تعتبر منصات ميدان التحرير صوت الثورة الحقيقي، ومنها خرج شعار" الشعب يريد إسقاط النظام" أثناء الثورة، ولا تقتصر المنصات علي فصيل معين، فالجميع يعتبرها وسيلة لإيصال رأيه وسط الملايين. ويبدأ يوم المنصات بالمناداة لصلاة الفجر ولايمر لحظات ويخرج الجميع من الخيام ملبيا النداء كما تستخدم أيضا كأداة للتنبيه بالاستيقاظ في الصباح وبعدها تستعد المنصات لبداية يوم جديد من الشعارات والهتافات والأغاني والخطب وتستمر في ذلك حتي فجر اليوم التالي . وعلي الرغم من أن الثورة كانت لها منصة رئيسة أمام هارديز بميدان التحرير، وكان لها تأثير كبير في تلبية مطالب المتظاهرين، الا أن الخلافات بين القوي السياسية بعد الثورة قسمت الميدان إلي »4« و »5« منصات في بعض الفترات، وبدا ذلك واضحا فيما أطلقت علية بعض القوي السياسية ب"جمعة الغضب الثانية" يوم 27 مايو الماضي، حيث شهد الميدان في ذلك اليوم 4 منصات لتعبر عن قوي سياسية مختلفة وأدي هذا إلي تفتيت المطالب ، وبالفعل لم تنجح تلك الجمعة في إيصال رسالتها ومرت وكأنها تظاهرة عادية. وتمثل منصات التحرير فرصة للأحزاب السياسية الراغبة في جذب أعضاء جدد، وحتي يكونوا بمكانة خاصة في قلوب هؤلاء الذين صنعوا الثورة. فهناك سبب أن يشعر النشطاء الإلكترونيون الذين فجروا الثورة بالحنين إلي المنصات مرة أخري وهي الوسيلة الوحيدة التي يعرفونها للضغط من أجل التغيير. ومن جانبة أوضح الإعلامي حسين عبد الغني والذي ألقي ميثاق ميدان التحرير في مليونية" الإنذار الأخير" كما أطلق عليها البعض ،أن التحدث من المنصة الرئيسة للميدان له مذاق خاص، وتشعر وكأنك تخاطب الشعب المصري بجميع طوائفه، كما أن تفاعل المتظاهرين مع شعارات المنصة يجعلك ترغب في فعل المستحيل من أجل مصلحة هذا البلد. وأضاف للثورة المصرية نكهتها الخاصة والتي يعد ميدان التحرير قلبها النابض والذي أصبح أشهر من مدن كاملة بل وأشهر من دول بأثرها مشيرا إلي أن الثورة المصرية دخلت بعد أشهر قليلة من قيامها في دهاليز الخصخصة والحزبية وصراعات القوي الخارجية والداخلية الطامحة لسرقة ثمار الثورة. وفي الميدان تتعدد المنصات وتتعدد الرايات والشعارات المطلوبة وتتعدد المطالب الفئوية والعامة بعضها مدفوع بمصالح وطنية وبعضها مدفوع بأجندات ومطالب خاصة، كما أن جمهور المنصات يختلف في حجمه من منصة لأخري فبعضه لا يتعدي العشرات وبعضه بالمئات وأخري بالآلاف حسب بريق الشعارات ولهيب الكلمات. وللأسف الشديد بعد أن نجحت الثورة واختلفت القوي السياسية فيما بينها أصبح وجود المنصات بالميدان سببا في اشتباكات وخلافات بين الثوار وهو ماحدث في جمعة " الثورة أولا" 8 يوليو الماضي حيث سادت حالة من الهلع والفزع بين المتظاهرين، وذلك بسبب مشادة وتراشق بالألفاظ بين أعضاء من الإخوان المسلمين ومتظاهري التحرير بعد صلاة الفجر، وذلك للاعتراض علي دخول الإخوان لنصب منصة وجود الإخوان بالميدان. اللافت للنظر هو انتشار كبير لعدد من شباب الإخوان المسلمين والتيار السلفي وهذا مقارنة بعددهم وتواجدهم خلال الأسبوع المنقضي، وهذا التواجد ليس شكليا فقط بل به نشاط كبير قوبل باستياء عام من المعتصمين بسبب دعوة هؤلاء الشباب ومحاولة إقناعهم للناس بفك الاعتصام بعد مليونية غد. وأضاف إن المتظاهرين هم من يلهبوا حماس من يقف علي المنصة فترديد الشعارات بصوت يرج الميدان يشعر الجميع بأن الثورة مستمرة فبينما يعلو صوت الأغاني الوطنية من أعلي المنصة تجد الأعلام ترفرف. وهناك أسماء بعينها ينتظرها المتظاهرون لإشعال الحماس في نفوسهم وأولهم جورج إسحاق القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير والنائب جمال زهران وأسامة الغزالي حرب والإعلامي حسين عبد الغني والإعلامي حمدي قنديل وخطيب الثورة الشيخ مظهر شاهين. كما أن هناك الكثير من الشخصيات العامة تعرضت للانتقاد والطرد من أعلي منصات التحرير وأشهرهم وائل غنيم وتامر حسني وصفوت حجازي وآخرهم عمرو حمزاوي. ومرت منصات التحرير بلحظات فارقة كان أهمها نزول عصام شرف رئيس الوزاء إلي ميدان التحرير وخطابه إلي الجماهير من أعلي المنصة الرئيسية في الميدان وثاني اللحظات الفارقة صعود اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بعد أحداث العياط ليؤكد أن المسلمين والأقباط يد واحدة وكذلك عودة الشيخ يوسف القرضاوي إلي مصر وإلقائه خطبة الجمعة في جمعة الاحتفال برحيل مبارك.