القاهرة 1/2102 لا أصداء في الذكري، لا الليل حلَّ لا السرابُ كانَ، لا الضوء أتي كانت الذكريات تسري، الذي كانَ لم يكن، المياهُ تجري فعلاً والذي كان ذكري، لم يكن أبداً تنحلُّ أصواتُنا في الهواءِ، ونتلاشي في الأعالي. لا أصداء في الذكري، الليل حلَّ نجومُ النهارِ لم نعُدْ نراها، خَفُتُ الصوتُ وضاعت الذكري، صدي عائدٌ من الدنيا، ذاهبٌ إليها. القاهرة 22/1/2012 القاهرة 2/2102 تشدّنا الأنهارُ إلي المصبّ فيما نحنُ نسري كالغيومِ في الذكري نعوي قليلاً ثم نرتاح كانت أيامُنا أوهاما والصدي في الطريق يرنُّ. ثم نعودُ عطشُ الماضي يلوحُ جوعُه، عريّه، التيهُ في الليل والنهارِ، ثمّ تلك الوجوهُ تلوحُ من هناك كم من السنوات مرّت غير أنها، غير أنها تشدّنا إلي المصبّ فيما نحنُ نسري كالغيومِ في الذكري. القاهرة 25/1/2012 أنا من أرض كلكامش لم تكُن تريدنا الحياةُ، هذه المسرّة العسيرة، آلامُنا تلوكنا علي الطريق، ونحن عُراة، يضيّقُ الموتُ حياتَنا، نجرّ الظلالَ خلفنا، كمن يمزّق الغيومَ، كمن يجرجر الرياحَ لكي تلقي برملها بأفواهنا، لكي نكونَ عمياناً علي دربنا، أنا أنوحُ أغنية الطريق أنوحُ السيرةَ اليسيرة الذكري التي كانت من التلال تلوحُ اليد الصادية والرؤي، تبدو كقومٍ بلا مأوي، حفاةً، والطيطوي في الفضاء، فوقهمُ أنا من أرض كلكامش سيرتي ناقصة، اسمي في التراب مدفون لا يد لي لتلوّح، لا لسان ولا فم لينطق أسيرُ بكل أثقالي أنوحَ المدنَ القديمة الأغاني التي علقت أطرافها علي يابس الأغصان الزمهرير بيتي والذكريات هي كل ما أملكه من حطامها، هذه الدنيا. الدارالبيضاء 16/2/2012 لحن صغير لا أرض لي لكي استقرّ، لا مأوي لكي أعودَ لا غصن لكي أحطّ كنتُ أسيرُ حقاً إلي الذكري اليدُ وقد حملت اضمامة الأشواق القلبُ وقد تهرّأ العشُّ وتاهَ الطيرُ الذي كان فيه. كنتُ أسيرُ حقاً، لا طعمَ للراحِ والليلُ أضحي يحلُّ في كل وقتٍ لا أرض للذي فيّ إليه تاقت الذكري ولم يعد يلوحُ له شيءٌ فأضحي لحناً صغيراً في الأغاني القديمة. 3/3/2012 مسقط كان يعرفُ أنها ذكري كان يعرفُ أنها ذكري طيفاً يمرُّ، تعبرُ الريحُ الرملُ يهمي، والرؤي التي لا تبينُ، تنتهي إليه عندما يعودُ من جديدٍ إلي ذات المكانِ، الساعاتُ تحطمت والأيامُ تاهت، كان يعرفُ أنها ذكري. 5/3/2012 لم يعُد لي غير الحصي كانت الذكري غباراً يعلو في الهواء وكنتُ كذئبٍ، أراوغُ الإنحدارات لكي أنتهي إلي الظلّ، لكي أقيءَ محصولَ الطعامِ، وأمضي، فلم يعُد لي هنا غير الحصي، ألوكها وأمضي كظلِّ ظلّ. كانت الذكري في الهواء تلوحُ وكنتُ الذي أضاعتهُ السنواتُ فراحَ ينأي وينأي كنتُ ذكري. الرياض، 81/3/2102 كلامُ الصامت لمن يكلّمُ الصامت نفسَه في الأحلام سارياً بلا لحنٍ وكلُّ ما لديه من الأوهام تالفٌ والصدي، حتي الصدي، لم يعُدْ يأتيه طائعاً فيبقي حبيس الإنتظار، علي أمل أن تسمعهُ الوحوشُ، الظلُّ يأتي إليه من مكانٍ بعيدٍ فيغفو قليلاً، لكنها تعرّجات الطريق التي تخطو أقدامُه عليها كان خفّه اليأس، الندبَ بصمتٍ حتي تضيق الطريق. بيروت 2/1/2012