إحدى رسومات بليك اشتري أحد هواة جمع القديم في عقد الستينيات صندوقاً به كتب مستعملة يحتوي علي كنز: كان من بين الكتب كتاب يتضمن مواعيد القطارات وبداخله ثمانية رسومات كاملة ومطبوعة لويليام بليك رسمها لترافق ثلاثة من أعماله الأدبية. هذه الأعمال الفنية الصغيرة اشتراها في يناير الماضي جاليري تيت من هذا الهاوي المجهول بمبلغ 441 ألف جنيه إسترليني(535 ألف يورو) والآن، في الذكري السنوية 183 لوفاة الفنان، تشكل هذه الأعمال الثمانية الصغيرة عصب معرض يقام حالياً تحت عنوان" رومانتيكيون" في لندن. يضم هذا المعرض 170 قطعة لفنانين مثل ويليام تيرنير ، جون كونستيبول ، هنري فيوسلي، صمويل بالمير، جون مارتين، جون لينيل، هنري واليس، إدوارد لاندسير وويليام إيتتي. كان ويليام بليك (1757- 1827) شاعراً ورساماً يصعب تصنيفه رغم وصفه بالرومانتيكي، ولم يكن مقدراً في عصره. أما رسوماته المعروضة حالياً فستة منها كانت مخصصة لعمله" كتاب يوريزن"، أكبر أعمال بليك، والاثنان الآخران استوحاهما من قصيدته الأسطورية " كتاب ذيل" وعمله النثري الثوري "زواج السماء وجهنم" . تقدم هذه الرسومات وجه بليك الغامق، بصور بشرية تحترق في الحياة، رجل يغسل شعره بالدم وفي الوقت نفسه تتساقط أردافه. تقول فيليبا سيمبسون مديرة المعرض لجريدة الجارديان "إنها رسومات غريبة، لا يتمكن حتي المتخصصون من اختراقها" وتضيف " إنها معقدة ومن الأفضل عدم الدخول في تفاصيل". ومن بين الثماني رسومات أشارت سيمبسون إلي الصورة الأكثر سلاماً: زفاف السماء والجحيم التي يمثلها عجوز متأمل محاط بأربع سيدات والأسطورة المكتوبة : "من سيحرر السجناء". وأكدت سيمبسون " أمر لا يصدق أن يكون الشيء صغيراً جداً ومؤثراً جداً" وأضافت " هذا دليل علي أن عظمة العمل لا يرتبط بحجمه، بل بعمق الصورة وما تتناوله".