تمر اليوم 156 سنة على افتتاح قناة السويس، ففي صباح السابع عشر من نوفمبر عام 1869، كانت مدينة الإسماعيلية تقف على أعتاب لحظة ستغير وجه العالم، إعلان الخديوي إسماعيل افتتاح قناة السويس. المشروع الذي امتد لعشر سنوات كاملة، واستعادت مصر به مكانها في قلب العالم. والحكاية لم تبدأ في يوم الافتتاح بل قبل ذلك بسنوات طويلة، فما هي التفاصيل؟ قصة شق قناة السويس تعود البذرة الأولى لفكرة شق برزخ السويس إلى عصور قديمة، لكن المشروع الحديث وضع على الطاولة مع وصول المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس إلى مصر، مستندًا إلى علاقة قديمة جمعته بأسرة محمد علي. في عام 1854 حصل دي ليسبس على أول فرمان يسمح بتأسيس شركة عالمية لشق القناة، وفي 1856 صدر فرمان آخر يحدد حقوق الشركة وامتيازها لمدة 99 عامًا. لكن الطريق لم يكن ممهدًا؛ فقد واجه المشروع اعتراضًا عنيفًا من بريطانيا، التي رأت في القناة تهديدًا مباشرًا لطريقها البحري حول رأس الرجاء الصالح، كما اعترضت الدولة العثمانية في البداية، قبل أن تتراجع تحت ضغوط أوروبية متشابكة. وانطلقت أعمال الحفر سنة 1859، ليبدأ واحد من أعقد المشاريع التي شهدها القرن التاسع عشر حيث امتد الحفر ما يقرب من عشر سنوات، واستخدمت فيه مزيج من العمالة اليدوية وأول تجارب الماكينات الحديثة، وشارك فيه عشرات الآلاف من المصريين، بينهم من عملوا بالسخرة في سنوات المشروع الأولى. ما الذي أضافته قناة السويس لمصر والعالم؟ كان افتتاح قناة السويس انقلابًا كاملًا في جغرافيا التجارة. فقد قصرت المسافة بين أوروبا وآسيا بشكل غير مسبوق، وأصبحت مصر نقطة مركزية في الخريطة الاقتصادية العالمية. بالنسبة للعالم، فتحت القناة الباب أمام موجة جديدة من العولمة المبكرة، بعد أن ربطت الموانئ الكبرى بخط ملاحي واحد أما بالنسبة لمصر، فقد كانت القناة سلاحًا ذا حدين، منحت الخزانة المصرية إيرادات ضخمة، وفتحت الباب لتحديثات عمرانية هائلة قادها إسماعيل، لكنها في الوقت نفسه زادت من حجم الديون الأجنبية، ودفعت القوى الكبرى إلى التدخل في شؤون البلاد بدرجات متصاعدة. لكن رغم كل ما أحاط بها من صراعات، بقيت القناة حتى اليوم واحدًا من أعظم الإنجازات الهندسية في التاريخ، وممرًا يعبر منه نحو 12% من تجارة العالم. حفل افتتاح قناة السويس، قصة تجمع ملوك أوروبا على أرض مصر حين اقترب موعد الافتتاح، أراد الخديوي إسماعيل أن يجعل من الحدث إعلانًا عن ميلاد مصر جديدة، أقرب إلى أوروبا في عمرانها وفنونها، وأوسع نفوذًا في محيطها. دعا ملوكًا وأمراء ورؤساء حكومات من مختلف دول القارة، فكان الحدث أشبه بتجمع سياسي وفني لم تشهده مصر من قبل. وصلت الإمبراطورة أوجيني ملكة فرنسا، وضيوف من النمسا وبروسيا وإيطاليا والدولة العثمانية، واصطفت السفن في بحيرة التمساح في عرض احتفالي مهيب.
وأقيمت حفلات موسيقية ومأدبات كبرى، وافتتحت دار الأوبرا الخديوية في القاهرة في المناسبة نفسها تقريبًا، لتكون عنوانًا لمرحلة يريد إسماعيل أن يقدم فيها مصر كقوة حديثة قادرة على استقبال العالم. أوروبا تحدثت كثيرًا عن الحفل. صحف باريس ولندن وصفته بأنه احتفال القرن ورأى بعض الرحالة أنه المرة الأولى التي تظهر فيها مصر في ثوب دولة كبرى تستضيف العالم لا بوصفها أرضًا شرقية، بل مركزًا دوليًا لحدث استثنائي. وبعد أكثر من 150 عامًا على الافتتاح، لا تزال قناة السويس قلبًا نابضًا للتجارة العالمية. تغيرت أنظمة، وانهارت إمبراطوريات، وصعدت قوى جديدة، وبقيت القناة شاهدًا على أن موقع مصر كان وسيظل جزءًا من معادلة لا تتغير، الجغرافيا التي تفرض حضورها مهما تغيرت السياسات. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا