعلين ، لكنك تسمعين جيداً مايقلن بين ضحكات وإيماءات ومع هذا لا تفهمين أكثر مما ترينهن يفعلن . روائحهن المتمازجة مابين الياسمين واللافندر ومسحوق " الشبّة" الذي يفركن به تحت إباطهن و"الحجر الخفافي" الذي تتخاطفه كعوبهن الوردية " اللي هيبك الدم منها " . كل هذه الأجساد المتدلية في حركات شتي داخل الحمّام الكبير في بيتنا القديم . تقفين ، ولا ينتبهن لك ، وباتعة تدور بينهن ، تدعك الظهور العارية ، تدلك الأثداء النافرة ، تقف لترد مزحة أو تهكم أو سؤال ما بينما الأيادي المتناثرة تحدد شكلا لجسدها .... تقفين ولا تفهمين لما هذا العالم محصور في الدور الأرضي من "بيت ماما" ، وكيف طنط دندوشة وطنط فادية وطنط ام جابر ونعنع وام ضاحي وحتي "خالتي أم صلاح" كيف جميعهن يصدرن الاصوات نفسها لحظة ماتضع "باتعة" أصابعها "الملحوسة " بالحلاوة بين أفخاذهن ... تقفين ولا يرينك ولم تفكري في المواقف المشابهة المتكررة أن تسألي "نعنع" التي تكبرك بعدة سنوات ولا تزيد عنك طولا الا بمقدار جعلك موقنة انه مايحول بينك وبين وجودك بينهن .. أجل نعنع أطول منك قليلا وكنت تعتبرينها أختك أحيانا حتي كانت ليلة عندما لبست فستانا ابيض وحلت ضفائرها التي كانت تجدلها بشرائط بلون ملابسها وكانت تخاف من الصبيان فتضم فخذيها وتشد ذيل فستانها وتبكي بحرقة لو لمس كتفها او مسك يدها ولد ونحن نلعب "برللا بريلاا بريللا.." ، لماذا لم تسألي نعنع عما تفعله "باتعة" بين فخذيها المنفرجتين ولماذا تقول هي "أي أي أيييي " بتلك النعومة والألق !! يقف الباب الخشبي العالي بينك وبينهن ، ولكنك تحشرين روحك في حكايا تغزلينها بهوادة مفعمة بقدسية الاجساد المكومة تتلوي بعنفوان مفرط ، تخلعين ملابسك وتقفين هناك ، علي الخط الفاصل بينهن ووعيك ، لم تذهبي اليهن ..لم تناديهن مطلقاً ، لكنهن جئن الي مكانك الذي كنت تختبئين فيه وتكلمن بلا توقف ...ضحكن واستهن بجسدك المتصلب علي حكايا لم تُتل ولم تنوي ان تذكريها، جلستي عند الحافة وانت تنتظرين أن يمررن من هواجسك ويتركنك لتحييّ ..لكنهن تحدثن في كل شئ الا المغادرة وقد كنت هائمة في فراغ ضمني ولم ترهن وهن يغرسن أنفسهن في ذاكرتك المحتدمة بهن ! هن من علمنك الروايات حين جلسن ولم يلحظن وجودك وتضاحكن وهن يدعكن كعوبهن بالحجر الخفاف الذي كن يتخاطفنه بمحبة ، وحين كانت باتعة تفرد قطع "الحلاوة" علي أجسادهن العارية وتمرر راحة يدها بالشبة بين أفخاذهن وتنثر بودرة التلك كن يتخاطفن غمزات لم تعرفي لها معني حتي سمحن لك بالانتقال من مكمنك خلف الباب الي رحابهن وأيادي باتعة الباردة تنثر المحبة علي جسدك العاري المترع بالرهبة.