لا يحتاج المستمع منا إلى فراسته ليعرف أن الفنانة ريهام عبد الحكيم تربت بين جدران دار الأوبرا المصرية، فصوتها القوى وشموخها وتمسكها بطربها الأصيل يشى بذلك، ورغم أنها قليلة الإنتاج إلا أن ذلك لم يقف حاجزًا بينها وبين نجوميتها الكبيرة، بل زادها وهجًا ولمعانًا وباتت هى الاسم الأول الذى يتبادر إلى الأذهان عندما يتعلق الأمر بالطرب الأصيل.. هكذا وقفت ريهام أمام جماهيريها فى ختام مهرجان الموسيقى العربية الأخيرة، وهكذا قدمت ليلة لا تنسى تحمل اسم سيدة الغناء العربى. اقرأ أيضًا | ريهام عبد الحكيم تفتتح مهرجان الموسيقى العربية بأغنية «حلوة بلادي» هل دائمًا ما تقدمين أغنيات أم كلثوم فى حفلاتك؟ - أعتقد أنها أصبحت عادة تلازمنى وهى أن أقدم أغنية أو أغنيتين للسيدة أم كلثوم فى معظم حفلاتى ولكنى أميل للتغيير كل حفلة، فلا أكرر هذه الأغنية على الرغم من أننى أعشق «بعيد عنك»، فهى الأقرب إلى قلبى وتمسنى كلماتها وألحانها بشكل كبير للغاية، أيضًا «أنت عمرى» و«سيرة الحب». ولكن فى ختام مهرجان القاهرة السينمائى الماضى الذى كان يحمل اسم أم كلثوم فكان لابد من أن أقدم شيئًا يليق بهذا الحدث. وهل كانت مشاركتك فى هذه الدورة من مهرجان الموسيقى العربية مختلفة؟ - أشارك فى المهرجان من سنوات عديدة وكل عام تتجدد سعادتى وكأنها المرة الأولى التى أشارك بها إلا أن مشاركتى هذه المرة كانت مختلفة للغاية، فعلى المستوى العام اعتمدت هذه الدورة على أبناء المهرجان والأوبرا أعطتهم الفرصة الحقيقية التى كانوا ينتظرونها وهم يستحقون، أما على المستوى الشخصى فكنت سعيدة لأننى قدمت حفل الختام لهذا المهرجان العريق. وهل كانت مُرضية بالنسبة لك؟ - ردود الفعل على الحفلة كانت رائعة، وصلنى ردود فعل من كل فئات الجمهور، وصفحات التواصل الاجتماعى كانت مليئةً بتعليقات إيجابيه، بالإضافة إلى اختيارات الأغانى نالت إعجاب الجمهور وكان فيها تنوع كبير بين الأغانى الطربية والتراثية، كما كان المسرح رائعًا فاكتملت الصورة. كما أثنى الجمهور على «توليفة» الأغنيات التى اخترتها والتى ضمت أغانى لوردة وميادة الحناوى وماجدة الرومى مع تكثيف جرعة أم كلثوم. ما هى أكثر الأغنيات التى يطلب الجمهور سماعها؟ - الجمهور دائمًا يرى أننى أعيد له اكتشاف الأغنيات القديمة، فكثيرون يقولون لى إنهم أحبوا الأغنيات القديمة بسببى، ولهذا يطلب الجمهور سماع أغنيات أم كلثوم، ورغم سعادتى بهذا إلا أننى أصبح سعيدة للغاية عندما يطلب الجمهور سماع أغنية من أغنياتى الخاصة، لأننى فى النهاية فنانة وأسعى إلى أن أرى بصمتى الخاصة بعيدًا عما أعيد تقديمه من أغنيات قديمة. هل هناك خطة لتقديم أعمال جديدة الفترة المقبلة؟ - هناك خطة للاهتمام بالأغنيات السينجل، لأنها هى الرائجة فى وقتنا هذا، وبالفعل أنا فى صدد اختيارات عدد من الأغنيات الجديدة، بالإضافة إلى أننى أسعى للتعامل مع عدد من الملحنين الجدد إلى جانب أصدقائى من الملحنين ومن بينهم وليد منير، عمرو مصطفى الذى سبق وتعاونا سويًا، ولكننى أسعى لعادة التعاون مرة أخرى، وأيضًا الملحن عزيز الشافعى، مدين، ومن الشعراء تامر حسين الذى أود ن تجمعنا أعمال سويًا. هل تسعى ريهام لتغيير جلدها الفنى؟ - لا أسعى لذلك، فأنا أعى ما أقدمه وأعى دورى جيدًا كونى تربيت على الموسيقى العربية والفن الطربى الأصيل ولا أنوى تغيير ذلك، ولكننى أسعى لتقديم أعمال جديدة تمزج بين الأصالة وروح العصر والتطور وهذا يستدعى الدقة فى الاختيارات وهذا ما أسعى إليه الأيام القادمة.