القومي لحقوق الإنسان يعلن وفاة نجل مشيرة خطاب    التشكيل المتوقع لبرشلونة في موقعة إشبيلية في الليجا    شاهدة عيان على حادث مقتل سيدة في العمرانية: نطقت الشهادة قبل وفاتها    المشاط: البنك الدولي يعرض أولويات المرحلة المقبلة بمصر للتمويلات التنموية    تراجع إنتاج السيارات في بريطانيا لأول مرة منذ 7 أشهر    13 قتيلًا وأكثر من 50 جريحًا في تفجير انتحاري بباكستان    جبالي يلتقي رئيسي غرفتي برلمان جنوب أفريقيا    اليونيسف: نزوح أكثر من 16 ألف طفل بسبب فيضانات ليبيا    فرص عمل.. افتتاح ملتقى يوفر 9220 وظيفة بالإسكندرية الاثنين - الرابط وكيفية التقديم    سعر صرف الريال السعودي مقابل الجنيه خلال تعاملات 5 بنوك في أسبوع    تحرير 2368 مخالفة عدم تركيب الملصق الإلكتروني ورفع 64 سيارة ودراجة نارية متروكة    مدارس الأقصر تستقبل 300 ألف طالب في بداية العام الدراسي الجديد    غلق مخبزين لمدة شهر وتحرير 36 محضرا لمخابز خلال حملة تموينية بالبحيرة    مصرع شقيقين في حادث تصادم بطريق «بنها– المنصورة»    كيف يمكن الاقتداء بالنبي؟.. وكيل الأوقاف سابقا يجيب | فيديو    «الأوقاف» تفتتح 22 مسجداً اليوم الجمعة بالمحافظات    محكمة استئناف نيويورك ترفض طلب ترامب تأجيل محاكمته المدنية فى قضية الاحتيال    مقتل 3 سيدات جراء قصف روسي في مدينة "خيرسون" الأوكرانية    القاهرة الإخبارية: الأمم المتحدة تدعو للدعم العاجل للفارين من كاراباخ إلى أرمينيا    وصول أكثر من 2000 مهاجر يوميا إلى مدينة إل باسو الأمريكية الحدودية    تقرير: حظر التجارب النووية في العالم قد لا يستمر طويلا    متحدث التعليم: تفعيل الغياب الإلكتروني والزي الموحد لضبط العملية التعليمية    تشكيل برشلونة المتوقع أمام إشبيلية اليوم في الدوري الإسباني    موعد مباراة الزمالك وأرتا سولار الجيبوتى فى بطولة الكونفدرالية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 29 سبتمبر 2023 والقنوات الناقلة    بث مباشر لمباراة بيراميدز ضد الجيش الرواندي في دوري أبطال إفريقيا    نقيب المحامين: الإعلان عن تفاصيل مستشفى النقابة خلال الشهر المقبل    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 29 سبتمبر    بداية التوقيت الشتوي في مصر 2023 لغلق المحلات.. هل ستتغير الساعة؟    ئيس جهاز العبور الجديدة: تشغيل مركز الشباب بحي الكرامة قريبا.. وإقبال على توفيق أوضاع المناطق المضافة للمدينة    «تعليم الإسكندرية»: 2805 مدارس جاهزة لاستقبال 1.4 مليون طالب وطالبة لبدء العام الدراسي الجديد    الأرصاد: ارتفاع بدرجات الحرارة.. والعظمى تصل إلى 37 درجة مئوية    «التعليم» تكشف حقيقة تأجيل الدراسة ل7 أكتوبر المقبل    طارق الشناوي يكتشف خطأ في درس سميحة أيوب بالصف السادس الابتدائي: استسهال وسبهللة    نقل عنبة مؤدي المهرجانات إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية (صورة)    ختام مبهر لمهرجان الإسكندرية المسرحي ال13.. إعلان الفائزين بالجوائز    أنشودة سلام في ختام مهرجان سماع وملتقى الأديان على مسرح السور الشمالي    الافتتاح خلال أيام.. «الخشت»: جامعة القاهرة الدولية ستكون نقلة نوعية على مستوى التعليم    تفاصيل خطبة الجمعة اليوم: «مظاهر رحمة النبي بأمته»    كفر الشيخ: تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية داخل المدارس    جامعة الأزهر تشيد بجهود جمعية «أصدقاء لبن الأم المصرية»    سحب شوكولاتة شهيرة من الأسواق: فيها زجاج قاتل    «الصحة»: تقدم 4 نصائح يجب أتباعها في حالة الجرح أو الخدش من حيوان مصاب بالسعار    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي اليوم مجاناً أمام سان جورج الإثيوبي    نقيب الفلاحين: الكوارث الطبيعية أدت لزيادة الطلب على البصل المصري    الكتاتيب| نواة التعليم هنا تحفظ القران وتتعلم القراءة والكتابة    مبادرة «راجعين نتعلم» توزع الأدوات المدرسية على طلاب مركز ومدينة الشهداء    الدوري الإسباني| أتلتيكو مدريد يهزم أوساسونا في ليلة طرد موراتا    تعرض الفنان محمد فريد لوعكة صحية    وليد توفيق يهدي الشعب المصري أغنية جديدة بمناسبة انتصار أكتوبر (فيديو)    تعرف على موعد ومكان جنازة الفنانة نجاح سلام    علي أبو جريشة: الإسماعيلي يسعى لحل أزمة القيد قبل يناير    ربة منزل تنهي حياتها بحبة الغلة بسبب خلافات زوجية في الدقهلية    نيللي كريم: مسلسلات ال30 حلقة بتكون مش جاهزة.. ومنى زكي كسرت الدنيا في رمضان    فضل الصلاة على الرسول في يوم الجمعة    رئيس حزب الجيل يشيد برد الهيئة الوطنية للانتخابات على الادعاءات الكاذبة    رحلة "شمس" الأولى.. طبيب مشارك في واقعة الولادة داخل القطار يكشف التفاصيل    سمر ششة تكشف عن دورها في «جايبة العيد» على نتفلكس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
سؤال الهوية ولم الزبالة؟
نشر في أخبار الأدب يوم 08 - 08 - 2011

لا شك أن مليونية 29 يوليو في ميدان التحرير سوف تعتبر علامة فارقة في تاريخ الثورة المصرية، إذ أنها أوضحت الحضور الطاغي للتيار الإسلامي الذي ظل مهمشا إلي درجة كبيرة منذ أن نجحت القوي الشبابية واليسارية والليبرالية في حشد الجماهير لتخرج بالملايين في الأسابيع الأولي من الثورة.
وقد كان لي حظ النزول إلي الميدان في ذلك اليوم والتواجد بين المتظاهرين والاستماع إلي بعض الخطب التي ألقيت من منصات مختلفة، وقد وجدت في الكثير مما رأيت وسمعت ما أسعدني، ولكن كان هناك أيضا الكثير الذي أزعجني.
ما أسعدني هو أنه بالرغم من التخوفات العميقة من اصطدام الإسلاميين باليساريين والليبراليين والشباب الذين كانوا يحتلون الميدان لأسابيع طويلة اتسمت المليونية بطابع سلمي ولم تحدث مصادمات تذكر. كما سعدت بتواجد الآلاف من الشباب السلفي الذي أتي من كل حدب وصوب لكي يعبر عما يريده وما يقتنع به، وهو تطبيق شرع الله، ولكي يؤكد أن الانتخابات والديموقراطية هي وسيلته لتحقيق ذلك.
ولكني انزعجت بشدة من ضحالة الخطاب الإسلامي برمته، والسلفي منه بشكل خاص، كما تبدي في الخطب التي ألقيت من المنصات المختلفة، إذ أنها لم تتعد التأكيد علي أهمية تطبيق الشريعة والحفاظ علي الهوية الإسلامية لمصر. ولم يكلف أحد من المتحدثين نفسه عناء الدخول في التفاصيل سواء تلك المتعلقة بما يعنيه تطبيق شرع الله أو كيف سيحل ذلك المشاكل العديدة التي تعاني منها البلاد.
علي أنني انزعجت بشدة أيضا من خطاب العلمانيين بعد المظاهرة ومن أحاديثهم في التليفزيون ومقالاتهم في الصحف، ولا أقصد هنا الاتهامات التي وجهت لقادة التيار الديني وخاصة قادة الإخوان بأنهم نكثوا وعودهم بعدم رفع شعارات دينية (وبالمناسبة، وحسب علمي، لم يوقع السلفيون علي أية عريضة يتعهدون فيها بعدم رفع شعارات دينية)، بل أقصد تلك النظرة الاستعلائية، بل الإقصائية، التي نظر بها الكثير من العلمانيين للشباب السلفي، فوراء الكثير من الاستهزاء من الجلباب السلفي القصير ومن اللحية المعفاة تكمن في رأيي نظرة استعلائية قاهرية للقادمين من الأرياف ونظرة طبقية للفقراء بشكل عام.
أنا لست أدافع عن فكر السلفيين أو عن أفكار تيار الإسلام السياسي بشكل عام، بل أري أن ذلك الفكر وخاصة فيما يتعلق بفهوم السلفيين عن الشريعة وتاريخها هو فكر متهافت متناقض. ولكني أدرك في نفس الوقت أن اللآلاف الذين وفدوا إلي ميدان التحرير في 29 يوليو نجحوا في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي متحضر. وأدرك أيضا أن هؤلاء مواطنون مصريون، وأن ما يجمعنا بهم أكثر وأهم مما يفرقنا، وأنه بناء عليه يجب أن نتحاور معهم ونجادلهم لا أن نخافهم ونزدريهم ونحتقرهم.
علي أنني أدرك أيضا أن مناقشة السلفيين وأصحاب التيار الديني بشكل عام لا يجب أن تدور حول سؤال الهوية والمادة الثانية وإسلامية مصر، بل يجب أن تتطرق لمشاكل الحياة اليومية التي تشغل المواطنين وتؤرقهم: من أزمة سكن، إلي تعليم منهار، إلي خدمات صحية مهترأة، إلي وسائل مواصلات مهينة. ويحضرني هنا تجربة الإسلام السياسي التركي، ذلك البلد الذي تتصارع فيه الهويات وتتجاذب. ولكن أسلاميي تركيا لم يلعبوا يوما علي وتر الهوية الرنان بل نجحوا في تقديم خدمات ارتفعت بمستوي معيشة الشعب وكان من أهمها نجاحهم بعد فوزهم في انتخابات بلدية اسطنبول عام 1994 وإيجادهم حلول لمشاكل انقطاع المياة والمواصلات والزبالة. ذلك في رأيي هو سر نجاح إسلاميي تركيا: إدراكهم أن القضاء علي مشكلة الزبالة أهم من التأكيد علي هوية تركيا، فهل يتعلم إسلاميونا منهم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.