أعلن الكاتب الأمريكي فيليب روث اعتزاله الكتابة وهو علي مشارف التاسعة و السبعين وبعد ثلاثة وخمسين عاما من الإبداع ، حدث ذلك بطريقة مفاجئة خلال حوار معه لمجلة فرنسية، معللا سبب هذا القرار الغريب، إلي إحساسه بالإحباط بسبب عدم فوز كاتب أمريكي بجائزة نوبل منذ عشرين عاما. مصرحا أن روايته «انتقامب الصادرة قبل ثلاث سنوات هي آخر أعماله، وأنه يكرس وقته حاليا لإعادة قراءة ما كتبه قائلا:اأردت معرفة إن كنت قد أضعت وقتي في الكتابة، واعتقد أن ذلك نجح إلي حد ما»، وكما قال الملاكم جو لويس: لقد بذلت أقصي ما في وسعي ، وهو ما يجب قوله بالتحديد افإن روث قال انه كرس كل حياته للرواية مع استبعاد أي شيء آخر، حيث صدرت أول رواياته" وداعا كولومبوس سنة1959، تلاها بروايته اشكوي بورتنوي التي لاقت رواجا كبيرا وجذبت اهتماما واسع النطاق في مختلف دول العالم، بسبب احتوائها علي رسوم جرافيتية للحياة الجنسية روث يشغل نفسه حاليا بمحاولة إقناع موقع اويكبيدياب إتاحة الفرصة له لتصحيح وصف روايته اوصمة عار علي البشرية الموقع، حيث كتب خطابا بذلك إلي الموقع في سبتمبر الماضي، بعد رفض توثيق مصدر إلهامه لذلك الكتاب علي الموقع، إلا أن تم الاعتراف بسجل مسيرته الأدبية بعد فوزه بجائزة » أنتقام« استوريا الإسبانية المرموقة، التي كتبت تصنيف لأعمال افيليب روثب الحاصل علي جوائز المان بوكر الدولية، والبوليتز، وجائزة الكتاب الوطني، وصفت فيه أعماله بأنها جزء من عظمة الرواية الأمريكية، شاركه في ذلك سكوت فيتزجرالد، وهيمنجواي، وفوكنر، وصول بيلو، وأن شخصيات رواياته، وحبكتها تشكل رؤية معقدة للواقع المعاصر الممزق بين العقل و الشعور، كعلامة من علامات العصر،والإحساس بعدم الإرتياح تجاه الحاضر، بالإضافة إلي موهبته الأدبية الواضحة من تدفق كتاباته ونظرته الثاقبةا. رغم مرور حوالي إسبوعين علي إعلانه قرار الإعتزال، إلا أن يبدو أن الكاتب المخضرم لا يزال مصرا عليه، حيث توجه ناصحا الكاتب الشاب جوليان تيبر بعد صدور روايته الأولي بقول لاتفعل ذلك بنفسك، إنها مهنة فظيعة معبرا عن إعجابه بعنوان روايته كرات قائلا: كرات، لماذا لم أفكر بذلك من قبل؟ب محذرا الأدباء الجدد: إعتزل بينما تتقدم في الكتابة»، وكان تيبر الذي قال في حوار له نشر في جريدة باريس ريفيو بعد نشر روايته إنه يقترب حثيثا من فيليب روث الذي يحبه ربما لأكثر من سنواته الثلاثة والثلاثين، موجها له كلامه: سيدي، سمعت قولك أنك لن تقرأ أدبا بعد الآن، إلا أن كل ما أملكه هو رواية وحيدة، وأود إهدائكم نسخة منها، وتدور روايته حول مؤلف أغاني إكتشف إصابته بسرطان الخصيتين، إلا أن روث علق قائلا: إنها مهنة فظيعة، محض تعذيب، أن تظل تكتب وتكتب، ثم عليك إلقاء معظمه لأن لا فائدة ترجي منه، كل ما أرغب قوله توقف الآن، لاتخدع نفسك، وتلك نصيحتي. مؤلف روايات سذاجة أمريكية»، اتزوجت شيوعية»، واوصمة عار»، أعلن انسحابه من عالم الخيال مقرا: القد انتهت مهمتي، واكتفيت، لم أعد متحمسا لكتابه ما شهدته وخبرته في الحياة»، بيبر علي أي حال لم يقتنع بنصيحة روث قائلا: قضي الأمر، وفات أوان التراجع الآن، لقد وقعت في الفخ.