ماذا يفعل هذا البابُ هنا؟ لاقَلْعَةَ لي لأسوقَ البحَر إليها وأُخبِّيء ظِلي في الصحراءِ يعود البابُ إلي أوَّلهِ أعْني شجراً يَعْلو في الذاكرةِ ودوراً للعصفورِ وفي الصحراءِ يصير الصمتُ مَنازلَ والأبوابُ دُخاناً هل تلمح بُرْجَ دُخانٍ فوقي ويداً من لهبٍ؟ لن أهَبَكَ مائي كيلا تحسَبَ نَفْسَكَ بحراً وتبعثر حين تسير السمكَ وجُثَثَ الغرقي لن أهَبَكَ صوتي كيلا تحْبِسَ في الايقاع شوارعَ ومَيادينَ.. وتُخْرِسَ في الغاباتِ عصافير الموسيقي هل تملك سِتَّ عيونِ أو سَبْعاً أو عَشرا لِتَري وتَري وتََري وتَري؟ أم تجلس كالتمثال علي كرسيٍ وتَضَيق عينا بعد الأخري لتَري العالم صوَراً والشاشات كشلالات ؟ ماذا تفعل بالعينين.. أظنّكَ ترحل مَخْفوراً بعَماكَ إلي داخِلك لكي تَتَسَلًّي وتَري سَحَباً خلف البحرٍ وراءك تَْعدو كي تُطْفئكَ وبنّتاَ بالعَيّنَينِ تَعٌض لكيَ تَخْتَرعَ اللغةَ الأولي لن أهَبَكَ عيني كيلا تُصّبحَ صقراً وتري كيف أهٌدًّ وأبْني وأدٌسّ جحوراً في الكلماتِ لكي أتَواري وأٌداري عَلمي.. وعناوينَ ظنوني هل قَرَرتَ أخيراً أن تَضَعَ اسْمَكَ وفضاءاتكَ في عرباتِ المِتْرو لتثرثر مثل الريح معي عن زَمَن الشعرِ ورايات العولمةِ وصيّادينَ علي أرْصِفَةٍ كبحيراتٍ يَرّْتاحونَ.. وعن فَتَيات الجيشا؟ أم ستظل تٌفاوِضُ صوَرَ الباشا وتَعُدُّ مقاعِدَ لم تَسْتَرْخِ عليها؟ لن أهَبَكَ ثوبي أو عنوانَ فَضائي أو كيساً تٌخْفي الغيمة فيهِ أو اسماً من أسمائي كيلا تَقْعدَ مثل نبيٍ مَنْفيٍ في المقهي لتَعْد ذٌنوبي وتٌحَدثَ كوباً أو طاوِلةً عن حاراتٍ لا يَعْرفها البحرُ.. وعن أيامٍ لا أبواب لها أو بَحّار في الأوراق يُطارِد حوتاً ويَرُصُّ بيوتا فوق الموجِ لكي يَسْكُنَها لن أهَبَكَ ظلي كيلا تَرْكض خلفي.. وأمامي كالشرطي وكيلا تَصْبح قًيْداً لي وتَسَجِّلَ في دَفْتركَ حروقَ دمي وتَجاعيدَ كلامي هل أنت من القاهرةِ كمَيدانِ التحرير.. وشاَرع شُبّرا أو أرْصِفَةِ المِتْرو؟ أم أنت غريبُ كالتُّفاحِ.. وعُلب التُّونَةِ والمنْدوب السامي؟ تَلْفنْ لي رقمي في ذاكرةٍ النيل يغوصٍْ ويطفو.. ومياديني لاحٌراس لها سأكونٌ هناكَ أٌ ثًرْثرُ كالمعتادِ عن الصحراء الكبري والمقّصوفينَ بعيداًَ وأحدَّث عنكَ دُخانَ المقهي وأجُالِسُ ظِلي.