«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود مغربي في شهادة ما قبل الرحيل:
تفاصيل من محطاتي
نشر في أخبار الأدب يوم 12 - 09 - 2015

منذ أسابيع قليلة أرسل لنا الشاعر محمود مغربي هذه الشهادة، وجهها إلي قراء "أخبار الأدب"، بدت الشهادة وكأنها سيرة ذاتية للجنوبي، نشرنا وقتها بعض مقاطعها .. وطلبنا منه تأجيل نشر الباقي، لظروف المساحة. لم نكن ندري أن الموت سيخطف منا محمود الذي عرفته كل مقاهي مصر، ومنتدياتها الشعرية ..لم نكن نعرف أن تأجيل نشر النص الكامل للشهادة لن يطول .. كأنه كان يخبئها معنا، لوقتها. هنا الشهادة كاملة كما أرسلها المغربي.
ها أنا محمود مغربي ابن الصعيد قنا تحديدا ، اتحدث إلي قراء جريدتنا ( اخبار الادب ) شهادة كما يحلو ان يسميها البعض وانا اقول هي حديث مني اليكم توإلي ايضا ، فيها استعيد السنوات التي فرت سريعا ما بين فبراير 1962 الي اليوم من ايام عام 2015 ، عقود مرت بحلوها ومرها ، تفاصيل يصعب حصرها رغم اني ازعم أنني احد أصحاب الذاكرة القوية .
وأقول للقاريء العزيز لما لا نحاولت بجهد حميم ان نفتح بوابة الذاكرة والتفاصيل البعيدة هنا وهناك!؟
أول ما يطل عليّ وجه ابي يرحمه الله ( مغربي ) الرجل الذي بالكاد كان يكتب اسمه في الحضور والانصرافت في عمله ، وايضا استمارات المرتبات بهيئة الطرق والكباري بقنا.
أبي الذي اقول عنه في قصيدة ( أبي )
أبي
ما عادَ يمسكُ غرَّةَ الفجرِ
أبي
فأسُهُ الهائجُ ما عادَ يرقصُ
تحتَ إبطه !
فقط ...
يلوكُ دمعةً ..
يدخلُ كونًا غائمًا !
أبي
تحتَ شمسِ الشتاءْ ،
ساعةً يتمتم للحفيدِ الصغيرِ :
هناكَ ..
هناكَ في الحقول البعيدةِ ..
هناكَ ..
تحت جذعِ نخلةٍ
ترقدُ أعوامي الخمسونَ مستيقظةْ ..
آهٍ ..
هل تسمعُ أنَّاتها
يا صغيري ؟
هل شممتَ الآنَ أعوادَ الحطبْ ..؟
للشاي طعمٌ
حين ينضج فوقَها ،
يا صغيري ..
كان خبزُ القمحِ حلوًا
كيفَ لا ..؟
وهو نبتُ سنبلةٍ
رافقتُها يومًا
فيومًا
شهرًا
فشهرًا
حتي جاء موعدُها /
الحصادْ !
يا صغيري ..
تُربتي مَجْلوَّةٌ ..
- كانت -
أنثي تُهَيّئُ نفسَها للبوحِ
دومًا
في الفصولِ الأربعةْ ..
وحدَها كانت ..
تشاطِرُنا الْعطاءْ ..
قمحًا في صوامعِنا
لبنًا في بطونِ صغارِنا
ثوبًا طويلاً يسترُ أبدان الصبايا ،
عرسًا سماويًا
لا يخاصِمُه الغناءْ !
ساعةْ أخري ..
يقفزُ نَعشُ جارتِه
إلي عينيِه ..
ينأي ..
ساحبًا محراثَه
خفيضٌ صوتُهُ
يوصِدُ أبوابَه
ويمضِي !
أبي مغربي أول معلم لي..سويا كنا نسبحت وقال تعلم السباحة لا تكن جبانا وترهب الماء في كل مكان وتعلمتها وأصبحت ماهرا بين اقراني .
علمني كيف احترم الارض والحقل والماء معا لأنهم مصدر الحياة ، وكنت فخورا وهو يكلفني اثناء غيابه بحرث الارض بالمحراث القديم الفرعوني وانا اغني خلف المحراث بالموال الشعبي اسمر سلامة ، وأجبر البقرات ان تنصاع لأمري ولا تستهين بصغير مثلي .
أبي يرحمه الله ، علمني كيف اصعد النخيل بلا رهبة واجني التمر والرطب خصوصا ، وكنت فخورات وانا بين اقراني من الصبية والبنات في الحقول خلف مدينتي اصعد النخيل وألقي في حجورهم الرطب وساعتها كنت اجبر رفاقي بمغادرة محيط النخلة التي انا في اعلاها حتي اذا مارفعت البنت جلبابها لتتلقي الرطب في حجرها لا يري سيقانها رفاقي ، لأن والدي دائما كانت يقول لي احترم وحافظ علي كل من حولك ولا تكن سببا في حزن احد.
كان دائما يحترم رغبات الصبي التي تسكنني في ذلك الوقت ، كان يعطيني النقود للذهاب للسينما لمشاهدة الافلام توقها لم تكن هناك قنوات وسماوات مفتوحة وانترنت ، كان يعطيني القروش القليلة ثمن التذكرة ، هو الوحيد الذي يعلم بذهابنا واقراني الي السينما ، اقراني يكذبون علي اهاليهم لأنهم يعتبرون السينما لهو ولعب .
كان دائما يعطيني النقود لأشتري الكتب والمجلات من عند بائع الصحف وأنا في المرحلة الاعدادية ، وكان سعيدا بأول نواة لمكتبة في بيتنا ، وكنت وقتها قد بدأت بكتابة الخواطر الشعرية .
كان والدي يرحمه الله يحترم أصدقائي ويفرح بهمت وكان البعض منهم يذهبون للحقول معي نساعده في أوقات حصاد القمح وغيره من المحاصيل.
حتي بعض ضيوفي من الأصدقاء من خارج المحافظة كانوا يسعدون بالمشاركة معنا في حصاد القمح لبعض الوقت .
واستعيد الان مشاهد رعايته لحقله وللقمح خصوصا كيف كان يخرج الحشائش الضارة ليكون الحقل خاليا من الطفيليات .
اكسبني مهارة كيف اكون صلبا في المهام الصعبة ، يقول : الحياة لا تحترم الضعفاء.
اكسبني ايضا كيف اكون بوجه بشوش مبتسم رغم كل الظروف ، لان الابتسامه مفتاح للقلوب .
اكتسبت منه محبة الاطفال الصغار في الشاعر وجيران الحقول المجاورة ، كان يجلسهم علي حجره ويأكلون معه ، حتي ذلك الطفل المعوق الذيت كانت تقفل الابواب في وجهه من الجيران ، تعلمت منه كيف يحتوي الطفل ويغسل وجهه من جدول الماء ويجلسه بيننا انا واخوتي ليأكل معنا فطارنا الصباحي في الحقل ، كان الطفل بداخلي يرصد كل هذا بعمق شديد
هناك تفاصيل كثيرة والوقت قليل
أبي بالفعل له الكثير والكثير ومدين له الكثير والكثير، رحمة واسعة لكل أب قدم الكثير للصغار والكبار.
وأمي يرحمها الله
السيدة الخمرية الملامح ، بنت القرية التي عاشت في حي شعبي من احياء شرق مدينة قنا ، علمتني الكثير والكثير وكانت كنز حكايات الطفولةت والامثال الشعبية والطقوس القروية تفاصيل عديدة لاحصر لها.
أمي المرأة الحميمة التي تحنو وتحب اصدقائي وصديقاتي في كل مراحل عمري، فقد كان بيتنا مفتوحا ، وطبليتنا نمدها دائما ، بأفضل الموجود ولا أخجل من هذا ابدا ، علمتني كيف اكون كريما مع الجميع ، حتي مع يتصف بالبخل وينفر منه الناس.
لم تكن تستنكف أن تستقبل صديقاتي قبل وبعد زواجي ، ترحب بهم حتي في غيابي او سفري، كانت محبة للجميع ، علمتني ان تحب الانسان الانسان وليس لجنس او لون أو دين تاو قريب اوغريب ، الكل عندها سواء طالما يمتلك الاحترام والسيرة الطيبة.
هي الأم التي بكت كثيرا كما لم تبك من قبل علي اصدقائي الراحلين الشعراء سيد عبد العاطي وعطية حسن ، وكرم الابنودي وجمال ابودقة واشرف الجيلاني لانها كانت تعرفهم شخصيا ، وبكت لأجل صحبة رحلوا ايضا لم ترهم ولكن كنت تعرف اخبارهم من حديثي معها في اوقات الصيف نحكي ليلا فوق سطح منزلنا الطيني.
ومن حسن حظي أن هذه الام جاءت قبل موتها بيوم واحد الي شقتي وكان يوم جمعةت وقضت يوما كاملا مع اولادي وكانت توصيني كثيرا علي كل شيء اخواتي البناتت واخي محمد واولادي ووو تفاصيل عديدة
ولكن لا أنسي مشهد أول دخولها شقتي تحديدا غرفة مكتبي وقبلتني في خدي الايمن ثم الايسر كما تفعل في كل لقاء ولكن هذه المرة اضافة قبلة اخري علي خدي الايمن والايسر ، توقفت امام القبلتين الزيادة عن كل مرة وقلت في نفسي انها قبلة الوداع ، هكذا حدثت نفسي ، ثم طردت هذا الاحساس حتي لا يعكر روحي، ولكن ظل الاحساس أمامي .
وبالفعلت جاء يوم السبت وكان تتوداع أمي نهائيا ، كما حدثني احساسي والقبلات التي خبرتني سرا بالوادع ، وللعجب استقبلت الخبرتت بصدر رحبت سبحان الله فقد ودعتني أمي ، وقدمت لي دعوتها المعهودة ( ربنا يحبب فيه خلقه ياولدي )
رحمة واسعة لها ولكل الامهاتت أصل الحياة والكون.
ربما يقول البعض أسهب كثيرا في البداية أقول:
ان والدي وأمي هما بالفعل الكنز الحقيقي الذي جعلني الآن بينكم وأكون بين الناس هنا وهناك في مصر وخارجها ، لذا ليس بكثير ان اتوقف كثيرا في حضورهما الدائم رغم الغياب.
وأقول لقاريء أخبار الأدب عن المحطات المهمة في حياتي
البدايات دائما لها روافد وقنوات مختلفة، يمكنني القول بأن بدايتي تجلت في مشاركتي لجماعة "رباب الأدبية" عام 1980 والتي كان يشرف عليها الشاعر أمجد ريان في فترة وجوده في محافظة قنا بصعيد مصر، واري أن وجودي واحتكاكي بكل أفراد هذه الجماعة أضاف وفتح الكثير من النوافذ الهامة لي ، في هذا المناخ تعرفت عن قرب علي إبداعات الكبار أدونيس وسعدي يوسف وعبدالمعطي حجازي والبياتي وصلاح عبدالصبور والسياب وأمل دنقل والأبنودي وغيرهم.
كل هذا أضاف لي الكثير وفتح أمامي نوافذ جديدة لأول مرة, عرفت بأن هناك شعراً مختلفاً غير ما درسناه في المراحل الدراسية المختلفة وجعلني أدرك مبكرا تطورات القصيدة العربية عبر مسيرة أجيالها ، ومع جماعة رباب الادبية تعرفت وصادقت صحبة مبدعة واحترمها كثيرا في قنا من طلاب الجامعة في ذلك الوقت امثال ابوالفضل بدران ، قرشي عباس دندراوي ، عبدالرحيم كمال ، عبدالله صالح وغيرهم .
وهناك أيضا أشخاص أدين لهم بالفضل أذكر منهم الشاعر أمجد ريان أول مستمع حقيقي لما كنت أكتبه في ذلك الوقت ، وجهني كثيرا ونشر لي اول قصائد ومقالات في أعداد مجلة ربابت وهي احدي مجلات الماستر ، وهناك أيضا الروائي يوسف القعيد الذي شجعني بحماس في أول زيارة له لصعيد مصر في عام 1980 ومن مبدعي الصعيد الرواد لنا في هذه الفترة سيد عبدالعاطي، عطية حسن، والأديب الشامل محمد نصر يس ، حمدي منصور ، صفوت البططي ، محمد عبده القرافي ، مصطفي جمعة وغيرهم.
كما يظل لثراء المكان عطاءات لا حدود لها من خلال الموروث الشعبي والسيرة الهلالية والمنشد الشعبي في الموالد الشعبية ذات الثراء المدهش والغني والتي كنت اتنقل من بلد لاخر لحضور هذه التفاصيل التي تسرقني من روحي ، كل هذا شكل الكثير في بداياتي
أول مرة انشد فها الشعرت أمام الجمهور..
ونحن في مكبتة رباب جاءت إلي دعوة لحضور حفل تنصيب اتحاد طلاب كلية الأداب بقنا.
حفل تنصيب اتحاد طلاب كلية الآداب بقنا في عام 1981 حضرت بدعوة من أسرة كلية الآداب شاركت كغيري من شعراء المحافظة وكنت أصغرهم ، وكان رئيس إتحاد الطلاب في ذلك الوقت الشاعر هو الطالب محمد أبو الفضل بدران ( أستاذ الأدب العربي حاليا في العديد من الجامعات المصرية والعربية) وشاركنا في حضور الحفل الكبير شعراء وأدباء قنا أذكر منهم الأديب محمد نصر يس، كرم الأبنودي ، محمد عبده القرافي ، أمجد ريان ، سيد عبد العاطي ، وغيرهم
وكان المحافظ عبد المنصف حزين يرحمه الله ( محافظ قنا في ذلك الوقت ) والقيادات الشعبية والتنفيذية في مقدمة الحضور، ورغم رعبي الشديد من هذا الجمع فأنا أصغر الشعراء المشاركين وتلك هي المرة الأولي التي سأقف فيها أمام الجمهور لأنشد شعرا ويا للعجب يكون الإنشاد أمام آلاف من الطلبة والمسئولين ومحبي الشعر.
لمن أكتب ولماذا ؟
- الكتابة هي الفعل الحقيقي ضد الموت .. ضد الفناء، بالكتابة أسماء عديدة رحلت ومازالت تعيش بيننا، الكتابة هي الفعل الخلاق وجدير بأن نضحي كثيراً من أجله.
طقوس الكتابة؟
طقوسي هي محاولة حميمة لشخبطة هذا البياض لتخرج القصيدة التي وحدها تدخل الفرح لقلبي وتحاول أن تقول للآخرين شيئا.
ودائما أري بأن كل ما هو يحركني، يهزني بشكل تلقائي وعنيف هو دافع حقيقي للكتابة، للبناء، لذا أعتقد بأن علينا أن نفتش عما يبهرنا ويهزنا من أجل أن نعيش في كنف الكتابة وتجلياتها الخصوصية.
الإبداع حياة
لدي إيمان راسخ بأن الشعر والإبداع والفنون في جوهرها عطاء إنساني، إذن كيف لي وأنا القارئ والمعايش لكثير من هذه التفاصيل أن أعيش بروح البخل في محيطي، إذن لابد من التعاون والمشاركة في الدور الثقافي الذي أري أنني أقوم به بشكل غير تقليدي منذ سنوات بعيدة ، إذ أدعو دائما للمعرفة والجمال والفنون، ولا أبالغ إن قلت لكم إنني أفعل ذلك حتي في أثناء جلوسي في المقهي وفي سيارة الأجرة وفي القطار وفي عملي بهيئة الطرق والكباري بقنا ولقاءاتي في مراكز الشباب والرياضة المختلفة والجامعات والمعاهد، وأحيانا في المدارس الابتدائية، وفي الحقول عندما كنت أحرث الأرض وأعتلي النخيل، وبسبب ذلك صار لي خلال العقود الماضية مئات الأصدقاء والصديقات من أصحاب الأقلام المبدعة والفنانين التشكيليين، وكذلك من عشاق القراءة ، كل هؤلاء كانت بداياتهم برفقتي ، وكانت المحبة هي الجوهر والعنوان لأن ب (الحب قصيرة هي مسافات السفر)، وأيضا ب (الإخلاص.. حتما تصل إلي ما تريد، وأضع تحت كلمة (إخلاص) نخلة من نخيل الصعيد.. باختصار (أنا محب لكل شيء حولي، حتي للجماد، للطبيعة، لكل مفردات الله سبحانه وتعالي هنا وهناك)، لذا أري في كل ما أقدمه (المحبة في جوهرها).
عن جواز مروري في حديقة
الشعر اقول للقاريء
أغنية الولد الفوضوي هو جواز مروري الحقيقي لعالم الشعر الغني والداهش والسحري. لقد صدرت المجموعة عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلي للثقافة المصرية 1998 ووجدت صدي طيبا جدا في الصحف والمجلات ، فقد تمت مناقشتها في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن برنامج المقهي الثقافي ، ونوقشت في أبحاث مؤتمر أدباء مصر من خلال الناقد الدكتور مجدي توفيق، كما نوقشت في دراسات موسعة في المجلات والصحف المصرية من أهمها دراسة تحت عنوان الحداثة النقيض في شعر محمود مغربي للأديب والناقد عبدالجواد خفاجي وكتب عنها آخرون أمثال فتحي عبدالسميع ومحمود الأزهري وغيرهم.
وأقول للقاريء عن عالم شبكة الانترنت:
شبكة الإنترنت هي بصدق إعجاز العصر الحديث الذي توفر لكل الناس ، من خلالها أعتقد بأن الإبداع أصبح أكثر رواجا وفتحت أمامه الأبواب المغلقة وكسر الحواجز هنا وهناك يعني أن الشبكة لها فضل كبير علي حركة النشر والتواصل بين الكتاب والقراء وبين الكتاب وبعضهم البعض، هي لها جهد خارق في تواصلنا مع كتابات الآخر، في كل بقاع المعمورة ، إذن نحن مع شيء سحري يدهشنا ويقدم الجديد كل يوم ويظهر لنا الجديد في كل المجالات، وعلينا أن نعلم جيدا بأن فتح النوافذ والشبابيك والأبواب خير من إغلاقها، فتح النوافذ يعني الضوء والنور والهواء الصحي ولنطمئن بأن الإبداع الحقيقي سوف يبقي ويصمد لأنه حقيقي أما المزيف سوف يندثر تماما، التاريخ والأيام تغربل كل شيء وتضعه في مكانهالحقيقي الذي يستحقه.
من المواقف التي لا تنسي في حياتي بأن أول دعوة توجه لي للمشاركة خارج مصر كانت من خلال شبكة الانترنت فقد تمت دعوتي للمشاركة في فعاليات الطبعة الثانية لعكاظية الجزائر للشعر العربي من خلال وزارة الثقافة الجزائرية ، الديوان الوطني للثقافة والاعلام وذلك في الفترة من 8 الي 14 مايو 2008 ، فرحت كثيرا وقتها وشكرتهم علي الدعوة وسألتهم عن الجهة التي قامت بترشيحي للمشاركة في هذه الدورة أجابني المدير العام للمهرجان الاستاذ لخضير بن تركي بأن هذه الدعوة موجهة لي من وزارة الثقافة الجزائرية والترشيح ايضا منها وذلك بعض اطلاع من يحق لهم ترشيح ادباء العالم العربي علي مشاركاتي علي شبكة الانترنت وزيارة مدونتي.
وتم ارسال الدعوة علي إميلي الذي اخذ من مدونتي وكذلك تم الاتصالت عبر هاتفي المدون في تفاصيلي الشخصية في المدونه .
لبعض الكلمات سحرت منها:
الشعر -
الحياة -
الحب -
(الشعر) هو جوهر حياتي، بدونه أصبح فقيراً وإن امتلك كنوز الأرض، بالشعر الحياة تحتمل ، وبدونه أنا شيء هامشي, محدود, بالشعر أتصالح مع نفسي والعالم, الشعر يعني البحث عن الجمال في كل صوره ، عن الخير والعدل والجمال.
(الحياة) تعني العطاء، المشاركة، البناء.
(الحب) هو كل شيء ولولاه ما وجدت الأشياء علي الأرض، ما وجد الإنسان, بالحب يحيا الإنسان، وبالحب حتما يعيش وبغيره هو الخسران المبين.
للمرأة وعنها أقول :
المرأة محور مهم ليس في حياة الشاعر وحسب بل في كل حياتنا، هي ضرورية للكون، فكما أقول (الحياة بلا امرأة صحراء)، أنا أحد الذين خبروا الصحراء وعاش فيها مفردا لشهور كثيرة، وعشت مع مفردات عظيمة خلقها المولي سبحانه وتعالي مثل البحر والجبال والرمال، والصحراء كنز حقيقي للتأمل ولفضاءات أخري عديدة، كل هذا أعطي للمرأة بعداً آخر مهماً للحياة، لذا أري المرأة المفردة الكبري في قاموس الحياة، بدونها يختل توازن الطبيعة. المرأة ببساطة هي حديقة الحياة بحلوها ومرها، فكيف لا نحتفي بها بشكل حقيقي وندرك قيمتها؟!
ويمكنني القول بشكل عام إن قصائدي محاولة مخلصة للبحث والتأمل، ومحاولة مخلصة من أجل الخير والعدل والحق، ومحاولة من أجل أن أعيش في كنف المعرفة وشقائها المحبب، تجربتي أتركها لغيري يقيمها، ولكن بصدق أشعر بسعادة غامرة وأنا أجد الحفاوة الحقيقية في بلدي مصر وخارجها أثناء مشاركتي في المؤتمرات، وهذا لن أجده سوي في الكتابة؛ فهي الفعل الخلاق القادر علي الدهشة ووضعنا في مرتبة تستحق الاهتمام والحفاوة.
عن ( ناصية الانثي )
اقول لكم ماقلته في المقدمة التي كتبتها في أولي صفحات ناصية الأنثي :
أثناء مرافقتي للقصيدة منذ سنوات بعيدة.. كانت تقفز إليّ بين حين وآخر
سطور دافقة من سلسبيل مشاعري؛ أتأملها تارةً، وتارة تتأملني.. تريد أن تخرج متحررةً من أسر عقلي، ترغب أن تسبح دونما التزام بقواعد مسابقات السباحة.
كنت وما زلت أستجيب لصوتها الحنون، فأكتب كطفل يلون أوراقة، ثم يُطيّرُها في خفة، ويفرحُ؛ لكأنه امتلك السباحة في الغلاف الجوي.
كان نتاج هذه السطور صفحات وصفحات.. بدأت نشرها في بعض الصحف والمجلات، ووجدت اهتمامًا حميمًا بها، لأنها تسبح في فضاء شريحة كبيرة من البسطاء أمثالي، ولا شك أنها تُبحرُ مع الجميع- الصغار والكبار- رجالاً وإناثا..
هي كلمات تخاطب الروح والإحساس، وتغني المشاعر. وعندما دلفتُ إلي عالم الانترنت في بداية 2007 بدأت نشر هذه الخواطر في بعض المواقع والمنتديات ، وإذا بي أجد إقبالاً كبيرًا عليها، حتي أن مجلة أسرة مغربية التي ترأس تحريرها الإعلامية منال شوقي بالمملكة العربية المغربية، بادرت باستضافة هذه الخواطر تباعًا، بل وخصصت لنشرها واحدة من صفحاتها. أما الجميل حقًا فهو إصرار كثير من الأصدقاء هنا وهناك علي نشر هذه الخواطر كواحدة من آليات التواصل بين الأرواح في كل مكان وزمان.. كل ذلك كان دافعًا لطبعها في كتاب يحفظها ويجعلها بين يدي أهل المحبة.
وربما يتساءل البعض: لماذا تنشر هذه الخواطر رغم أن إصداراتك الشعرية أغنية الولد الفوضوي ، تأملات طائر ، والعتمة تسحب رويداً تحقق ذلك التواصل الحميم مع القراء؟! وأقول بصدق: إن هذه الكتابة خالصة للنفس ، تلك النفس التي لكم فيها ما لي. هي جزء مني.. من صميم علاقاتي بالعالم المحيط.. وتفاعلي مع الحياة والبشر. وهذا الكتاب حديثٌ مع الأنثي.. ومن منا بلا أنثي؟
وعن السفر خارج مصر اقول للقاريء :
منذ سنوات الطفولة وانا اراقب السفر للخليج العربي للعمل، كانت تتردد كلمة ( الكفيل) كثيرا ، كبرت وفهمت معناها ، وقررت من ذلك الوقت لن اسافر للخليج ، لاني ارفض فكرة الكفيل كلها ، وبالفعل سافر بعض اقراني للعمل في دول الخليج ولم اخرج انا من مصر ، ومرت السنوات وفي مايو 2010 كانت اولي سفرياتي للخليج تحديدا الي دولة الامارات العربية المتحدة بدعوة من اتحاد كتاب الامارات مشاركا في فعاليات ( ايام الأقصر الثقافية بدولة الامارات ) ردا علي زيارة أدباء الإمارات للاقصر ، وكنت سعيدا وانا أقف علي شاطيء الخليج العربي بدون كفيل وقلت ساعتها شكرا للشعر الذي جاء بي الي هنا، واقول الان شكرا للشاعر الكبير حسين القباحي صاحب الجهد الاكبر في اتمام هذه الفعالية لان تواصله الحميم والراقي مع ادباء الامارات وفر النجاح لهذه الزيارة التي تظل عالقة في الروح والذاكرة بكل ما تحمله من وجوه عربية قابلتها هناك في مدن الشارقة وابوظبي ودبي ، وتظل للرحلة الاولي عبق خصوصي لا ينتهي مهما سافرنا كثيرا بعد ذلك.
وفي شهر يونيه من نفس العام 2010 كانت زيارتي للمملكة العربية السعودية للعمرة وطبعا هي دعوة من المولي سبحانه وتعالي لاني فعلا لم اسع اليها مطلقات وكانت من خلال القرعة في جمعية الحج بعملي بهيئة الطرق والكباري.
رحلاتي الي المملكة المغربية منذ عام 2012
في عام 2011 بدأتت الكتابة في مجلة اسرة مغربية بطلب من رئيسة التحرير منال شوقي وخصصت صفحة زاوية شهرية تحت عنوان ( همسات شعرية ) وللعجب هو نفس الاسم للزاوية التي كنت اكتبها في مجلة ( أقلام قنائية ) المجلة الفقيرة الماستر التي كانت تصدر عن مديرية الشباب والرياضة بقنا ويرأس تحريرها الناقد خير سليم ، وكنت مشرفا علي القسم الادبي في المجلة وذلك لاني حريص علي تواجد الابداع والفنون في كل مكان ، ومن لفت نظري للزاوية والاسم والتطابق مع الاختلاف مجلة اسرة مغربية فخمة جدا وصفحات كثيرة وبها جهد تحريري وتنافس مجلات الخليج العربي ، اعود لمن لفت نظري للمشهد والتطابق هو الفنان عبدالملك عطية الذي كان يقوم برسم واخراج مجلة ( اقلام قنائية ) لسنوات طويلة في بداية التسعينيات المهم وهو يتصفح العدد الذي كان بيدي قال لي بالحرف: الاخلاص لابد أن يحقق النجاح يا مغربي، الكلمة جعلتني اتوقف كثيرا واستعيد المشاهد والسنوات الطويلة ، التي يعرفها فقط من عاصر تجربتنا ورحلتنا في قنا والجنوب تمن أمثال رفاق الابداع فتحي عبدالسميع ، أمبارك ابراهيم ، محمد حسن علي ( محمد حسن العجل ) ومدي الصعوبات التي واجهتنا في بداياتنا واتذكر في نفس الوقت جملة شهيرة في رواية ( ساحر الصحراء ) للروائي البرازيلي " باولو كويليو " هذا الرجل الذي يحترف العزف علي أوتار النفوس يقول: اذا اردت شيئا بإخلاص فان العالم كله يتآمر معك بحث تحصل عليه !
لذا اقول بالاخلاص والصبر نستطيع ان نحقق بعض طموحتنا.
وبعد مرور عام علي مشاركتي اسرة تحرير مجلة ( أسرة مغربية ) وسعادتي كبيرة بوصول كلماتي وقصائدي الي شريحه كبيرة من القراءت في مجلة لكل الاسرة وتوزيعها جيد في بلاد المغرب العربي .
بعد مرور العام تصلني دعوة مشتركة انا وصديقي المبدع الطيب اديب الذي يشاركني الكتابة في المجلة ايضات لزيارة المملكة المغربية وتم وصول تتذاكر الطيران وحجز الفندق الفخم في عين دياب بارقي المناطق السياحية في مديمة كازات الدار البيضاء وكذلك برنامج كبير لزيارة مدن المملكة ، وتحقق الحلم ، وانا مذ الصغر كنت من هواة المراسلة والتعارف وكانت لي صداقاتي في المغرب العربي ليبيا تونس الجزائر والمغرب ، وما أجمل ان تتحقق بعض الاحلام .
ثم تواصلت دعواتي للمغرب من خلال المهرجانات الادبية التي تقام في كل مدن المملكة وشاركت في عام 2013 في فعاليات مهرجان الناظور الشعري الدولي مع كوكبة من شعراء العالم تبدعوة من الشاعر بوزيان جحوط رئيس الرابطة ،وفي عام 2014 تمت دعوتي لمهرجان مكناس الشعر من خلال رئيسة الجمعية الشاعرة والفنانه نعيمة زايد ، وتم الاحتفاء بنا وسط كوكبة من شعراء المغرب في الداخل والخارج وفي نفس الرحلة اقيمت لي فعاليات كنت ضيفها في مدينة فاست وطنجة والدار البيضاء، وهذه الرحلة 2014 كانت الاجمل بالفعل لانها استمرت اسبوعين كاملين زرت فيها معظم مدن المملكة المغربية ، وكان لمدينة طنجة الحظ الاكبر من ايامي في الرحلة 8 ايام كاملة قضيتها في طنجة بصحبة عبدالحميد الدياج وشقيقته الشاعرة أمينة شعلان الدياج العاشقة لطنجة ورافقنا هناك صحبة الشعر والعطاء ، وكانت فرصة لمعرفة طنجة بشكل حقيقي ووقعت في حب هذه المدينه التي يلفها البحر المتوسط والمحيط الاطلسي وانا اتجول فيها اتذكر من قراءاتي في التاريخ العربي الكثير من المشاهد يصعب حصرها الآن .
يكفي وانا أتامل علي مدي الشوف جبل طارق والمضيق والعالم الذي اراه بالعين المدرجة مدينة طريفة الاسبانية ومن بعدها بوابة اوروبا وعالم الغرب واتذكر جيدا رحلة الشاب "سانتياجو" راعي الأغنام الأسباني الذي يذهب في رحلة للبحث عن تحقيق حلمه بالعثور علي الكنز المدفون قرب أهرامات الجيزة في مصر ، وذلك في رواية ( ساحر الصحراء ) للروائي البرازيلي " باولو كويليو "ترجمة الروائي الكبير بهاء طاهر .
وبجوار طنجة مدن سياحية غنية بالتراث انطلقنا اليهات وزرنا والصحبة مدن شفشاون، اصيلة ، تطوان وغيرها من المدن القريبة ، لولا الشعر والكلمة ما توفر لي كل هذا السحر والاكتشاف.
وكان ختام زيارتي لطنجة في صحبة شعراء وشاعرات طنجةت من خلال ( صالون الشاعرة أمينة شعلان الدياج ) الذي احتفي بي كثيرا وتحدثت فيه عن الشعرت والكتابة والسفر وقد افتتح الصالون بكلمة من الشاعرة أمينه الدياج والتي رحبت فيها بالضيوف وفي مقدمتهم ضيف المغرب المصري محمود مغربي ، وكذلك الشكر للفنان والملحن عبدالمالك مراس الذي قدم من العرائش ، واضافت بأن هذا الصالون سيعقد لقاءات ثقافية وفنية تثري عالم الابداع والفنون ومن اجل خلق الروابط الحميمة بين الادباء والشعراء والجمهور المتذوق للفنون ، وقالت رغم انها تعيش في فرنسا واسرتها الا انها في حالة تواصل حميم وعشق مع مدينتها ومعشوقتها طنجة التي تراها المدينه العالية العالمية ( أم المدن ) وسيكون هناك برنامج لهذا الصالون يشرف علي اداراته شقيقها عبدالحميد الدياج ويشارك فيه كوكبة من مبدعي وفناني المملكة المغربية وكذلك من مبدعي العالم الذين يتوافدون علي طنجة في كل المواسم وفي نهاية كلمتها ألقت قصيدتها المهداة الي الشاعر الفلسطيني الراحل يوسف عبدالدراغمة والذي رحل عن عالمنا من شهور قليلة .
وشاركنا الشعراء خليل الوافي ، خديجه التمسماني , نسيمة الراوي ، رشيد الصويلحي كما قرأت القاصة نادية الازميي احدي قصصها علي الحضور وفي اختتام فعاليات الصالونتت قدمت بعضا من قصائد مجموعاتي ( تأملات طائر ، العتمة تنسحب رويدا ، أغنية الولد الفوضوي ، صدفة بغمازتين) وقدمت الشكر للشاعرة امينه الدياج لجهدها الرائع في خلق حالة فنية وثقافية حميمة من خلال هذه النافذة ( الصالون الادبي ).
و كان ممتعا ان شاركنا في اللقاء عازف العود والملحن المغربي عبدالمالك مراس حيث قدم مجموعة من القطع الموسيقية والاغنيات التي استمتع بها حضور الصالون.
كما حضر اللقاء من رواد الفنون عبدالحميد الدياج وكوكبة اخري.
واختتم شهادتي للقاريء بعالم الجنوب
الذي انا منه واليهت وفيه اعيشت:
بداخلي إيمان راسخ بأن الشعر والإبداع والفنون في جوهره عطاء إنساني، إذن كيف لي وأنا القارئ والمعايش لكثير من هذه التفاصيل أن أعيش بروح البخل في محيطي، إذن لابد من التعاون والمشاركة في الدور الثقافي الذي أري أنني أقوم به بشكل غير تقليدي منذ سنوات بعيدة، إذ أدعو دائما للمعرفة والجمال والفنون، ولا تندهش إن قلت تإنني أفعل ذلك حتي في أثناء جلوسي في المقهي وفي سيارة الأجرة وفي القطار وفي عملي بهيئة الطرق والكباري بقنا ولقاءاتي في مراكز الشباب والرياضة المختلفة والجامعات والمعاهد، وأحيانا في المدارس الابتدائية، وفي الحقول عندما كنت أحرث الأرض وأعتلي النخيل، وبسبب ذلك صار لي خلال العقود الماضية مئات الأصدقاء والصديقات من أصحاب الأقلام المبدعة والفنانين التشكيليين، وكذلك من عشاق القراءة ؛ كل هؤلاء كانت بداياتهم برفقتي، وكانت المحبة هي الجوهر والعنوان لأن ب (الحب قصيرة هي مسافات السفر)، وأيضا ب (الإخلاص.. حتما تصل إلي ما تريد، وأضع تحت كلمة (إخلاص) نخلة من نخيل الصعيد.. باختصار (أنا محب لكل شيء حولي، حتي للجماد، للطبيعة، لكل مفردات الله سبحانه وتعالي هنا وهناك)، لذا أري في كل ما أقدمه (المحبة في جوهرها).
وللجنوب الختام:
ان مفردة الجنوبي تجعلنا نستعيد الجنوب، صعيد مصر، بكل تفاصيله الثرية؛ شعراء أميون ومتعلمون، بالجلباب والبنطال، حنان الجنوب وقسوته، مفردة الجنوب تجعلني أري ز المغربي الصبي حاديا خلف المحراث، يشدو بالمواويل، يؤنس نفسه وروحه المنفردة في الحقول البعيدة عن المدينة في القيلولة ، أتذكره مندهشا ومصغيا إلي عازف الربابة الشجي، الذي يجيء مثل غيره في وقت حصاد محصول القمح، إلا أن الجنوبي سيبقي مرتبطا بشعراء وأدباء كثيرين في الذاكرة العربية أمثال: أمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي، وبهاء طاهر، ويحيي الطاهر عبد الله، وعبد الرحيم منصور، وحجاج الباي ، ومحمد نصر يس ، وعبدالرحيم حمزة وغيرهم، وفي الجنوب أتذكر أنه في عقد الثمانينات كان المناخ فياضا بروح العطاء والتلاحم والاحترام في كل مجالات الفنون من أدب ومسرح وفنون شعبية وتشكيلية وغيرها، حيث كانت الحقبة غنية بالأمسيات والندوات، كما كنا نجد في قري الجنوب ما يسمّي بظاهرة المنادر التي كانت تستقبل الشعر والشعراء وتتفاعل الجموع مع الكلمة.. كل هذا ندر الان سوي من حاولات فردية هنا وهناكت مثل مايقوم به المستشار الشاعر أحمد ابودقةت والشاعر محمد الجاردت وبعض محبي الشعر والشعراء في قري الصعيد .
يتبقي ان اقول اخيرا للقاريء:
ورغم كل المغريات هنا وهناك تظل قنا بيتي الاثير، فما أروع ان تتجول في شوارع تعرفك وتحنو عليك قبل ان تعرفها، هنا اشتبك في عناق حميم مع وجوه الناس، خصوصا البسطاء، تتفاعل مع كل شيء حولك في المقهي أرصد كل شيء وأتامل كل شيء حولي.
هنا كل شيء يربت عليّ بمحبة وحنو رغم القسوة التي يعرفها العالم عن الصعيد..
نعم هناك مدن تسحرني ولكن لا مدينةت تحتويني سوي قنا.
تبقي كل التحية لأسرة ( أخبار الأدب ) التي جعلتني أتحدث للقاريء المصري والعربي ولكل من يصغي برهافة ومحبة..
كل الحب لكم
وشكرا كبيرا من القلب
محمود مغربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.