مفتتح السنبلةُ تدركُ أن الجراد يا وجع المداد الروح غربتها في البدن وعبلة مازالت تبكي علي مشارفِ الوطن وتصبُّ في عينيها الشوك والرماد كأن القافلة .... تاهتْ في دروبِ الوجع والبيداء يا كل مخالب المحن عبلة بنتْ الأرض تعسكرُ دوما ً.... وتتشظي في لهيب النبض تحصي في الرمال واحدة ً واحدة وأحلامها شاهدة تشدُّ أهدابها من عين الشمس ومريم في ديار القدس يأتي قلبها باكيا ً وكل الجهات تصبُّ في عيني الوطن أهلة ً ودموعا ً الليل يأتي هائما ً .... يفردُ الحكايا أشرعة في الخيال قلتُ لها : إن البدر أكتمل والعشقُ الذي أشتعل فاحرثي البيداء مجرةً ما بين النبع والغزلان زملَّي عشب المسافة يا بنت الدلال الذي غزا كون الله في رئتي عبلة تأتي محملة ً بالشهد والحناء والاريج بلهفة العشاق تصبَّ الخليج علي الخليج غير عابئةٍ بالضجيج تسكرُ إذا رأت الفرات ونخيل الذات تمرَّ ليلاً علي وجع الخيام وتشدُ إلي مكة الرحال عبلة في كل ليلة تموت تحت سنابك العنكبوت فالأرض عانقها الهلاك والجياد ودعتْ الصهيل وكلما عانقها الوجع تدفنُ شالها وكردانها وخلخالها خبيئة ً في عين العواصم تمرُ ظامئة الي بيداء المواسم وتنام وحيدة في الجب ، علَّ السيارة يمروا أيهذا الزحام النوارسُ تبكي والحمام في أخر الليل والوجع الذي تم عبلةُ ترسلُ حمامها الزاجل إلي إيزيس إلي بلقيس إلي فاس وبابل تبكي كالتين والزيتون والنخيل والعنب تردُ غير الوجع لا بديل فأين الجيادُ من الصهيل خاتمة عبلة علي أي بر والتاريخ من هنا يمر والحسين كأن متكئا ًعلي الجرح في أول المخيم كان يغربلُ الحزنَ والليل يدقُّ علي أبواب المحن عبلة تدركُ أن التخوم بعيدة والوطن في وجع القصيدة فيأ كل شقائق النعمان زملَّي عبلة بأرض الروح والبستان.