الشرقية سناء عنان : يسجل التاريخ بأحرف من نور بطولات خير اجناد الارض من ابناء القوات المسلحة والشرطة المدنية الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وارتوت الأرض الطيبة بدمائهم الزكية . من بين هؤلاء الأبطال النقيب محمد أحمد محمد إسماعيل 28عاما ابن قرية تل مفتاح مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية والذي استشهد يوم 9 ابريل من العام الحالي اثر إصابته برصاصات غادرة من الإرهاب الأسود أثناء تصديه لهجوم ارهابي علي دورية أمنية بشمال سيناء. تقول والدة الشهيد سناء منصور عيد عفيفي 50عاما إدارية في مدرسة تل مفتاح الابتدائية ان الشهيد هو أكبر أبنائي وله شقيق واحد محمود حاصل علي بكالوريوس الهندسة عام 2017وقد توفي والده الذي كان يعمل موظفا مدنيا في القوات المسلحة منذ 5سنوات بعد صراع مع المرض وكان الشهيد يتخذه المثل الاعلي وعندما حصل علي الثانوية العامة عام 2008كان مجموعه يؤهله للالتحاق بإحدي كليات القمة إلا أنه أصر علي التقدم بأوراقه للكلية الحربية واجتاز جميع الاختبارات. وتم قبوله وكان متفوقا في دراسته وعقب تخرجة عام 2011 تم توزيعه علي سلاح المشاة بالمنطقة العسكرية الغربية بالسلوم وبعد مرور عامين تم نقله إلي وحدة التدخل السريع بالمنطقة المركزية في الروبيكي ولمدة 5سنوات وأثناء ذلك تم تكليفه مرتين بالمشاركة في العملية الشاملة بسيناء الأولي لمدة شهر والثانية لمدة أسبوع وكتب الله له النجاة والسلامة فيهما وفي شهر فبراير الماضي تم نقله لمنطقة سبيكة بشمال سيناء الكائنة علي الطريق الدولي الساحلي وعندما علمت بنقله شعرت بقلق وخوف شديد عليه وحاولت اقناعه بالعودة مرة أخري لوحدة التدخل السريع إلا أنه رفض قائلا الاعمار بيد الله يا امي ربنا هو الحافظ في كل مكان ولو مكتوب لي الشهادة هو حد يطولها. تضيف لقد كان الشهيد دمث الخلق طيب القلب حنونا بارا بي متفائلا طموحا مبتسما وكان يملأ المكان الذي يجلس فيه بهجة وفرحة ودائمايقول لي يا ست الحبايب طلباتك ايه وانا انفذها فورا وكل ما اريده منك رضاكي عني ودعائك لي وزملائي ومصر. وتنهمر دموعها وتقول منهم لله القتلة حرقوا قلبي علي أول فرحتي حسبي الله ونعم الوكيل فيهم. وتلتقط أنفاسها وتقول لقد كان نجلي يتمني الشهادة وكان دائما يقول لاصحابة انا مشروع شهيد وان اسمي سيتم كتابته علي مدرسة القرية وقد منحها له الله وتنخرط في البكاء وتقول ان الشهيد حرص في إجازته الأخيرة علي زيارة قبر والده واقاربه وودعني بحرارة شديدة غير مسبوقة وشعرت وقتها بانقباض شديد في قلبي وتوجهت بالدعاء إلي الله أن يحميه وزملاءه من شرور الإرهاب الأسود وكأنه كان يشعر بأنه سينال الشهادة وان الإرهاب الأسود سوف يغتاله وتلتقط انفاسها وتقول لقد احتسبته شهيدا ويكفيني فخرا انني ام الشهيد وانني قدمت اغلي شئ في حياتي هدية لمصر. وتقول والدة الشهيد ان الدولة لم تنسهم حيث تم إطلاق اسم الشهيد علي مدرسة القرية الابتدائية. كما تم منحي فرصة لاداء فريضة الحج وتطالب بتوفير فرصة عمل لشقيق الشهيد المهندس. وتقول زوجة الشهيد ايمان محمد محمد عبدالمعطي 27عاما موظفة في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة الزقازيق ان الشهيد تقدم لخطبتي في 2011 وتزوجنا عام 2014ورزقنا الله بطفلين احمد عامين و6أشهر وآسر عام وثلاثة أشهر وكان الشهيد زوجا وابا مثاليا هادئ الطباع شعلة من النشاط متدينا حريصا علي قراءة القرآن الكريم والأوردة في الصباح وكان وطنيا حتي النخاع وعاشقا لوطنه وترابه وكان شجاعا لا يهاب شيئا غير الله وكان كتوما لا يتحدث مع أحد عن عمله وتنهمر دموعها وتقول منهم لله القتله ما ذنب طفليه أن يعيشا بلا أب لم يتبق منه سوي لقطات مسجلة أو مصورة ربنا ينتقم منهم في أعز ما لديهم وتقول إنه في إجازته الأخيرة اوصاني بنفسي وطفلينا وكان يقول لي هتوحشوني ... وفي ليلة سفره لعمله ظل متيقظا طول الليل ولم يغفل لحظة واحدة وكان يحتضن طفليه بصورة غير مسبوقة اصابتني بالقلق والخوف عليه وتنخرط في البكاء وتقول لقد كان يتمني الشهادة ولقد منحها الله له وترك لنا العزة والشرف والكرامة .