الحكومة: تطبيق قانون العلاوة أول يوليو للمخاطبين وغير المخاطبين بالخدمة المدنية    الرئيس الإيراني يصل مسقط في أول زيارة لدولة خليجية    روسيا تحذر من تداعيات تصريحات ميرتس بشأن مدى الأسلحة الغربية لدى أوكرانيا    ألمانيا تعلن اعتقال عنصر سوري من مخابرات الأسد مشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية    لاعب الإسماعيلي يقترب من الغياب عن مباراة المحلة بسبب الالتهاب الخلوي    اندلاع حريق في مخزن فراشة بمنطقة كرداسة    ببوستر مثير للجدل.. محمد رمضان يعلن طرح أغنية طيبة تاني لأ غدا    مسئولة بمركز البحوث عن شكاوى الغش في عسل النحل: أغلب منتجاتنا ممتازة    محمد عزت: الزمالك قلعة رياضية مليئة بالنجوم.. وجئت لتحقيق طموحات النادي    السعودية تعلن غدًا أول أيام شهر ذي الحجة.. وعيد الأضحى الجمعة 6 يونيو    الجيش اللبناني يفكك جهاز تجسس ويزيل ساترَين ترابيّين للجيش الإسرائيلي جنوبي البلاد    وزير العمل يُسلم شهادات دولية للخريجين من مسؤولي التشغيل بالمديريات بالصعيد    وزير الصحة يترأس إحدى لجان اختبارات القبول لبرنامج «المرأة تقود للتنفيذيات»    نائب رئيس جامعة بنها تتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية التربية الرياضية    «فرحات» يشارك في اجتماع مجلس الجامعات الأهلية بالعاصمة الإدارية    تكريم الصحفية حنان الصاوي في مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي    بعد دخوله غرفة العمليات..تامر عاشور يعتذر عن حفلاته خلال الفترة المقبلة    تفاصيل جديدة بشأن فيديو تعرض عامل للتعنيف من «الكفيل» بالسعودية    الإفتاء توضح أعمال العشرة أيام الأولى من ذي الحجة    «الإفتاء» تكشف عن آخر موعد لقص الشعر والأظافر ل«المُضحي»    المفوضية الأوروبية: ملتزمون بتنفيذ حل الدولتين ونطالب برفع الحصار    وكيل صحة البحيرة يتفقد العمل بوحدة صحة الأسرة بالجرادات بأبو حمص    "دون رجيم".. 3 مشروبات فريش تساعد في إنقاص الوزن دون مجهود    بدءًا من 1 يونيو المقبل.. مواعيد القطارات الإضافية في عيد الأضحى 2025    مصرع شخص بطلق ناري في الصدر بسبب خلافات في الدقهلية    "التنسيقية" تشارك في منتدى قادة الأعمال المصري الأمريكي    بيان هام من تنظيم الاتصالات حول مؤشرات جودة خدمات الصوت لشركات المحمول    حماس تهاجم قناة «العربية».. وتطالبها باعتذار رسمي (تفاصيل)    ذكرى ميلاد فاتن حمامة فى كاريكاتير اليوم السابع    حواس يخرج عن صمته... مستشار زاهي يرد على جو روجان    كارولين عزمي تتألق في أحدث ظهور.. والجمهور يعلق:"راوية البطل"    "ملكة جمال الكون" تضع تامر حسني والشامي في قوائم المحتوى الأكثر رواجا    موعد نهاية امتحانات الصف الخامس الابتدائي وبداية الإجازة بالقاهرة    رئيس مجلس النواب مهنئا بعيد الأضحى: ندعو أن يتحقق ما يصبو إليه شعب مصر    تشابي ألونسو يسعى لخطف "جوهرة باريس"    6 أدعية مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. أيام لا تُعوض    ميار شريف تخسر منافسات الزوجي وتودع رولان جاروس من الدور الأول    غياب ثلاثي الأهلي وبيراميدز.. قائمة منتخب المغرب لفترة التوقف الدولي المقبلة    محافظ دمياط يفتتح وحدتي السكتة الدماغية والرعاية المركزة بمستشفى كفر سعد    مصدر أمني ينفي تعدي قوة أمنية على شخص بالإسكندرية مما أدى إلى وفاته    5 فوائد صحية مذهلة للعنب.. (تعرف عليها)    السجن 15 سنة لمتهمين باستعراض القوة وإحراز سلاح نارى فى سوهاج    مؤتمر الأعمال العُماني الشرق أفريقي يبحث الفرص الاستثمارية في 7 قطاعات واعدة    وزير خارجية ألمانيا ل إسرائيل: لن نتضامن معكم بالإجبار    الإدارة العامة للمرور تبدأ تجربة «الرادار الروبوت» المتحرك لضبط المخالفات على الطرق السريعة    كلوب "مصدوم" من حادث احتفالات ليفربول    قراءة فى نصوص اتفاقية مكافحة الأوبئة    زينة تروي تفاصيل مرعبة عن هجوم كلب شرس على طفليها    قرار جمهوري بإنشاء جامعة القاهرة الأهلية    نشاط للرياح وارتفاع أمواج البحر على سواحل البحر المتوسط بالإسكندرية.. فيديو    خلال 24 ساعة.. ضبط 146 متهمًا بحوزتهم 168 قطعة سلاح ناري    تؤكد قوة الاقتصاد الوطني، تفاصيل تقرير برلماني عن العلاوة الدورية    حكم صيام العشر الأوائل كاملة وهل يجوز بنية القضاء.. أمين الفتوى يوضح    وزير الإسكان: الامتداد الجنوبي للقاهرة الجديدة يضم فرصا استثمارية وأنشطة سكنية وخدمية    اليوم| إقامة ثاني مباريات نهائي دوري السوبر لكرة السلة بين الاتحاد والأهلي    الزمالك يتفق مع مدرب دجلة السابق على تدريب الكرة النسائية    محمد ممدوح: المصريون رفضوا أن تدار بلادهم بمنطق السمع والطاعة    في إطار التعاون الثنائي وتعزيز الأمن الصحي الإقليمي.. «الصحة»: اختتام أعمال قافلتين طبيتين بجيبوتي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوارات الأظافر الطويلة
إقبال بركة الكاتبة التي تقتحم المحظورات:أدعو إلي حشد مليونية للدفاع عن المرأة بميدان التحرير لا يدخلها رجل واحد !
نشر في أخبار الأدب يوم 24 - 11 - 2012


يشرفني أن التخلف الفكري يخشي قلمي
الجماعات الدينية الحالية عالة علي الاسلام ولا علاقة لهم به إلا الإسترزاق
المجتمع لا يزال يعتبر المرأة.. عورة وعلي المرأة نفسهاأن تكافح للحصول علي حقوقها
تقدم أخبار الأدب هذه الحوارات مع ثلاث كاتبات: من مصرإقبال بركة ومن تونسد.آمال قرامي ومن الجزائر «د.مسعودة لعريط» ثمة خيط رفيع وقوي يشد رؤي الكاتبات، وليس من قبيل المصادفة أن يجمعن علي هموم متجاورة وعذابات متقاربة، وأشواق ثرية، للتخلص من كثير من التحديات التي تواجه حواء العربية ضمن المنظومة العربية ذات القواسم الثقافية المشتركة، فهن صاحبات الأظافر الطويلة في الفكر والأدب والإبداع.
في الطريق للقاء الكاتبة الكبيرة اقبال بركة.. تذكرت قضايا عديدة أثارتها وأثيرت حولها، وارتسمت امام عيني خطوط عريضة تميزت بها عن غيرها في طرح افكارها، وما تلاقيه من هجوم شرس من قبل التيارات الدينية المتشددة منذ سنوات بعيدة وحتي الآن، وعلي الرغم من ذلك لاتزال إقبال بركة تصول وتجول وتخوض معارك ضارية لما تطرحه من أفكار ضد الكثير من السائد والمألوف في المجتمع لا تقدر عليه إلا كاتبة شجاعة، تتصدي للفساد أينما كان، وتناصر حقوق الانسان وقضايا المرأة، الأمر الذي يجعلها دائما في دائرة الضوء والمناقشة والجدل والحوار.
وعندما تصفحت كتابها «الرجوع الي الفضفضة» في طبعته الثالثة الذي انتقدت فيه مبارك ونظامه، وتحدثت مراراً عن التزوير في الانتخابات وخصخصة الدولة، كانت هذا الرصيد كافيا لأن أطرح عليها الكثير من الأسئلة المسكوت عنها خاصة الموضوعات الشائكة التي تحتاج الاقتحام والإقدام.. فهل كاتبتنا لا تزال متمسكة بما أثارته من رؤي؟ ثم بأي منظور تري وضعية المرأة في الدستور المنتظر؟ وكيف تنظر إلي التحديات التي تواجه حواء المصرية؟
فلييذهبوا بفتاواهم
رواح سؤالي الأول بين الإستفهام والاستنكار..كثير من علماء وشيوخ الأزهر يحترمون أفكارك ويؤيدونها ولا يرون فيها هجوما علي الإسلام.. إذا لماذا تشن عليك الجماعات الاسلامية هذا الهجوم الضاري ؟
هجوم السلفيين علي يسعدني، ويشرفني أن التخلف الفكري يخشاني، ويخشي قلمي، فهو شرف جميل أعتز به، فليذهبوا بفتاواهم الي الجحيم، لا أحد يحترم ما يقولون، ولا احد يحترم ما يفعلون، وليس لفتواهم أية قيمة، واقول لهم أنتم لستم رجال دين ولا يوجد في الإسلام رجال دين ولا كهنوت، و90٪ منكم ليسوا خريجي أزهر، أنا احترم خريجي الأزهر، وأحترم شيخ الأزهر، وكثير من شيوخ الأزهر المحترمون يحترمون أفكاري ويؤيدونها ويرون أنني لا أهاجم الاسلام ، أما هذه الجماعات فهي عالة علي الاسلام ولا علاقة لهم به الا الاسترزاق، هم يحيطون انفسهم بأشخاص جهلاء يعملون لهم حسابا ويخشون المتعلمين والمثقفين، لذلك هدفهم الاول القضاء علي الإعلام الحر، وتعتيم التعليم وظلم المثقفين.
التنطع الذكوري
معركتك ضد الحجاب كانت أيضا شرسة حتي أنك حتي أعلنت أنك ستتبرئين أ من ابنتك إن هي ارتدت الحجاب؟
معركتي مع الحجاب بدأت عند انتشاره، وبدأن البنات ترتديه، وأئمة الجوامع يشيعوا انه فرض، وان البلد غرقت وانتكست بسبب ترك النساء للحجاب، وهو نوع من أنواع التنطع الذكوري، ورغم هذا أحببت التأكد من هذا اللغط لأني لا أثق بكلامهم، فالتحقت بجامعة القاهرة كلية الاداب قسم اللغة العربية، مع أني حاصلة من قبل علي ليسانس اداب لغة انجليزية، وكا السبب الوحيد أن أدرس الفكر الاسلام والتاريخ الاسلامي والسنة النبوية، ولم اكتف بهذا. بل قرأت ودرست وبحثت في كل ما كتب بخصوص الحجاب وغطاء الرأس، واقتنعت مائة في المائة انه ليس فريضة وكان له ظرف تاريخي تسبب في نزول آيتين الآية الأولي هي (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيُوبِهِنَّ) والآية الثانية ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ) ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين).
سألك وعيني علي فتيات الجيل: ذكرت ان الحجاب ليس فرضا وانما له ظرف تاريخي.. ما هذا الظرف؟ ؟
عندما هاجر المسلمين الي المدينة كان شباب المدينة غير متعرفين وغير متبحرين في الاسلام، لم يضحوا مثل شباب مكة، ودخلوا الاسلام دون اقتناع فكان المعتاد لدي شباب المدينة هو مهاجمة النساء المسلمات ويتحرشون بهن بل يغتصبونهم، فضاق النساء بالأمر ضيقا شديدا، ولجأو لرسول الله يشتكو إليه، فوضح الرسول للشباب ان الاسلام لا يبيح هذا ابدا وانه يعلي من قيمة الانسان وقيمة البشر، ولا يوجد فيه شئ اسمه جارية او عبد، وان كل من دخل الاسلام فهو حر، وبالتالي لا يجوز اغتصاب امرأة مسلمة ولا التحرش بها، فنزلت الآيتان في الامر فنصحهم الرسول الكريم بالخمار ليغطي الصدر، وان يكون الجلباب فضفاضا، وهذا التفسير ذكره الطبري، وان الظرف التاريخي هو السبب في الخمار التي ترتديه النساء من ألفي عام.
واختاري لنفسك
القوة الفكرية والبحثية أثارت تداعيات مثيرة في كتابك (المتأسلمين المتنطعين باسم الاسلام)؟
لأن ما كتبته كان بناء علي دراسة منهجية وقراءة كاشفة، فقد حدث ذهول للجميع في البداية ولم يتصد أحد لمناقشتي، وبعد فترة نشرت مجموعة من المقالات في الثمانينيات بعنوان «حوار حول القضايا الاسلامية» ناقشت فيها كبار علماء الازهر وكبار العلماء الاسلاميين، واعتمد الحوار الجدلي علي الحجة بالحجة. ثم جمعتها مؤسسة روزاليوسف في كتاب «المتأسلمين المتنطعين باسم الاسلام» علي اثره رفع واحد من التيارات المتشددة قضية علي مؤسسة روزاليوسف ورئيس مجلس إدارتها ووزير الاعلام وشيخ الأزهر ووزير الثقافة، وطالب بمنعي من الكتابة تماما في مصر وخارج مصر.وكان لجريدة الأهالي تحت قيادة رفعت السعيد موقف ايجابي جدا معي، وجمع مجموعة كبيرة جدا من التوقيعات، وتطوع المحامي محمد نور فرحات بالدفاع عني والمحامي سيد ابو زيد محامي نقابة الصحفيين حضر بالنيابةعني الجلسة، وشطبت الجلسة وبعد عامين جاء اخر وكرر نفس الأمر، لكن الازهر تجاهل تماما جميع الدعاوي ولم يصادر الكتاب، والقاضي الذي عرضت عليه القضية أهملها واعتبرها كلام فارغ، وقد وزع الكتاب وطبع منه خمس طبعات، منهم طبعتان في سوريا وثلاث طبعات في مصر، وما حدث لفت النظر للكتاب، انا كنت حصيفة جداً في سردي للظرف التاريخي الحالي الذي ادي لرجوع الحجاب ثانية، والظرف التاريخي أيام الرسول عليه السلام، والحجاب في القرآن الكريم، والحجاب في السنة، وذكرت اراء مع الحجاب وآراء اخري ضده، واتخذت موقف موضوعي جدا وحيادي جدا في الامر، وكتبت في مقدمة الكتاب اني «لا اقول للقارئة اتبعيني» ولكن اقرأي واختاري لنفسك
بابداعات المراة فقط
علاقتك بعذابات المرأة وهمومها وتطلعاتها جذورا تضرب في عقد السبعينيات يوم كانت وسائل الاعلام تسخر من جهود المرأة وقضاياها.. أليس ذلك؟
فعلا.. كانت وسائل الإعلام آنذاك تسخر من أي جهد تفعله المرأة، لكننا (هبينا في وجشهم هبه كبيرة) ونظمنا مهرجانا كبيرا جدا عام 1975 قدمنا فيه ابداعات المراة الفنية والفكرية والعلمية، كنا نريد ان يشاهد الجميع أن المرأة المصرية عندما تتعلم ترتفع للقمة وفي ارتفاعها للقمة ترفعه معها، وقتها فتح الفنان احمد سليم لنا قاعة مجمع الفنون، وظل مهرجان لمدة أسبوع، وأعددنا ندوات ولقاءات وحوارات، منذ ذلك الحين فرضنا احترامنا علي الإعلام والإعلاميين .
صاحبة هذا القانون
لك في كل موقع صحفي بصمة، وكلنا يشهد أنك جعلت من مجلة حواء علي مدار أربعة عشر عاماً منصة قذائف في وجه التخلف والجهل فإلي أي تشعرين بالرضا عما حققته إقبال بركة؟
نعم راضية.. وسيأتي يوماً وستعد رسالة علمية عن حواء في عهد إقبال بركة وما قبل عهد اقبال بركة وانا علي يقين ان الله سينصفني. ناقشت في حواء العديد من القوانين الخاصة بالمراة العاملة والزواج والخلع وجنسية أبناء المصريين، وذات مرة من المرات وقفت أمام حسني مبارك وعملت ضجة من أجل قانون جنسية ابناء المصريين واستجاب مبارك وبالفعل تم تعدل القانون.
مستنقع من الجهل
تحديق في اللحظة الراهنة.. هل توافقينني الرأي في أن المدرسة الآن صارت طاردة غير جاذبة بل أصبح المدرسات المنتقبات يعطون أنفسهم الحق في قص شعر الطالبات.. فهل هذه خصال تقترب من قريب او بعيد بالتربية والتعليم ؟
نحن نغرق ونغوص في مستنقع من الجهل ومستنقع لا أخلاقي، مصر تنتحر وتضيع بسبب سوء التعليم الذي ياتي في المقدمة. كيف لمدرسة تعطي نفسها الحق في فعل ذلك، كان في زماني المدرس كان اب قبل ان يكون معلم، ومازلت حتي الان أتذكر مدرس اللغة العربية الاستاذ البري رحمه الله الذي تبني موهبتي وأوصي أمي بعد حصولي علي الثانوية العامة بأن اكمل تعليمي، ولا أتزوج قبل إكمال دراستي الجامعية كان لدينا حصة للمطالعة ويوم للهوايات تشمل « القراءة الرسم - التمثيل - الموسيقي» ومازلت اتذكر اساتذتي حتي الان وفضلهم علي، و لم يكن في زماننا مدرسات يقصصن شعر الطالبات عنوة لأنهن لا يغطين رؤسهن.. لكن الايجابي في الموضوع هو موقف آباء الطالبات الذين رفضوا ما حدث لبناتهم رفضا باتاً، واعتبروا ما حدث لهم اهانة كبيرة جداً.
يحفرون قبورهم
هناك وقائع مماثلة في السلوك ولا تزال ماثلة للعيان.. كيف ومتي يتم التغيير؟
هم يعيشون في مستنقع لا أخلاقي وفضائحهم للدجي، حادثة الفعل الفاضح في الطريق العام للسلفي الشهير وفتاته خير دليل علي هذا، والنائب الذي يجري عمليات تجميل في انفه ليكون وسيم حتي تعجب به النساء، وواقعة الاخواني محمد البلتاجي الذي عذب المحامي الشاب لمجرد انه ليبرالي، ولم يحاسبه أحد، وهو الآن عضو لجنة تاسيسية ولم يعاقب علي تلك الكارثة التي فعلها، علي الرغم من ان تلك الواقعة كانت موثقة في الفضائيات، ومصورة ومذاعة علي مواقع التواصل الاجتماعي. إنهم يحفرون قبورهم بإيديهم، لأنهم مزيفون وبعيدون عن جوهر الإسلام، تلك الجماعات الدينية تتذرع بالاسلام حتي تعتلي كرسي السلطة، وثبت ذلك بالفعل عندما جاءت الفرصة سرقوا الثورة وأصبح شعارهم الآن هو السياسة.
في منظمة القلم الدولية
هناك آراء في التحول الراهن تطالب بتقليص اللغة الانجليزية بالمدارس لانها أدت الي تراجع اللغة العربية، أرح عليك سؤالي وفي ذهني اصرارك علي الجمع بين دراسة الانجليزية ولغات أخري في بواكير عمرك ثم دراستك للغة العربية وآدابها وفقهها في عقدك الخامس؟
التعليم الجيد يجعل كل شئ جيدا، يعلمنا الدين واللغات والأخلاق، درست في المرحلة الابتدائي حتي المرحلة الثانوية اللغة الانجليزية والفرنسية والالمانية واستفدت باللغات في حياتي، وكنت متفوقة جدا في اللغة العربية، تشربت اللغة العربية من والدي لانه كان مثقفا جداً نهما للقراءة، كان يعشق طه حسين ويحرص علي قراءة حديث الأربعاء كان يقرأ القرآن الكريم والحديث والسنة، وورثت عنه مكتبه ثرية جداً قرأتها بالكامل كان يتحدث معنا إما بحديث شريف، أو بآية قرآنية أو ببيت شعر، ووجهنا وعلمنا بهذه الثروة، ورغم ذلك حصلت علي ليسانس الاداب في اللغة انجليزية وتفوقت في دراستي. وبفضل دراستي للغات استطعت في المحافل الدولية ان اتحدث الانجليزية بطلاقة، واستطعت في سبتمبر الماضي أن أكون عضوا بمجلس إدارة منظمة القلم الدولية وهي أكبر منظمة للكتاب في العالم، واصبحت رئيسة للجنة المرأة الكاتبة.
عن أية شريعة تتحدثون؟
لا تلاحظين أن جملة (تطبيق شريعة الإسلامية) أصبحت الآن وكأنها(موضة) ؟
أنا أريد أن أعرف ماذا يقصدون بتطبيق الشريعة والمناداة بالشريعة، الشريعة ثلاث اركان أولا القرأن الكريم، والسنة الصحيحة، واجماع العلماء، ومبلغ علمي ان العلماء لم يجمعوا علي تفسير القرأن الكريم، ولم يجمعوا علي فهم الآيات القرآنية واختلفوا في الرأي، والدليل علي ذلك وجود أربع مذاهب رسمية تختلف في الآراء، هم سيطبقون أي شريعة.. شريعة الشيعة أم شريعة السنة أم شريعة ابو حنيفة أم شريعة مالك أم شريعة الشافعي ام شريعة أبو حنبل.
المناسبة كل الثورات تنداع لتحقيق المساواة والحرية والديمقراطية، فلماذا يبدو مجتمعنا مستعصيا علي التحول الديمقراطي؟
الديمقراطية ليست مجرد كلام، وانما يجب أن تكون ملازمة للأفعال، ويجب ان يتساوي جميع افراد الشعب في الحقوق وتوزيع المناصب، مثل الحق في التوظيف والحق في التعليم الحق في العلاج، الديمقراطية الحقيقية هي ان نسعي للتساوي في الحقوق والواجبات وتحقيق العدل الاجتماعي.
هي في عيونهم.. عورة
في سياق التحول .. لماذا لا يجرؤ المجتمع علي مواجهة مشاكل المرأة ويتجاهلها أليست المرأة نصف المجتمع بل المجتمع كله؟!
المجتمع لن يقدرعلي مواجهة مشاكل المرأة لانه يعتبرها عورة، واول قضيه للمرأة علي الاطلاق هي التعليم ومشاكل التمييز في التعليم بين الولد والبنت، يجب التركيز علي تعليم البنت مثلما قال طه حسين التعليم كالماء والهواء وقال في نهاية القرن التاسع عشر ان تعليم البنت أهم من تعليم الولد.. لان الولد فرد واحد، أما إذا علمت البنت فإنك ستعلم أسرة بأكملها.
والشئ بالشئ يذكر ما تقييمك لآداء المنظمات والمؤسسات الحقوقية المعنية بالمرأة وقضاياها؟
الجمعيات النسائية الآن تشهد انتفاضة كبيرة بواسطة نساء فضليات، وانا متفائلة بالمركز القومي للمرأة وهو موقع مهم بقيادة السفيرة ميرفت التلاوي، وهي سيدة محترمة مستقلة وشجاعة وجادة ومهتمة بقضايا المرأة، وكذلك اتحاد النساء النوعي برئاسة د. هدي خفاجي.
الحرية صناعة مصرية
ذكرت ذات مرة ان الحرية صناعة مصرية، لكننا مع الأسف نعاني من وجود وتر شاذ لا يحتمل حرية الفكر.. فما السبيل لتحقيقها؟
مصالح البعض تتعارض مع حرية الفكر، فعلي سبيل المثال اللجنة التأسيسية للدستور لجنة غير شرعية ووجودها جهد ضائع، لكن هؤلاء اعتادوا علي سياسة الخطف، خطفوا الثورة وخطفوا الإعلام وخطفوا التعليم وهم الآن يخطفون الدستور وهدفهم الغاء حرية الصحافة وحرية الفكر والابداع والغاء المساواة بين الرجل والمرأة.
اللجنة التأسيسية تجاهلت المرأة مثلما تجاهلت أطيافا كثيرة.. أليس كذلك؟
كثيرة جداً .. من نساء مصر المحترمات العظيمات، ومن علماء الشريعة وفقهاء الحقوق وأساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية، هذا دستور مصر وليس دستور الحرية والعدالة هذا دستور المصريين جميعا، وليس دستور حزب أو فصيل معين. كان لابد من وجود من يمثل بدو سيناء وانصافهم ووضع مواد لحمايتهم، ومراعاة الاقباط في كل شئ، فمن حق الاقباط والمرأة شغل أي منصب هام باختيار الاكفأ بغض النظر عن الدين او الجنس، إن الاسلام أوصانا بالنصاري والاسلام يؤمن بموسي وعيسي، اما بالنسبة للثوار فهم شباب جميل جدا استطاع ان يحقق شئا رائعا جدا لكنهم اصيبوا بالهلع عندما تم اختطاف الثورة.. واختفوا .. لكنهم اخطأوا باختلافتهم الكثيرة رغبة في الزعامة.
المرأة الإخوانية
هل يمكن للمرأة بعد التجاهل الملحوظ من قبل اللجنة التأسيسية للمرأة وحقوقها ان تشارك سياسيا في ظل حكم الإخوان ؟
المرأة العادية لن تشارك، لكن ستشارك المرأة الاخوانية وطبعا هذا شئ لا يبشر بالخير. لان المرأة الاخوانية نشأت وتربت وتشبعت بفكر معاد لأقصي حد للمرأة، ولا يؤمنون بضرورة وجودها في الحياة العامة، أو مشاركتها في الحياه العامة، وبالتالي الأمر مخيف، وأري ان ما يحدث سيعيدنا للخلف خاصة ان المرأة المصرية نشأت علي التضحية بذاتها ، وستنشأ اجيال جديدة تؤمن بنقاب المرأة وعودة المرأة للمنزل وتربية الاطفال فقط لاغير.
إذن كيف يمكن اصلاح التشوهات الثقافية والاجتماعية الخاصة بوضعية التمييز بين الرجل والمرأة في المناصب العامة؟
علي المرأة نفسها أن تكافح للحصول علي حقوقها، فأغلب النساء تخاف من تحمل مسئولية المنصب، ويقنعن بما وصلن اليه. المرأة نشأت في مصر علي أنها غير قادرة علي أن تكون وزيرة وغير قادرة علي خوض انتخابات رئاسة الجمهور.المرأة المصرية لم يتجذر في نشأتها الوصول لتلك المناصب بالاضافة الي القيود التي تكبل بها، وانها خلقت للبيت وتربية الاولاد فقط.
النجاح المزيف
مازلنا نناقش أمورا بدائية جدا في الدستور مثل زواج الاطفال والقاصرات وبيع وشراء الانسان فهل يمكن ان نعود لسوق النخاسة ونحن في القرن الحادي والعشرين؟
تلك الاشياء ليس لها علاقة بالدستور وتنتمي للعصور الوسطي، ولا يمكن العودة لها لكن الميزة الوحيدة انها فضحت عقلية هؤلاء الذين ينتمون للعصور الوسطي، والتجريم القانوني بالنسبة لتلك الامور موجود لكن في الريف وأقاصي الصعيد يرتكبون جرائم تجاه اطفالهم بتزويجهم ولا يعاقبون حيال جرائمهم .
ما تفسيرك في أن أغلب الدساتيرالعربية كتبها مصريون وضمنت وضعية مميزة للمرأة ونحن عاجزون علي وضع دستور يحقق العدل للجميع؟
نحن نعيش مرحلة استثنائية من الجهل، مرحلة خطفت فيها ثورة عظيمة ويتم تشهويهها الآن. نحن نعيش هذه المرحلة التي لا يمكن ان تستمر، لانها ضد التاريخ وضد المنطق.. ضد الحق.. ضد كل شئ.
كلنا مسئولون
المثقفون هم رأس المجتمع والشعب هو جسده فهل يوجد انفصال بينهما ؟
- طبعا يوجد انفصال بينهما. طالما أن هناك نسبة أمية عالية وجهل واسع فالانفصال قائم، ونحن مسئولون عنه. لابد أن نفعل شيئا لإنقاذ أهالينا وأبنائنا من هذه الأمية.
يتبقي لديّ سؤال: كيف تنظرين إلي مستقبل المرأة من خلال تداعيات المشهد الراهن الآن؟
مستقبل مظلم ومعتم، اذا استمر الحال علي ما هو عليه، ما لم تقاوم النساء ومعظم النساء، إن عليهن عبأ كبيرا في المقاومة.. لماذا لا نحشد مليونية للدفاع عن المرأة بميدان التحرير لا يدخل بها رجل واحد؟ لماذا لا نعد احتفالية ضخمة جداً يوم 8 مارس القادم لنلقنهم درسا محددا: كيف يحترمون المرأة ولا يستخدمون العنف ضدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.