تعديل المخططات التفصيلية لمدينة القرين بمحافظة الشرقية    رئيس البنك الدولي يؤكد الحرص على تعظيم أوجه الشراكة مع مصر    أخبار الأهلي : 3 تعديلات في ملعب التتش بفرمان من كولر    ليفربول يواجه أزمة تجديد عقود النجوم مع سلوت.. هل يرحل صلاح وأرنولد؟    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 5 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    الحكومة تكشف حقيقة تغيير التصميم الفني لجواز السفر المصري    قصف صاروخي يستهدف القاعدة الأمريكية في حقل كونيكو بشرق سوريا    جامعة قناة السويس تنظم دورة تدريبية حول أنظمة تشغيل الحاسب للموظفين والطلاب    بدء اختبار المتقدمين للالتحاق بمدارس التكنولوجيا وإتاحة الاستعلام عن مقر الامتحان    مباشر مباراة مصر ضد المجر لكرة اليد (0-0) في أولمبياد باريس لحظة بلحظة    لأول مرة.. بدء الدراسات العليا بالكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بقناة السويس    إنفوجراف| أسعار الذهب اليوم السبت 27 يوليو    تحرير 95 محضرا لمخالفات تموينية متنوعة في حملات على مراكز ومدن أسيوط    «الصحة»: إعادة توزيع الأدوية الراكدة وإصلاح الأجهزة المعطلة في مستشفيات سوهاج    "واشنطن بوست": ترامب ونتنياهو يلتقيان وسط توترات سياسية وشخصية    إعلام إسرائيلي: مقربون من وفد المفاوضات يؤكدون أن نتنياهو خطط للأزمة الحالية    حالة واحدة تؤدي لحدوث تسونامي في البحر المتوسط.. خبير مناخ يحذر    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 573 ألفا و510 جنود منذ بدء العملية العسكرية    أوكرانيا وبولندا تتفقان على تطوير خدمات النقل والسكك الحديدية    إجلاء أكثر من 27 ألف شخص في شمال شرقي الصين بسبب إعصار "جايمي"    بدء اختبارات القدرات بكليات جامعة الإسكندرية اليوم    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 27 يوليو 2024    اليوم.. جولة ميدانية لوزير التموين في الإسكندرية    الشيبي ل جمهور الزمالك: لن نركع إلا لله    «صناع الخير»: قاعدة البيانات تسمح بتوزيع مساعدات «إيد واحدة» على المستحقين    وزير الإسكان يُصدر 26 قراراً لإزالة التعديات بالقاهرة الجديدة والساحل الشمالي الغربي    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 27 يوليو 2024    «الأرصاد»: تأثر البلاد بكتل هوائية بادرة.. والعظمى على القاهرة تسجل 35 درجة    ضبط 3 متهمين اختطفوا حقيبة من محصل بالعسيرات سوهاج    مراسل «دي إم سي» يستعرض فعاليات مهرجان العلمين اليوم: أبرزها حفل «المصريين»    إعلام فلسطينى: 10 شهداء فى غارات للاحتلال على خان يونس جنوب غزة    سيلين ديون تتحدى مرضها وتغنّي في افتتاح أولمبياد باريس.. ظهرت بأداء مذهل    عمر كمال مع سالي عبد السلام في سهرة خاصة على القناة الأولى    «التعليم العالي» تُغلق كيانًا وهميًا في أسيوط    وصول دفعة جديدة من أطباء الجامعات المصرية إلى مستشفى العريش العام    فدائي ووجه ضربات موجعة للإنجليز، الوجه الآخر ل رشدي أباظة دنجوان السينما المصرية    مشادة بين أحمد كريمة وياسمين الخطيب: «مش هسمحلك تعبثي في الإسلام    اليوم.. بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الاعدادي الدور الثاني بالفيوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-7-2024    عباس شراقي: لدينا احتياطي جيد من المياه بالسد العالي    سر تصدر آمال ماهر للتريند.. تفاصيل    غرق شاب أسفل كوبري أسوان الملجم أثناء سباحته بالنيل    ما هو وقت صلاة الضحى ؟ سبب تسميتها بهذا الاسم؟    14 ميدالية ذهبية بانتظار الحسم في اليوم الأول من أولمبياد باريس    «مش هيقدر ومستحيل».. تعليق مثير ل إكرامي على قرار عودة ميدو من الاعتزال (فيديو)    وسط حالة من الرعب والقلق.. إصابة 4 أشخاص في انهيار عقار قديم بالمحلة    محضرين ضد بعض.. التفاصيل الكاملة ل مشاجرة المخرج محمد سامي مع مركز صيانة    دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء المرأة مالها عن زوجها    «زي النهارده».. وفاة المخرج يوسف شاهين 27 يوليو 2008    50 مصري نجحوا في إدارة قناة السويس بعد التأميم    أول تعليق من مارسيل كولر بعد عبور عقبة المصري    تكريم 450 من حفظة القرآن الكريم بالرحمانية قبلي في نجع حمادي.. صور    الصحة العالمية تعلن إرسال مليون لقاح ضد شلل الأطفال لغزة    مخاطر استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة    بالرابط المعتمد ل(علمى وأدبى) نتيجة الثانوية العامة 2024 وطرق الحصول عليها لحظة إعلانها    وسط أجواء حماسية وعودة كوكا.. المنتخب الأولمبي يختتم تدريباته استعدادا للقاء أوزبكستان    واشنطن تطالب الاتحاد الأوروبي بضمان استمرار تجميد الأصول الروسية    هل يمكن زراعة الكبد من الموتى للأحياء؟.. خبير يرد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
سؤال الهوية ولم الزبالة؟
نشر في أخبار الأدب يوم 08 - 08 - 2011

لا شك أن مليونية 29 يوليو في ميدان التحرير سوف تعتبر علامة فارقة في تاريخ الثورة المصرية، إذ أنها أوضحت الحضور الطاغي للتيار الإسلامي الذي ظل مهمشا إلي درجة كبيرة منذ أن نجحت القوي الشبابية واليسارية والليبرالية في حشد الجماهير لتخرج بالملايين في الأسابيع الأولي من الثورة.
وقد كان لي حظ النزول إلي الميدان في ذلك اليوم والتواجد بين المتظاهرين والاستماع إلي بعض الخطب التي ألقيت من منصات مختلفة، وقد وجدت في الكثير مما رأيت وسمعت ما أسعدني، ولكن كان هناك أيضا الكثير الذي أزعجني.
ما أسعدني هو أنه بالرغم من التخوفات العميقة من اصطدام الإسلاميين باليساريين والليبراليين والشباب الذين كانوا يحتلون الميدان لأسابيع طويلة اتسمت المليونية بطابع سلمي ولم تحدث مصادمات تذكر. كما سعدت بتواجد الآلاف من الشباب السلفي الذي أتي من كل حدب وصوب لكي يعبر عما يريده وما يقتنع به، وهو تطبيق شرع الله، ولكي يؤكد أن الانتخابات والديموقراطية هي وسيلته لتحقيق ذلك.
ولكني انزعجت بشدة من ضحالة الخطاب الإسلامي برمته، والسلفي منه بشكل خاص، كما تبدي في الخطب التي ألقيت من المنصات المختلفة، إذ أنها لم تتعد التأكيد علي أهمية تطبيق الشريعة والحفاظ علي الهوية الإسلامية لمصر. ولم يكلف أحد من المتحدثين نفسه عناء الدخول في التفاصيل سواء تلك المتعلقة بما يعنيه تطبيق شرع الله أو كيف سيحل ذلك المشاكل العديدة التي تعاني منها البلاد.
علي أنني انزعجت بشدة أيضا من خطاب العلمانيين بعد المظاهرة ومن أحاديثهم في التليفزيون ومقالاتهم في الصحف، ولا أقصد هنا الاتهامات التي وجهت لقادة التيار الديني وخاصة قادة الإخوان بأنهم نكثوا وعودهم بعدم رفع شعارات دينية (وبالمناسبة، وحسب علمي، لم يوقع السلفيون علي أية عريضة يتعهدون فيها بعدم رفع شعارات دينية)، بل أقصد تلك النظرة الاستعلائية، بل الإقصائية، التي نظر بها الكثير من العلمانيين للشباب السلفي، فوراء الكثير من الاستهزاء من الجلباب السلفي القصير ومن اللحية المعفاة تكمن في رأيي نظرة استعلائية قاهرية للقادمين من الأرياف ونظرة طبقية للفقراء بشكل عام.
أنا لست أدافع عن فكر السلفيين أو عن أفكار تيار الإسلام السياسي بشكل عام، بل أري أن ذلك الفكر وخاصة فيما يتعلق بفهوم السلفيين عن الشريعة وتاريخها هو فكر متهافت متناقض. ولكني أدرك في نفس الوقت أن اللآلاف الذين وفدوا إلي ميدان التحرير في 29 يوليو نجحوا في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي متحضر. وأدرك أيضا أن هؤلاء مواطنون مصريون، وأن ما يجمعنا بهم أكثر وأهم مما يفرقنا، وأنه بناء عليه يجب أن نتحاور معهم ونجادلهم لا أن نخافهم ونزدريهم ونحتقرهم.
علي أنني أدرك أيضا أن مناقشة السلفيين وأصحاب التيار الديني بشكل عام لا يجب أن تدور حول سؤال الهوية والمادة الثانية وإسلامية مصر، بل يجب أن تتطرق لمشاكل الحياة اليومية التي تشغل المواطنين وتؤرقهم: من أزمة سكن، إلي تعليم منهار، إلي خدمات صحية مهترأة، إلي وسائل مواصلات مهينة. ويحضرني هنا تجربة الإسلام السياسي التركي، ذلك البلد الذي تتصارع فيه الهويات وتتجاذب. ولكن أسلاميي تركيا لم يلعبوا يوما علي وتر الهوية الرنان بل نجحوا في تقديم خدمات ارتفعت بمستوي معيشة الشعب وكان من أهمها نجاحهم بعد فوزهم في انتخابات بلدية اسطنبول عام 1994 وإيجادهم حلول لمشاكل انقطاع المياة والمواصلات والزبالة. ذلك في رأيي هو سر نجاح إسلاميي تركيا: إدراكهم أن القضاء علي مشكلة الزبالة أهم من التأكيد علي هوية تركيا، فهل يتعلم إسلاميونا منهم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.