في تجربة فريدة من نوعها عكف 26 مؤلفاً من أبرز عتاة كتابة الجريمة علي تأليف رواية واحدة، واتفقوا علي اختيار إسما صادما لها وهو"لا راحة في الموت". جاءت الرواية بمثابه تحفة أدبية في عالم الرواية البوليسية، أو كما وصفتها جريدة الجارديان البريطانية "نسخة أدبية من العواقب الوخيمة لعالم الجريمة"، وهو شئ طبيعي و متوقع من أسماء مؤلفيها الأعلي مبيعاً في ذلك النوع من الكتابة الأدبية، بداية من الكسندر ماكول سميث إلي كاتي ريشز، أو كما قال عنها بيتر جيمس: "أنها تبين كيف أن معظم أدباء الجريمة متساوون في طريقة التفكير الميكيافيلية". من هؤلاء الأدباء أيضاً: رايموند خوري، وآر إل ستاين، وفاي كيلمان، تيس جريتش، جيفري ديفز، ممن أخذوا علي عاتقهم الإشتراك في كتابة تلك الرواية التي تتناول حياة جون نون مفتش البوليس الشغوف بحل لغز، كان يرجو أن يتوصل إلي حله قبل عشر سنوات، بعد أن تيقن من براءة روز ماري توماس، التي أعدمت ظلما بتهمة قتل زوجها بوحشية، حين اكتشف وجود تخطيط لإقامة حفل تأبين لها، وقرر انتهاز تلك الفرصة بالبحث عن القاتل ضمن قائمة المدعوين التي تضم جميع المشتبه بهم. كاتب الجريمة البريطاني بيتر جيمس ورئيس رابطة أدباء الجريمة في المملكة المتحدة، وأحد المساهمين في الفصل الحاسم بالرواية الذي يدور حول اكتشاف دفتر مذكرات يعود لعشر سنوات ماضية يحتوي أدله دامغة حول مرتكب الجريمة يقول:" "أفضل ما في الموضوع هو أن لا أحد منا قد اطلع علي ما كتبه الآخرون، لقد كتبت تفاصيل دقيقة للأحداث، تم نثر أجزاء منها في كل فصل، وهو شئ من الصعب عمله إلا إذا كانت هناك مرونة كافية عند الكتابة، وعندما كتبته أفرغته من كل شئ، وكان ذلك أصعب مما كنت أتخيل، لكنه تم علي أي حال". الرواية التي أصدرتها دار نشر"سيمون آند شستر" هي من بنات أفكار أندرو جيللي، وهو رئيس تحرير مجلة "استراند" المتخصصة في أدب الجريمة،كما ساهم بعدة فصول في تلك الرواية، التي أهدي أدبائها حصيلة بيعها إلي جمعية سرطان الدم و الغدد الليمفاوية. ومن المذهل أن هؤلاء الأدباء استطاعوا نسج خط من الأحداث يبدو كما لو كان نتاج فكر شخص واحد، وخيال واحد، وعقل واحد "حتي لو كان مصابا بالفصام". وقد كتب المؤلف ديفيد بالاسي في مقدمة الرواية: "إذا كنت تتوقع نهايات أجاثا كريستي، حيث يقف المفتش بوارو ليعرض القضية بهدوء، ويكشف القاتل الحقيقي، فسوف تصدم، فالمؤلفون هنا لديهم، بشكل جماعي، صورة لخاتمة أخري في عقولهم، وفي رأيي المتواضع ، ليس عليك إقناع نفسك كيف خمنت كل شئ قبل فترة طويلة من الخاتمة، حسنا،لايزال في إمكانك التخمين، إلا انك كاذب". مرفت عمارة