أعيش رواية الشعب الفلسطيني المفتوحة .. ولا يجوز أن ننسى البطولات الإنسانية في تاريخنا الروائيون العرب هم مؤرخو القرن العشرين بسبب الرقابة على المؤرخ التقليدي كوني عربي أو مسلم لا يمنعني من الانفتاح على الثقافات والتحاور معها النقد العربي كان دائما نوعا من الصدى للمدارس الأجنبية لكن هناك بعض الصدى المبدع حوار: رشا حسني بخلاف الكثير من النقاد والمفكرين العرب المنفتحين على الثقافة الغربية لا يزال الناقد الفلسطيني الكبير دكتور فيصل دراج مؤمنا بقيمة التراث النقدي العربي في دفع حركة النقد المعاصرة ..هو لا ينتصر لتلك الفكرة بدوافع انفعالية فهو لا يقدس التراث وانما يراه جديرا بأن يحتل مكانا يستحقه في الذاكرة العربية . تبقى “الهوية “هي شاغله الأول كما يتبدى في مؤلفاته والتي كان آخرها هذا العام كتابي ” رواية التقدم واغتراب المستقبل” و”الهوية ,الثقافة,السياسة:قراءة في الحالة الفلسطينية”. وفي الحوار مزيد من التفاصيل. * · إلى أي حد يعتمد النقد حاليا على حركة الترجمة؟ النقد يعتمد على الترجمة بشكل ما، ليس فقط في الفترة الأخيرة وانما ايضا منذ البدايات ويمكن أن نعتبر النقد العربي حاله حال المسرحية والرواية والسينما نوعا من الكتابة الوافدة، ودور النقاد العرب هو تمييز أو تخصيص أو تطبيق هذه النظريات على الأدب العربي فعندما ولد هذا النقد في مطلع القرن العشرين عند الفلسطيني روحي الخالدي في كتابه الشهير ”تاريخ الأدب وفيكتور هوجو والعرب ” كان عمليا يترجم مقولات فرنسية يطبقها على الشعر العربي ولم يكن حال المازني والعقاد في الثورة النقدية الشهيرة مختلفا لأنهم استعاروا المدارس الانجليزية والفرنسية كما جاء طه حسين بديكارت ومحمد مندور ولويس عوض بالأفكار الماركسية ثم جاءت الوجودية في الخمسينات والبنوية في السبعينيات ، التفكيكية في الثمانينيات حتى اليوم . النقد العربي كان دائما نوع من الصدى للمدارس النقدية الأجنبية لكن هناك بعض الصدى الذكي والمبدع وآخر لا يتعدى كونه نوعا من المحاكاة الصماء. * · اذن مادمنا نعتمد على النقل بشكل أساسي، فما هي العوائق التي تمنعنا من إنجاز إبداعنا الخاص؟ بالتأكيد المعوق ليس هو العقل العربي فهو كغيره من العقول الانسانية الأخرى ولكن هناك أمران الأمر الأول والأساسي هو المناهج التعليمية سواء في المرحلة التي تسبق الجامعة أو في الدراسات الجامعية فما يدرس هو غالبا تقليدي وقديم يساعد على تشكيل عقلية اتباعية غير مبدعة . مايسمى النقد الأوروبي هو محصلة لمعرفة تراكمية طويلة داخل أوروبا من الفلسفة وعلم اللغة وعلم الاجتماع والدراسات المقارنة ، هذا التراكم الثقافي الذي أوجد رولان بارت على سبيل المثال او جورج لوكاش غير موجود في الجامعات العربية ولذلك فحتى عندما ينقل النص الأجنبي الى اللغة العربية لايستطيع الناقد العربي فهمه بشكل دقيق . في ظل ما يتبدى من تقدم في مسارات الابداع .. ألايمكن اعتبار النقد التطبيقي خطوة للوصول الى النظرية ؟ بالضبط أنا أرفض كليا فكرة أن العقل العربي غير مبدع فهناك نقاد مبدعون وهناك أيضا روائيون مبدعون لكن امكانية الإبداع النقدي لا يمكن أن تتأتي عن طريق تقديم شيء نظري كليا وانما تأتي عن طريق التطبيق .أهمية طه حسين لم تأت لأنه قرأ ديكارت فبإمكان أي إنسان أن يقرأ ديكارت لكن طه حسين طبق ما قرأه على المتنبي وغيره. من خلال هذا التطبيق تتبدى امكانية ابداع نظري جديد . * · ألا ترى أننا نعيش حالة انبهار بالتحدث النظرية العربية دون النقد التطبيقي؟ برأيك ما سبب ذلك؟ لسبب بسيط هو أن هناك دائما علاقة جدلية بين النظرية والتطبيق و الخطأ الذي يقع فيه النقاد عندما يتم التطبيق انطلاقا من النظرية كما هي دون فهم المعطيات الثقافية العربية عندها نصل الى تطبيق عقيم . عندما نقوم بتنظير الأدب بدون معرفة نقدية فإننا أيضا لا نصل إلى شيء فالنقاد الذين أبدعوا هم الذين جمعوا مابين المعرفة الأوروبية والتطبيق العربي طه حسين ، جابر عصفور ، سعيد يقطين، بعض نصوص كمال أبو ديب .فهناك إبداع عربي لكنه يتطلب امتلاك الثقافة الحديثة على مستوى النقد الأدبي و معرفة الواقع الثقافي العربي ونوع من الرهافة في التطبيق مع الانزياح عن المعايير الأوروبية باتجاه معايير خاصة بنصنا العربي . * · لكن يبدو لنا أن هذا التميز يتعلق بفروق شخصية ترتبط بانجاز كل ناقد وحده دون أن يتبلور في صورة تيارات نقدية هي جهود فردية تماما غير متكاملة أحيانا ومتناثرة وغير مستمرة ربما كان هذا عائق آخر نتيجة لغياب الحوار وغياب مركزية العمل النقدي ، يعني حتى الآن لا توجد مجلة عربية واحدة تضم جهود النقاد العرب ، لا توجد مؤسسة علمية تهتم فعلا بالنقد العربي وتوثيقه وتطويره يسهم في ذلك أيضا عدم الاعتراف الجدي بالنقد الأدبي فكثيرا ما نلاحظ ان كثيرا ممن يبدأون حياتهم بالنقد الأدبي سرعان ما يذهبون مباشرة الى اتجاه آخر كما لو كان النقد الأدبي وحده لايكفي أو لا يعطي صورة جادة لمن يهتم به . لكن بصورة عامة أؤكد على ضرورة الحوار و دعم المؤسسة العلمية النقدية المنظمة المتراكمة وقبل كل هذا المناهج التعليمية فلايمكن أن يأتي مدرس ليعلم الطلاب وفقا لمناهج تقليدية عقيمة ثم ينتج طالبا نجيبا الا في حالات استثنائية . * · هناك فجوة في النقد التطبيقي برغم مايبدو ظاهريا من انتعاش الابداع الأدبي والروائي العربي على وجه الخصوص ..ما السبب؟ النص الإبداعي العربي ان كان شعرا أو رواية هو سابق ويتجاوز الجهود النقدية القائمة الآن , الأمر الآخر أن معظم النقد هو نقد موسمي فهو ماركسي في الستينيات وبنيوي في السبعينيات وتفكيكي في الثمانينيات وهذا يعني أنه نقد غير جاد اضافة لكونه نقدا انطباعيا . الأمر الأكثر مأساوية هو الانزياح الكامل للنقد الأكاديمي من المستويات العلمية الراقية كالجامعة والمؤسسات إلى مستوى الإعلام . حاليا الصحيفة اليومية هي الناقد الأدبي الأكبر ،جيد ان تقوم الصحافة بتقديم فكرة ما ولكن عندما يتحول النقد العربي ككل الى الصحافة اليومية فهذا يعني انهيار النقد . * · ثمة وجه آخر لهذه الظاهرة فالنقد الأكاديمي في كثير من الاحيان يستخدم مصطلحات جامدة ويتوجه نحو قاريء متخصص . فلماذا لاتعتبر ما تقوم به الصحافة الثقافية جهدا اضافيا لصالح النقد ؟ الصحافة الثقافية تلعب دورا مهما طبعا فيما يتعلق بالتعريف أو بالتكريم ..فأنا عندما أريد توجيه تحية لعمل مبدع أكتب بالصحافة لكن هذا بالنهاية عمل محدود لا يكفي ، ينبغي ان يكون هناك عمل مؤسسي لكن الجامعة ليست هي هذا المكان و لا يوجد مراكز أخرى وبالتالي فقد أصبح النقد بشكل عام نقدا استهلاكيا .ويبقى النقد الجاد محصورا فيما يقدم من كتب نقدية يكتبها نقاد جادون لكن بشكل عام هو نقد مأزوم . * · مع أهمية الترجمة وتعدد ماينقل عن النظريات النقدية الغربية كيف يمكن تجنب الاشكاليات التي تثار عند نقل المصطلح النقدي في ظل المخاوف التي نبهت اليها نظرية التبعية الثقافية ؟ لا أميل الى كلمة “التبعية ” في اطار النقد الأدبي هناك تبعية اقتصادية سياسية لكن أن ننسى تلك المجالات ونلصق التبعية بالنقد الأدبي أظن ذلك إشارة الى ضيق الأفق فثمة كونية في المعايير بشكل او بآخر هناك جهد انساني متراكم في الفلسفة والنقد الأدبي وغيرها من العلوم الانسانية .مايمكن ان نقوم به هو التخصيص بمعنى كيف نقرأ هذه الرواية أو تلك ونطبقها على نص عربي ، هنا يبرز عامل أساسي :لا يمكن لأي ناقد مهما بلغت درجة معرفته بالنظريات النقدية الأوروبية أن يأتي بتطبيق نظري متماسك ان لم يكن يعرف الثقافة العربية المعاصرة في القرن العشرين ونقاط القوة والضعف فيها وكيف تشكلت الوجوه المشرقة فيها وما أبرز الأسماء و الحوار الذي دار بينها . الناقد الأدبي ليس هو من يقرأ نص ويكتب تعليق عنه وإنما ينبغي أن يكون قد قرأ السلسلة الروائية العربية كاملة منذ “زينب ” وان يكون قد اطلع على مسار الثقافة العربية منذ تشكل الرواية والنقد منذ بداية القرن الماضي إلى اليوم . من السخف أن تكون العلاقة بين ناقد ونص ، هذا كلام ليس له أي معنى هناك سلسلة روائية عربية تشكلت منذ نهايات القرن التاسع عشر إلى اليوم والنقد الأدبي ينبغي أن يرصد ما هي الفروق في هذه السلسلة ماذا أضيف وماذا حذف وماذا تساقط بهذا المعنى تصبح النظرية الأوروبية هي مجرد إضاءة أما الجسم الحقيقي فهو معرفة التاريخ الإبداعي العربي والثقافة العربية وبدون معرفتها لا يمكن أن ننتج نقدا حتى لو تسلحنا بجميع النظريات النقدية الأوروبية . * · ألا نخطيء في تعاطينا مع النقد العربي ككتلة واحدة بينما هناك تمايز واضح بين المدرستين المشرقية والمغاربية في النقد ؟ النقد العربي في الأصل لا يوجد ككتلة واحدة ما ينشر في المغرب يظل في المغرب . أنا كناقد أعيش بين دمشق وعمان أواجه صعوبة في أن أحصل على نص مغربي ان لم ينشر في بيروت .إذن هناك المناطقية الجغرافية على مستوى النقد . الأمر الثاني هو اختلاف المدارس، المشرقيون عادة يميلون الى مزج النقد الأدبي بعلوم أخرى كالاجتماع والسياسة و أن يربطوا بين التاريخ والابداع في حين يميل معظم الأخوة المغاربة الى الدراسة الشكلانية التي تضع التاريخ جانبا .هناك اختلاف في المنظور وفي النهاية لا يمكن التحدث عن نقد أدبي موحد . حتى الآن هناك محاولات فردية لايوجد نقد أدبي عربي ولكن هناك مساهمات متميزة فردية . ما الذي يحول دون تنظيم هذه الجهود الفردية لتلتئم معا ؟ مشكلتنا الأساسية أن النقد العربي للأسف لا يعتد بالتراكم .جميع الندوات التي تناقش قضايا نقدية تكرر أسماء غربية بعينها .لا احد يتذكر رواد عرب آخرون أثروا بمقادير مختلفة في مسار النقد ..لا أحد يشير الى طه حسين ولا الى انسان كان له مشروعه النقدي مثل محمد مندور لا أحد يتعامل بجدية مع لويس عوض لا احد يتوقف امام ناقد رهيف مثل يحي حقي . نحن نتعامل مع تراثنا النقدي بنوع من الاستصغار الذي لايجوز ..هناك تراكم نقدي وحتى هذا النقد الذي بدا لنا بسيطا بالماضي علينا ان نسعى لترهينه بأن نقرأه ونسعى لتطويره وندرك أننا استمرار لنسق نقدي عربي بدأ في القرن العشرين واستمر الى الآن .المشكلة أننا نحتفي بكل ما هو وافد ونهمش بل نستصغر ما هو قادم من التراث . *البعض يرى أن “التراث” اصبح هاجسا يطارد المثقف العربي وكأن الامة العربية وحدها هي التي تملك تراثا فما تعليقك؟ أولا يجب أن نميز بين التراث والماضي فالعرب مولعون بالماضي لا بالتراث لأنهم لو فهموا معنى التراث لتعاملوا معه بصيغة المتعدد لا يوجد تراث عربي واحد وانما اشكال متعددة للتراث . الأمر الآخر أن الزمن الذهبي الحقيقي الوحيد في تاريخ الشعوب هو الحاضر ينبغي الانطلاق من الحاضر ..نقرأ الماضي وننظر الى المستقبل انطلاقا من قضايا الحاضر فالماضي لا أحد يعرف ما كان بالضبط والمستقبل بعيد.. ما ينبغي التعامل معه فعليا هو الحاضر نقرأ التراث ونقوم بترهينه ولكن لا يمكن قراءة القضايا الجديدة بمعرفة قديمة بل المفترض أن نقرأ القديم بمعرفة جديدة من هذا المنطلق نقبل شيئا من التراث ونرفض شيئا آخر .نقبل منه ما يتكون من خلال هذه القراءة الجديدة للماضي أما أن نأخذ الماضي ونطبقه على قضايا الحاضر فهو نوع من العقم المطلق . * وما دلالة ذلك التوجه المشغول بالهوية الثقافية في ظل العولمة ؟ تكوين هوية ثقافية لا علاقة له بالعولمة. صحيح ان العولمة أدخلت مفاهيم جديدة وسعت لتوحيد العالم و إلغاء المسافات ولكن التحدي هنا هو تكوين هوية ثقافية قابلة للحياة فاعلة وعقلانية الهوية الثقافية العربية تتكون في الداخل وشكل تكونها هو الذي يحدد اذا ما كانت ستهزم أمام العولمة أم تصمد . الهوية لا تتكون من عنصر واحد فأنا عربي مسلم لكن العروبة والاسلام لا يمنعاني من الانفتاح على الثقافة العالمية والحوار معها حتى مواجهة العدو تحتاج الى تعددية العناصر المكونة للهوية العربية تلك التعددية هي التي تمنحها القوة والفاعلية . أرفض أن أختصر الى إنسان عربي فقط لأني عربي مطلع على ثقافات اخرى وأرفض أن أختصر في كوني مسلما لأن الدين هو مسألة شخصية . ينبغي أن ندافع عن هوية متعددة العناصر تكون قادرة على محاورة هذا العالم الذي نعيش فيه . *في كتابك “ذاكرة المغلوبين ” أكدت ضرورة التمسك بالهوية الفلسطسنية و تتبع مسار الوعي الوطني ..كيف يتمسك الانسان بهوية مهزومة ؟ اخترت لهذا الكتاب أولا عنوان “ذاكرة المهزومين ” لكني وجدت وقع كلمة الهزيمة أليما ..لكن ان يعترف الانسان بهزيمته يعني أنه واع بها وبأسبابها ويرغب أيضا في تجاوزها . هل ما تقوله ما حكيته عن ضرورة احترام التراكم في حقل النقد الأدبي العربي وتكوين ذاكرة تحفظ هذا التراكم يطبق أيضا على الفلسطينيين . نحن نقاتل ونقاتل كثيرا لكن ذاكرتنا ضعيفة فمنذ مطلع القرن الماضي كان هناك مثقفين عالجوا الصهيوينة ونبهوا لمخاطرها وكيفية مواجهة الشعب الفلسطيني لها لكن أحدا لم ينتبه اليهم . لايجوز أخلاقيا أن ينسى الفلسطينيون البطولات الانسانية في تاريخهم ..ينبغي أن نؤكد دوما على الذاكرة لأن الذاكرة تتحول الى قوة معنوية وأخلاقية ووطنية هائلة . إنسان بلا ذاكرة لا يستطيع أن يقاتل .. أنا أدافع عن الذاكرة كقوة محررة سواء كان ذلك في الشأن الفلسطيني أو في شأن الثقافة العربية بدءا من الطهطاوي حتى اليوم . * قلت في كتابك ” الرواية وتأويل التاريخ ” ان المؤرخ يهمش تاريخ المستضعفين أما الروائي العربي فهو يصحح ما جاء به المؤرخ ماذا قصدت بذلك ؟ الروائيون هم من سجلوا التاريخ العربي في القرن العشرين ليس لأن المؤرخين قصروا باختيارهم و إنما بسبب الرقابة السلطوية . المتخيل الروائي يسمح للكاتب بأن يسجل ما يريد وبالتالي فنحن نقرأ الواقع المصري كما تكون فعلا في مرحلة عبد الناصر والسادات واليوم من خلال الرواية المصرية وليس من خلال ما كتبه المؤرخون وهذا يصلح أيضا للتعميم على الدول العربية الأخرى ويعود ذلك الى سببين : أولهما مفهوم الاغتراب ..لماذا يمارس الانسان العربي من الحقوق ما يقل عن غيره ؟ وهذا السؤال طرحته الروايات العربية .سؤال الهوية والآخر وغيرها من التساؤلات جعلت الروائي العربي مسكونا بسؤال الواقع وتشكل الواقع وبحثه عن هذا الواقع الذي ينتج الاغتراب باستمرار جعله مؤرخا ليس هذا فحسب بل جعله أيضا يستدرك ما لايستطيع أن يقوله المؤرخون . النقطة الثانية هي أن الشعوب المضطهدة عامة تبحث عن الأسباب التي أدت الى هزيمتها مما يجعل التاريخ عنصرا داخليا في أعمال محفوظ والغيطاني و التكرلي وهدى بركات وغيرهم وهذه الظاهرة ليست قاصرة على الأدب العربي فحسب وانما نجدها في الأدب الأفريقي عموما . * · بعد هذه الرحلة النقدية الممتدة ..متى تكتب روايتك ؟ أنا أعيش رواية الشعب الفلسطيني وهي رواية مفتوحة ..كتبت نوعا من السيرة الذاتية المضمرة في كتابي الأخير ” رواية التقدم واغتراب المستقبل ” لايزال عندي بعض المشاريع المتعلقة بالنقد الأدبي والهوية وىمل أن أجد الفرصة لكتابة الرواية فيما بعد عن ذاكرة المغلوبين أيضا .. * · غياب عاصمة مركزية للثقافة العربية الآن هل أفاد ام أضر بالواقع الثقافي العربي ؟ من المفترض أن يكون هناك تكامل، أن يكون هناك مركز وفروع وأن يجري حوار حي نشط واعتراف متبادل بين المركز والأطراف . بالنسبة لي المركز دائما هو “القاهرة ” والمفترض أنه انطلاقا من هذا المركز يتم ضبط الحوار مع الاطراف لكن القاهرة أحيانا هي في صعود وأحيانا هي في وضع مأزوم ربما اكثر مما حولها فاذا كان المركز مازوما فما بالنا بالفروع . * · في فترة سابقة كان ذلك متحققا وكان لصالح الثقافة العربية بشكل عام فهل تراه متحققا حتى الآن؟ . لا أرى مستقبل الثقافة العربية ولا مستقبل النقد العربي بمعزل عن مستقبل مصر .هناك حركات نشطة ومثقفين فاعلين في مصر لبنان وسوريا والمغرب وغيرها من الأقطار العربية لكن التاريخ علمنا أن الصعود العربي على جميع المستويات يبدأ وينتهي بمصر .