قبل عودة البنوك غدا.. سعر الدولار الأمريكى والعملات أمام الجنيه اليوم الإثنين 6 مايو 2024    البيت الأبيض: بايدن حث نتنياهو على ضمان فتح معبر كرم أبو سالم    السعودية تحذر من استهداف الاحتلال الإسرائيلي لرفح    الأهلي يُعلن تفاصيل إصابة عمرو السولية    بعد تعافيه من الإصابة.. سبب استبعاد أليو ديانج من مباريات الأهلي (خاص)    3 قضايا تواجه المتهم بقتل طفلة مدينة نصر بعد التعدي عليها جنسيًا «تفاصيل»    أول أيام عيد الأضحي 2024 فلكيًا فى مصر.. موعد استطلاع هلال ذي القعدة وبداية ذي الحجة    وسيم السيسي يوضح كيف كان المصريون القدماء يحتفلون بشم النسيم؟ (فيديو)    الدوري المصري.. طلائع الجيش 0-0 المصري    كلوب عن صلاح عندما تألق    توقف خط نقل الكهرباء بين السويد وليتوانيا عن العمل    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    ننشر استعدادات مدارس الجيزة للامتحانات.. وجداول المواد لكافة الطلاب (صور)    استعدادا لفصل الصيف.. السكرتير العام المساعد بأسوان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    محافظ المنيا يوجه بتنظيم حملات لتطهير الترع والمجارى المائية بالمراكز    محافظ مطروح: "أهل مصر" فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة للمحافظات الحدودية    برعاية الاتحاد العربي للإعلام السياحي.. انطلاق سوق السفر العربي في دبي وحضور غير مسبوق| صور    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    شباب الصحفيين عن إنشاء مدينة "السيسي" الجديدة في سيناء: رد الجميل لقائد البناء والتعمير    في ذكرى ميلادها.. كيف تحدثت ماجدة الصباحي عن يسرا وإلهام شاهين؟    المخرج فراس نعنع عضوًا بلجنة تحكيم مهرجان بردية لسينما الومضة    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. الأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف عن أفضل طريقة    خطأ شائع في تحضير الفسيخ يهدد حياتك- طبيب تغذية يحذر    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    "فى ظروف غامضة" شاب يقتل خطيبته وحماته تطعنه بالسكين بمركز أبنوب فى أسيوط    ننشر الخريطة الزمنية وجدول امتحانات مدارس القاهرة (صور)    ‫ إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    بعد إصابته بالسرطان.. نانسي عجرم توجه رسالة ل محمد عبده    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    شاهد.. الفنادق السياحية تقدم الرنجة والفسيخ للمترددين في الغردقة    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    بالصور.. الأمطار تتساقط على كفر الشيخ في ليلة شم النسيم    وفد جامعة بيتاجورسك الروسية يزور مطرانية أسيوط للاحتفال بعيد القيامة    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الرمال البيضاء«..كنز السيليكون المهمل
الرئيس أصدر قراراً بمنع تصديره للاستفادة منه
نشر في أخبار الأدب يوم 17 - 07 - 2018


الرمال البيضاء
بعد أن أعطت الحكومة الضوء الأخضر لإنشاء مصنع لفصل الرمال السوداء بكفر الشيخ ليقينها وإدراكها بمدي أهمية تلك الثروة المهدرة والتي من الإمكان أن تدر لخزانة الدولة ملايين الدولارات بات الحديث ملحاً عن باقي الثروات كالرمال البيضاء والتي تمتلك هي الأخري درجة نقاء عالية لا توجد في رمال دولة أخري فتدخل في صناعات الزجاج والأجهزة الإلكترونية لوجود عنصر السيليكون بها فضلا عن ألواح الطاقة الشمسية.
لعل أهمية الرمال البيضاء هي ما تجعل دولاً عديدة كالصين وألمانيا تقدم علي استيرادها من مصر ب20 دولاراً للطن الواحد ثم تقوم بتصنيع السيليكون الخام وبيعه بسعر 10 آلاف دولار للطن، وهذا هو سبب قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخراً بمنع تصدير الرمال البيضاء للخارج بتوصية من المجلس الاستشاري المكون من خيرة العلماء وبعد شكاوي وصرخات أصحاب مصانع الزجاج، وفي هذا السياق انتهت الهيئة المصرية للثروة المعدنية من دراسة تلك الرمال في أماكن عدة كصحراء قنا وشرق وغرب سيناء وخلصت إلي أن هناك ملايين الأطنان من الرمال السيلسية والكاولينية وتحتويان علي مادتي السيليكون والألومنيوم وقامت بتوزيعها علي الجهات البحثية المعنية بتلك النتائج للبدء في الاستفادة منها وبالفعل فإن الحكومة بصدد إنشاء عدة مصانع متخصصة في منتجات السيليكون مصنعة من تلك الرمال المحلية بالتعاون مع عدة شركات عالمية سوف تحصل علي حصة من الإنتاج.
وبحسب الدراسات العلمية فإن هناك أكثر من 20 مليار طن من الرمال البيضاء من وادي النيل والوادي الجديد حتي محافظة البحر الأحمر وفي سيناء أيضاً هناك أطنان من رمال السيليكون وتحديدا بمنطقة أبو زنيمة أما منطقة الزعفرانة بالسويس فهناك أبحاث تقوم علي تحليل رمالها بالفعل وقد انتبهت الحكومة لتلك الثروة وبدأت بالفعل في إنشاء وادي التكنولوجيا أو السيليكون كأحد مشروعات تنمية قناة السويس ببورسعيد ومن المزمع أن يضم تجمعات لكبري شركات التكنولوجيا والبرمجة في العالم ومن المعروف أن ذاك المشروع قد بدأ الحديث عنه في منتصف التسعينيات أثناء تولي حكومة الدكتور الجنزوري لكنه توقف بعد ذلك وفي البرنامج الانتخابي للرئيس السيسي اهتم بإدراجه في خطته للاستفادة من الثروات المهدرة منذ آلاف السنين بحسب الرؤية الاقتصادية ولتوطين الشباب بسيناء فضلا علي أن بعض الوفود العلمية زارت وادي التكنولوجيا بسان فرانسيسكو بأمريكا لمعرفة إمكانية تطبيق التجربة أم لا؟
وعلي مدار السنوات الماضية عاني أصحاب مصانع الزجاج والسيراميك من سيطرة واستغلال الشركات الأجنبية والتي كانت تبيع بعض المواد الخام التي يحتاجونها في مصانعهم بالدولار في حين أنهم كانوا يصدرون أطنان الرمال بأسعار زهيدة تصل إلي 70 جنيهاً للطن الواحد ودوماً كانوا ينادون بوقف تصدير الرمال علي غرار السعودية التي أوقفت التصدير حفاظا علي ثرواتها المعدنية كما قام معهد بحوث البترول باستغلال رمال السيليكا بسيناء لتصنيع بوليمرات تدخل بصناعة الطائرات والسيارات لخصائصها الممتازة من كونها خفيفة الوزن وقوتها الميكانيكية ومقاومة التآكل ويتم تمويله من قبل صندوق العلوم والتكنولوجيا التابع لأكاديمية البحث العلمي
يقول أحمد السيد أحد أصحاب مصانع الزجاج: بعد قرار الرئيس السيسي بمنع تصدير الرمال فقد وفر علينا آلاف الدولارات التي كنا نخسرها لاستيراد بوليمرات السيليكون والتي تدخل في صناعة أنواع معينة من الزجاج الحراري فضلا عن الزجاج الملون والذي يجذب كثيراً من الزبائن فضلا علي أن ارتفاع سعر الدولار جعل الكثير من المصانع تتعثر وتغلق أبوابها مما أتخم الأسواق المصرية بالزجاج التركي والصيني، مضيفاً: معروف أن مصر تتمتع بثروة كبري من الرمال البيضاء شديدة النقاء لذا كان لابد من الاستفادة منها وإنشاء وادي السيليكون لاستيعاب العمالة وافتتاح مصانع زجاج عديدة.
فيما تقول الدكتورة مي السيد الباحثة الجيوفيزيائية: تنقسم الرمال إلي نوعين هما السيليكا وهو عبارة عن صخورٍ رملية بيضاء نقية تحتوي علي نسبة عالية من "السيليكا تصل إلي 99٪ وتتكون بشكلٍ رئيسي من حبيبات معدن الكوارتز، وتحتوي علي كمية قليلة من الشوائب ويعد السيليكون هو المعدن الأساسي بتلك الرمال ويدخل في صناعة الزجاج والكريستال وزجاج البصريات الذي يتم تصديره إلينا بملايين الدولارات أما النوع الآخر فهو الرمل الزجاجي والذي يدخل في الأساس في صناعات الزجاج والبورسيلين وألواح الطاقة الشمسية ويوجد في مناطق عدة كصحراء جنوب سيناء وتحديدا في منطقة أبو زنيمة ومنطقة الزعفرانة وتعد من أجود الرمال علي مستوي العالم نظرا لنقائها وجودتها.
تتابع: هناك تصنيفات للرمال علي أساس جودتها تدخل في عمليات التصنيع فالصنف (أ) يستخدم في العدسات اللاصقة و(ب) في زجاج الديكور ومن المعروف أن الدول الصناعية كالصين وألمانيا كانوا يستوردون تلك الرمال من مصر بأسعار زهيدة ثم يصدرون لنا ذاك الزجاج بأسعار مبالغ فيها مما كان يسبب للدولة خسائر رهيبة وقد أيقنت السعودية جودة رمالها فحظرت تصديرها وبالطبع فإن قرار الرئيس السيسي بمنع تصديرها قرار صائب سوف يوفر لنا ملايين الدولارات كما أن هناك عشرات الدراسات للاستفادة منها حبيسة الأدراج يمكننا الاستفادة منها كما من المهم جلب طاقات مدربة لتدريب العمالة المصرية علي غرار المغرب التي جلبت الألمان لتدريبهم علي الاستفادة من المواد الخام بدلا من تصديرها.
ويتفق معها في القول الدكتور محمود حسان أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم فقال: الرمال البيضاء لا تحتاج تكلفة عالية لاستخراجها حيث إنها رمال متحجرة بسيطة لا تحتاج سوي معدات بسيطة لازالة الغطاء الأصفر الذي يعلوها ثم الديناميت لتفجيرها وتحويلها إلي أكوام رملية بسيطة يتم تصديرها للخارج بسعر من 20 إلي 50 دولاراً للطن الواحد والأغرب أننا نعيد استيرادها مرة أخري في صورة صناعات تكلفنا آلاف الدولارات فلك أن تعلم أن تركيا تعيد تصدير أكواب الزجاج إلينا مرة أخري بأسعار مضاعفة مستغلة تعثر كثير من مصانع الزجاج الشهيرة خاصة بمدن أكتوبر والعاشر من رمضان فضلا عن صناعة الكريستال والتي تشتهر بها إيطاليا والصين وتصدرها أيضاً إلينا لذا علي الدولة أن تتدخل لحل مشكلات تلك المصانع المتعثرة.
يواصل: القيادة الرشيدة أدركت أهمية هذه الثروات فبدأت في إنشاء وادي السيليكون علي غرار ما هو موجود في أمريكا وألمانيا، التي بها أكبر تجمع للشركات والمصانع التكنولوجية لصناعة الرقائق الإلكترونية وألواح الطاقات الشمسية المعتمدة في الأساس علي السيليكون حيث إن مصر من أول دول العالم اعتماداً علي الطاقة النظيفة وهو ما يسمي مشروع تنمية قناة السويس بغرب مدينة بورسعيد مما سيوفر فرص عمل ومشروعات لصغار الجيولوجيين والباحثين.
أما الدكتور سعيد نور الخبير الجيولوجي فيقول: بعد قرار السيسي بمنع تصدير الرمال قامت الهيئة المصرية للثروة التعدينية بدراسة الرمال السيلسية والكاولينية وهي المحتوية علي الألومنيوم وأكدت وجود قدر كبير من المعادن بها ووصلت نسبة الكاولينا إلي 14٪ في الرمال الكاولينية والألمونيا إلي 38٪ وهي نسبة مرتفعة طبقا للمقاييس العالمية لذا كان لابد من سن قرار يقضي بمنع تصديرها للاستفادة منها ويتم تصديرها إلي دول العالم بسعر20 دولاراً للطن ثم يتم تصنيعه ليتراوح سعره بين100 و200 دولار للطن وعند تحويله إلي سيليكون نقي تصبح قيمة الطن عشرة آلاف دولار وهو ما يستخدم في تصنيع الخلايا الشمسية وبالطبع فإنه يجلب لخزانة بلادهم أموالا كثيرة.
ويضيف: وقد كان مصنع عصفور لإنتاج الكريستال ينافس دول مصانع أوروبا ولكنه بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الخام قل إنتاجه ولم يعد قادراً علي المنافسة الخارجية لذا فإن توفير المواد الخام وأهمها االرمال من شأنه إعلاء وزنه في الأسواق العالمية.
أما الدكتور أحمد الصباغ مدير معهد بحوث البترول والمشرف علي مشروع إنتاج بوليمرات النانو كمبوزيت فقال: ابتكرنا تلك البوليمرات من رمال سيلكا سيناء والتي من الممكن استخدامها في صناعة الطائرات والسيارات لخفة وزنها وقوتها العالية فضلاً عن حركتها الديناميكية وذلك لدرجة نقائها العالية فاحتياطي تلك الرمال بسيناء يصل إلي 27 مليون طن وهو المكون الرئيبسي لصناعات الزجاج ومن المؤسف أننا كنا نصدره بأسعار زهيدة للغاية والكارثة أن الدول التي كنا نصدر لها الرمال كانت تقوم بتحويله إلي رقائق إليكترونية وبيعها إلينا مرة أخري بسعر يزيد علي عشرة آلاف دولار.
ويضيف: كان هدفنا الوصول لجيل جديد من الألياف البوليمرية المقواة والتي لها استخدامات صناعية عديدة مما يخلق العديد من فرص العمل ويقوم صندوق العلوم والتكنولوجيا التابع لأكاديمية البحث العلمي بتمويله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.