في العدد 999 من "أخبار الأدب" وتحت عنوان انقذوا مقبرة الكواكبي في باب الوزير، نشرنا تحقيقاً حول ما تتعرض له مقبرة المفكر السوري والعربي الكبير عبد الرحمن الكواكبي، من اعتداء يومي، تزايدت حدته بعد سرقة السور الحديدي للمقبرة، وقيام البعض بانشاء مقهي ملاصق لها. وتحدثت في ذلك التحقيق حفيدة الكواكبي السيدة ضحي، التي تركت مقر إقامتها في أميركا وجاءت لتستقر في مصر للعمل علي جمع تراث جدها صاحب رائعة "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، ويتضمن هذا التراث مخطوطات منتشرة في أنحاء العالم، وأكدت لنا أنها ستبدأ هذه المهمة بمجرد أن تجد حلاً للمقبرة التي تخشي عليها من الضياع التام. وفي هذا السياق أشارت إلي أنها لجأت إلي بعض المسؤولين لكنها لم تتوصل إلي شيء. وبعد نشر التحقيق تلقت "أخبار الأدب" اتصالاً من المركز الثقافي في الاتحاد العام للأطباء العرب والذي يشرف عليه الدكتور هشام الحمامي، حيث أعرب المركز عن رغبة الاتحاد برئاسة أمينه العام الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في العمل علي هذه القضية، ومحاولة إيجاد حل لها يضمن الحفاظ علي تراث الكواكبي باعتباره الأب الروحي لكل الثوار العرب في كل العصور حيث يهتدي الباحثون عن العدالة والكرامة بكتاباته في هذا المجال، وباعتباره كذلك مثقفاً بارزاً لجأ إلي مصر في نهايات حياته ملتمساً الأمان وأجواء الحرية والفكر. وعلي إثر المكالمة التقي د. أبو الفتوح بالسيدة ضحي الكواكبي، وتناول اللقاء أبعاد المشكلة، ووضع المقبرة حالياً، والتصور الذي يفكر فيه الاتحاد لانقاذها. وقد قدمت ضحي الكواكبي الشكر لاتحاد الاطباء العرب والمركز الثقافي علي تلك البادرة وعلي مشروع صيانة وتجديد مقبرة المفكر الكبير. والمشروع المزمع تنفيذه قريباً يقوم علي التفاوض أولاً مع الأهالي الذين أنشأوا المقهي بحيث لا يضار أحد في رزقه، واجراء المشاورات اللازمة مع الحي وذلك بهدف تحويل المقبرة إلي مزار سياحي وثقافي يتوافد عليه أصحاب الفكر، وسيتم ذلك من خلال تطوير المقبرة أولاً، ثم إضافة مساحة إليها تضم أعمال الكواكبي وكل ما يمكن الحصول عليه من تراثه بحيث تتحول المقبرة إلي مكان يحكي السيرة الذاتية لرحلته ويؤكد علي دوره البارز في الحياة الفكرية. وكما دار في اللقاء بين السيدة ضحي والدكتور أبو الفتوح فإن الاتحاد العام للأطباء والمركز الثقافي به وضعا هدفاً بأن تكون المقبرة بشكلها الجديد متاحة للزائرين في بدايات 2013