لقد أتيح لي أن أري السماء وهي تتفسخُ مثل ورقة كرنبْ أو مومس تنعظُ أن أري الأرض وهي تنتقل من قارة إلي قارة مثل كرةٍ من البلياردو وهي معلقة في رقبة فأر ضال أن أنعس قليلاً علي العشب المبلول وفي فمي فراشة طائشة وقدماي تغوصان في عين الشمسْ أن أري الميتافيزيقا وهي تنفس هواءً مجروحاً فوق صينية من اللحم الإنساني المفروم علي الرصيف المقابل للعالم الحي والعالم الميت علي حدٍ سواء ودون حتي أن تشعر بالضجرْ أن أري البحر وهو يدوس علي أمعاء صديقه الرمل عارياً ووحيداً بقدميه الصدفيتين المتوحشتين ولايعود إلا بسروال جافْ وبضع سمكات في الفمْ أن أسمع حبات الكركمْ وهي تحدق إلي رأسي المشجوج بفأس الزمن الباردة وبعينين تطقان شرراً وحتفا لايهم أمام مئذنةٍ ملطومة سوداء بسبع سنابل وخنفساء جاحدةْ أن أبحث عن المستقبل المنظور. أو اللامنظور فوق رقعة شطرنج لايحرسها سوي الكلاب والقطط من فوق أسوار البورصات العالمية وبالوعات العولمة الواسعة واقتصاد والسوقْ وحشرجات رأس المال أن أؤرجح الريح علي ساقين خشبيتين بحوار قمر ضال يفتش عن الليل في الليل خلف عربة روبابيكيا وفي يده زكيبة من الجماجم المهروسة أنا مربي الزمن الضائع في حديقة الخراتيت هذه في رحلة مكوكية ما بين السماء والأرض فوق خرائب التاريخ النارنجاني وأسس الجغرافيا المشروخة أنا سائق العربة الخرقاء ذات العجلة الواحدة في هذا العالم. والتي يقودها الجنون من المساء حتي الصباح ومن الصباح حتي المساء. من فرط ما استهلكت من خسارات علي المقاهي الباردة وقطارات الضواحي الليلية الجافة وفي فمي عدة أرغفة من نحاس علي ساحل الجحيم المنتظر!! ما الذي تريدون مني أن أفعله يا أبناء الأفاعي في مدرسة الخنازير الوسخة هذه سوي أن أقدم لها المن علي طبق من أركيولوجيا البطاطس واللفت وبضع سيمفوينات رائعة بحجم نباتات الزينة والدم الذي يسيل في السكك ويغزو النوافذ وتحت سماء لاتري أو تسمع أو تحس لتجلس عليها في نهاية اليوم الغائب لكي تمص القصب أو تقزقز اللب من فوق رؤوسنا أو من تحت بطانياتنا المهددة بالتلف نحن نشارة التاريخ ومخزن الجغرافيا العتيد!! ما الذي تريدون مني أن أفعله أنا العاطل عن العمل دائما والفائض عن الحاجة أبداً سوي أن أجرجر السماء من بنطلوناتها الخلفية المرقعة إلي حقل مجاور من الأسلاك الشائكة وألفها في بطانية من هراء القطط والكلاب لأشعل في فمها النيران وأبيعها -هناك-علي الأصفة مثل بيضة فاسدة أو مخلفات حرب كونية قادمة أنا الراعي الصالح لكل هذا الألم الإنساني المضاعف والذي يجري علي الأرصفة ويتنطط في عربات الطواري وغرف العناية المركزة ولايبص علي العالم إلا بعينين زائغتين وقلب لايعمل إلا علي طبق من النوستالوجيا آه لقد استهلكت أمعائي في الضحك لحد البكاء وفي البكاء لحد الضحك لافرق كل ذلك تحت شجرة سرو ضريرة في حراسة الريح المعتوهة إنسانيا أو لا إنسانياً سوف يمرّ هذا اليوم كاليوم السابق عليه تماماً ثم لاشيء لاشيء لاشيء