أخبار الأدب: لدينا أدباء من كافة المدن الفلسطينية، وهذا يدفعنا للسؤال: هل الخطاب الثقافي موحد فعلياً؟ هل التمثيل هنا تمثيل رسمي أم ثقافي أم ماذا؟ فيصل دراج يرفع يده: أنا مستقل. غسان زقطان: ربما تكون ميزة هذا الوفد أنه لم تؤخذ فيةحسابات فصائلية ولا جغرافية وإنما ثقافية. بجانب هذا، لا أظن أن هناك وحدة للخطاب الثقافي ولا ينبغي أن تكون. سوف نخسر في هذه الحالة تعدديته وتجريبه وعمقه. الثقافة ليست إطارا ولا حزباً. في هذا الوفد وجهات نظر ثقافية متعددة، حول نمط الكتابة وزاوية النظر. أظن أنه من الضروري الإشارة لقضية اساسية، ففي العقد الذي تلا النكبة الفلسطينية، كان الحفاظ علي الهوية الفلسطينية مهمة المثقفين الفلسطينيين حتي تم انطلاق منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا هو الإنجاز الاهم في قضية الشعب الفلسطيني. المنظمة كانت هي الوطن الذي وحد الفلسطينيين من الجليل الي مخيمات لبنان الي المهجر. ما تحدث عنه ابو مازن كان العودة الي هذا، البيت بعد مغادرته منذ عشرين عاماً، ومن هنا يأتي التفويض الشعبي الذي يجمع عليه الفلسطينيون، بأقلية هنا أو هناك، ولكن أغلبية الفلسطينيين يرون أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأية محاولة لاختراقها سواء من حماس أو حزب التحرير، وأنا أسمي الأشياء بأسمائها، هي محاولة لشق هذا البيت وهدمه. محمود عباس أعاد الفلسطينيين لهذا البيت، وهذا شيء ضروري وأساسي. هذه هي أهم قراءة لهذا الخطاب. عاطف أبو سيف: من المرعب أن نتشابه جميعاً. التنوع أساس الثراء. وإذا أعدت صياغة الاجابة فأقول أنه ثمة اختلاف وتنوع في مواقف الفلسطينيين السياسية، ولكن هناك نوعا من الوحدة الثقافية في العالم المجازي الافتراضي في الرواية والشعر. لو افترضنا أن هناك روائياً من الحماس، لو ظهر في التليفزيون واخذ يتحدث في السياسة فسوف »أقرف« لانه يستخدم خطاب ردح والسب والشتم والتخوين والتكفير، ولكنّ في عالم الثقافة اذا تحدث عن الهوية الذاتية والاحلام وفلسطين فسوف اشعر بالتعاطف معه. ثمة وحدة في عالم الاحلام الفلسطينية. أستاذي الذي كان يدير عملية تطوير المناهج التعليمية أخبرني عن لقاء تم بينه وبين بروفيسور إسرائيلي، قال له الاسرائيلي:»سوف اعطيك دولة في غزة والضفة، والقدس كلها ايضا، بشرط واحد، أن تطلقوا في منهجكم علي مدينتكم اسم « يافو« وليس اسمها العربي »يافا«. صعق أستاذي وقال له لا تحلم أن يأتي فلسطيني يفعل ذلك. بمعني أن ثمة اتفاقاً في العالم المجازي بيننا جميعاً، ولكن الموقف السياسي اجتهادي. أنا من انصار الحل المرحلي الذي تحدث عنه يحيي يخلف. عندما سئلت جدتي: »مارأيك في اوسلو؟« قالت:» إذابتطلعنا نعيم فانا مع اوسلو«. ولا مرة تنازلت الناس عن الاحلام. في نفس الوقت فأنا ارتعب من الاحلام الطوباية الكبيرة. لا نستطيع تحرير فلسطين ونحن نعيش تحت الصفر. أريد هنا الإشارة إلي أن الأدباء الفلسطينيين الأسبق جيلاً قد حموا هذا الحلم الفلسطيني في مخيلة الكتابات، في الشعر والرواية، وبالمناسبة فالفلسطينيون لا يعرفون مدنهم الا من خلال الروايات، الحياة تبث في فلسطين قبل 48 عبر الروايات الفلسطينية. تجد يافا عند احمد عمر شاهين، فلان يكتب عن قريته وفلان عن مدينته. دور الاديب الحفاظ علي هذه الذاكرة الي ان يأتي الوقت ويستطيع تحريرها. تحرير فلسطين من النهر للبحر لم نستطع تحقيقه، ولكن هذا لا يعني أن حقنا في الوطن قد انتهي. لا توجد اتفاقيات مقدسة ولكن توجد حقوقاً مقدسة. صلاح الدين الايوبي نفسه وقع اتفاقية مع الصليبيين. أعتقد أن الأدب الفلسطيني قد نجح وامل انه سينجح في الحفاظ علي ذلك. ان يشعر المرء بأن هناك شيئا ناعما سيأتي أمام عينيه.