عمال الموقع يستكملون مشوار البناء بعد الإفطار وصفت في البداية بأنها »مهمة شبه مستحيلة» ولكن مع الاصرار والعزيمة وقوة الإرادة، حطم المصريون أسطورة المستحيل واقتربوا من الانتهاء من مشروع طريق الدائري الاقليمي بداية من المراحل الأولي لشق الطريق في الصحراء وحتي وضع اللوحات الارشادية علي جانبي الطريق خلال أربع سنوات حيث من المتوقع الانتهاء من المشروع قبل اجازة عيدالفطر المبارك. الوصول إلي موقع المشروع لم يكن سهلا علي الاطلاق، فقطعنا طريقا طويلا جزء منه غير ممهد والآخر مليء بالمطبات، لنعلم أهمية هذا الطريق عندما يتم الانتهاء منه، هذا ما أكده محمود أحمد - عامل بالمشروع - عندما حكي لنا معاناته في الذهاب إلي منزله بالمنوفية يوميا بعد الانتهاء من عمله، وأضاف انه وبفضل هذا الطريق سيقطع مسافة نصف ساعة فقط بدلا من ساعة ونصف.0 وأكد المهندس ممدوح سليمان المشرف علي انشاء محور كوبري الخطاطبة - جزء هام من الدائري الاقليمي، انه وحتي الان تم الانتهاء من 89% من الطريق الذي يبلغ طوله 400 كم، وذلك خلال 4 سنوات فقط، وهذا ما يعد انجازا غير مسبوق ولتحقيقه كان هناك بعض التضحيات التي كان لابد منها ومن بينها أنهم لا يحصلون علي إجازات بالإضافة إلي وجود ورديات تعمل طيلة اليوم بلا توقف. لم يمنعنا شهر رمضان ولا حرارة الجو من التوقف عن العمل يوما واحدا.. بهذه الكلمات وعلي وجهه ابتسامة الرضا تحدث علي الحديدي القادم من محافظة المنصورة، والذي يعمل بالمشروع منذ اكثر من عامين وأكمل »عندما نقطع الطريق للوصول إلي مكان العمل، نشعر بقيمة الإنجاز الذي نعمل عليه، وهذا أكبر دافع يجعلنا نعمل في كل الأيام حتي الإجازات»، لافتا إلي أن الدائري الاقليمي سيخدم عدة محافظات منها الشرقية والقليوبية والمنوفية. فيما أوضح رجب عبد الله - رئيس العمال بالموقع- ان هذا ثاني رمضان يقضيه في المشروع وأن العمل مستمر ليل نهار، مشيرا إلي أن العمل في نهار رمضان ليس متعبا بالرغم من درجة الحرارة العالية وذلك بسبب التنظيم الجيد، حيث تم تقسيم العمال إلي ورديتين الاولي عقب صلاة العشاء حتي ميعاد السحور والثانية تكون عقب صلاة الفجر مباشرة حتي الساعة الواحدة ظهرا وفي بعض الاحيان يظل العمل متواصلا اذا لزم الامر. فيما قال محمد علي - سائق ونش - »لا نملك رفاهية الوقت ولا مجال للراحة فالعمل عبادة، ولابد ان تؤديه علي أكمل وجه»، وأكمل انه لا يهتم ابدا بمواعيد اجازاته، فالاهم عنده هو إنجاز المشروع في الوقت المحدد، وأنه علي الرغم من ان ظروف العمل قد تقتضي أن يقضي شهر رمضان بالكامل بعيدا عن أسرته وابنته الوحيدة، الا انه سعيد بمشاركته في بناء مشروع قومي يفيد الكثير من المواطنين. عبد العزيز محمود مسئول عن العاملين بالموقع بإحدي الشركات يقول »ثالث رمضان يمر علي في نفس الموقع خلال السنوات الثلاث الماضية والعمل بمحور الدائري الاقليمي مستمر منذ ان كنت خاطب والان ربنا رزقني ب »مريم» مضي من عمرها أربعة أشهر لم ارها سوي مرتين بسبب ضغط عملنا فنحن لدينا كل اسبوع أكثر من دورية اشراف من وزير النقل ورئيس هيئة الطرق والكباري وحرصهما علي اتمام عمل ينتهي خلال ستة اشهر في ثلاثة اشهر فقط. ويقول محمود إبراهيم »أحد عمال الموقع» انا من الاقصر وعملي في الموقع منذ بدايته كنت اخذ اجازة كل 40 يوما ولدي ثلاثة أبناء، لا يعرفون ما معني الطقوس الرمضانية لغيابي فأنا هنا منذ أربع سنوات ويعتبر هذا بيتي الأول وبيتي الاخر ما هو الا عبارة عن استراحة حتي تتم فرحتنا بافتتاح المشروع والسير عليه.. وأضاف حسين سيد عامل نجارة في موقع العمل ان أكثر ما يهتم به هو وزملاؤه إنجاز المشروع في أسرع وقت وأفضل كفاءة، مشيرا إلي انه عمل في العديد من المشاريع طوال عمره إلا ان المشاريع القومية لها طابع خاص، فهو يعلم أنها ملك لمصر وستعود بالخير علي أبنائه. يذكر أن الطريق الدائري الإقليمي يعد من أهم مشروعات الطرق القومية وسيساعد علي خفض الكثافة المرورية علي الطرق الرئيسية داخل القاهرة، وذلك ضمن الخطة التي وضعتها وزارة النقل بمنع سير النقل الثقيل علي الطريق الدائري الحالي، ونقلها للدائري الإقليمي بعد افتتاحه، كما أنه يربط بين العديد من الطرق والمحافظات فهو يبدأ من منطقة دهشور بالجيزة، متقاطعا مع طريقي الصعيد والعين السخنة، مارا بطريقي السويسوالإسماعيلية الصحراويين، ثم يمتد من طريق الإسماعيلية الصحراوي إلي الإسماعيلية الزراعي عند منطقة بلبيس بمسافة 20 كيلو مترا، ثم يمر الطريق الدائري الإقليمي بمحافظاتالشرقية والمنوفية حتي طريق مصر إسكندرية الصحراوي عند مدينة السادات، وتم تصميم الطريق ليكون بمواصفات الطرق الحرة، كما يقع عليه 50 كوبري و64 نفقا، أهمها محور كوبري الخطاطبة، ومحور كوبري دهشور، ومحور كوبري بنها.