تعد مشكلة صعوبة انتقال الكتب بين البلدان العربية، أحد أهم المشكلات التي تعوق التواصل الثقافي بينها. فباستثناء معارض الكتب العربية المختلفة، من الصعب أن تنتقل الكتب بين بلداننا. بعض الدول مثل مصر تكتفي بسوقها المحلي في الغالب، ويهمل كثير من ناشريها توزيع كتابهم خارجها، خاصة مع طفرة القراءة وانتشار المكتبات المحلية مؤخرا. وبعض الدول الأخري هي دول مصدرة للكتب بالأساس ولا تعتبر نفسها سوقاً مستهلكة لنتاجات الآخرين. لكن بعيداً عن هذا، ثمة عوائق رهيبة تواجه الناشرين والموزعين وناشري الكتب حين يسعون لنقل الكتب خارج البلدان التي نُشرت فيها. دار بلومزبيري مؤسسة قطر، الوافد الجديد إلي سوق النشر العربي، قابلت هذه العوائق منذ بدايتها وحاولت التحايل عليها. اكتشف المسؤولون عن بلومزبيري أن أسهل الطرق هي أن يحصل أصحاب المكتبات والموزعون في الدول العربية المختلفة علي كتبهم من إنجلترا، لا أن يتم إرسالها إليهم من إحدي الدول العربية إلي دولة عربية أخري! وعلمت أخبار الأدب أن الدار تدرس في الوقت الحالي توزيع الكتب عن طريق ثلاثة محاور متوازية: إليكترونيا علي أجهزة حديثة مثل الiPad، باستخدام أجهزة "الطباعة حسب الطلب" (Print on Demand - PoD) وتوفيرها ببعض المكتبات بأنحاء الوطن العربي لطباعة النسخ المطلوبة بكل دولة وخصوصا للكتب التي لن يطلب منها إلا كميات محدودة والكتب والدراسات الأكاديمية، هذا غير طرق التوزيع التقليدية لتوزيع الكتب الأكثر مبيعا. هذه الحلول، كما نلاحظ، قد تكون مبتكرة وجديدة علي سوق النشر العربية، لكنها لن تكون كافية طالما بقيت الرقابة بين الدول العربية. فالحواجز الرقابية هي مشكلة المشاكل مثلما نعلم جميعاً.