صدق المثل الشعبي الشهير"خيرا تعمل شرا تلقي" أحيانا تسير الأمور عكس ما نريدها وينتج عنها افعال لم تكن في الحسبان. هذا ما حدث في مدينة "عامر" ببولاق الدكرور التي شهدت جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب في ريعان شبابه علي ايدي اثنين من البلطجية وذلك اثناء فض مشاجرة بين طفلين نشبت امام السوبر ماركت الخاص به. تفاصيل ما حدث نهاية بمقتل الشاب الجدع ولحظة القبض على المتهمان نعرضها في السطور التالية. البداية كانت مباراة كرة قدم بين عدد من الاطفال الذين تترواح اعمارهم من 8 الى 10 سنوات بأحد الشوارع الصغيرة بمدينة عامر ببولاق الدكرور. "أحمد" يمارس عمله بشكل طبيعي داخل السوبر ماركت الخاص به اثناء ذلك يسمع صوت صراخ صادر من احد الأطفال واخر يسب له الدين بسبب خطأ ارتكبه في اللعبة وسرعان ما تطور المشهد الى تشابك بين اثنين من الاطفال مما جعل "أحمد" يترك محله محاولا فض المشاجرة التي لو لم يتدخل فيها لحدثت جريمة بين الاطفال. نجح "أحمد" في فض الاشتباك بين الاطفال ولم يكتف بذلك بل حاول الصلح بينهما اثناء ذلك يمر أحد الشباب يدعي "كرم" ليشاهد احد الاطفال يبكي وأحمد يعاتبه وقتها اعتقد ان أحمد ضربه وبدأ يردد"انت بتعمل كدة ليه ده عيل صغير" وقتها طالب أحمد من هذا الشاب التوقف عن نهر الإهانات التي وجهها له لكن لم يستجب لكلام أحمد ودخل الاثنان في مشادة كلامية لم تنته إلا بعد تدخل المارة وانتهي المشهد عند هذا الحد لكنه لم ينته بالنسبة ل"كرم". انتقام اعمى بعد كل هذه المناوشات عاد "أحمد" الى محله ليمارس عمله المعتاد ولم يفكر فيما حدث وبعد ساعتين فوجئ بشابين يدخلان محله ويقوما بتكسيره واثناء التصدي لهما شاهد أحمد احدهما وتبين انه "كرم" الشاب الذي تشاجر معه منذ قليل،لم يكتف الشابين بتحطيم محل "احمد" بالكامل وإحداث تلفيات بآلاف الجنيهات وذلك وسط التحدث معهم بأنه لم يرتكب شئ يكون هذا جزاءه بل قاموا بسحله خارج المحل والتعدي عليه بالأسلحة البيضاء امام المارة في نهر الطريق ولم يتركوه إلا وهو جثة هامدة غارقا في دمائه. بلاغ يصل لرئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من احد اهالي المنطقة يفيد بنشوب مشاجرة بين صاحب سوبر ماركت واثنين اخرين ونتج عنها مقتل صاحب المحل. انتقل رئيس المباحث الى مكان المشاجر ليجد "احمد" المجني عليه ساقطا على الأرض غارقا في دمائه جثة هامدة وبسؤال اهالي المنطقة عن مرتكبي الواقعة قال "مدحت" 34 عاما انه منذ 3 ساعات استيقظ على صوت صراخ شديد صادر من محل المجني عليه وكان اثنين يتشاجروا معه ولم يتركوه إلا بعد مقتله. وأضاف: "أحمد كان لوحده والجيران خافوا يتدخلوا من شدة إجرام المتهمين الذين كان معهم أسلحة بيضاء متنوعة وعصا وشوم كبير الحجم وكأنهم في حالة حرب. طلب رئيس المباحث من شهود العيان شرح أوصاف المتهمين اللذين تبين ان احدهما يقيم بالشارع المجاور لمكان الحادث. قام رئيس المباحث بإخطار مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي امر بسرعة القبض على مرتكبي الواقعة. 10 ساعات قضاها فريق البحث بمكان الحادث حتى نجحوا من تحديد مكان المتهمان وبمداهمة منزلهما تم القبض عليهما واقتيادهما الى قسم شرطة بولاق الدكرور وهناك اعترفوا بإرتكاب الواقعة بعد مشاهدتهما للمجني عليه وهو ينفعل على احد الاطفال. تم اعترافات المتهمان في محضر رسمي وبالكشف الجنائي عليهما تبين ان الاول يدعي "كرم.ن"34 عاما والثاني "م.م"23 عاما واخطار مدير امن الجيزة بالواقعة.