لا يوجد شىء أشد قسوة على الإنسان أكثر من أن تدفعه أقوال وأفعال من حوله إلى أن يصب جم غضبه على البلد ويصل إلى درجة الكره الشديد لكل ما حوله.. وهو ما يحدث معى حالياً فرغم أن مصر مثل الدماء التى تجرى فى عروقى، لكن أحوال البلد سياسياً واقتصادياً واجتماعيا تدفعنى لأول مرة لإعلان كرهى للبلد وما بها من متناقضات غريبة وشاذة، نعم كرهت البلد لأن الرئيس والحكومة راكبين دماغهم ومش عايزين يعترفوا أن فى مصر فصائل سياسية أخرى، كرهت البلد لأن المعارضة فاكرة نفسها أنها المحرك الرئيسى للشارع وأن الملايين ينتظرون إشارة تحرك منهم، وهم يدركون جيداً أن رصيدهم فى الشارع بدأ ينفد مثلما بدأ رصيد من فى الحكم فى النفاد، كرهت البلد لأن أخواننا فى المعارضة لا يبحثون إلا عن مجد شخصى لكل منهم، فهم يرون من وجهة نظرهم أن لحظة القفز على الحكم دنت لهم، وبالتالى من الأفضل التصعيد لنيل المكاسب، غير عابئين بحرق البلد ومن عليه. كرهت البلد لأن حزب الكنبة زى ما هو لم يتغير، دائماً يحب أن يشاهد دون أن يتفاعل أو يكون له موقف.. كل يوم نقول إن حزب الكنبة سيتحرك، لكن للأسف تخيب كل التوقعات ويظل من على الكنبة، كما هم جالسون فى أماكنهم، رغم أنهم أول من تلسعهم نار ما يحدث، لكن هذه النار لم تعد كفيلة لتحريكهم. كرهت البلد لأن البلطجة أصبحت هى الشىء الوحيد المنظم فى مصر، فى كل شارع ترى البلطجة بعينك ولا تستطيع أن تصدها.. والغريب أن هذه البلطجة امتدت للأجهزة المطلوب منها مكافحة البلطجية وأقصد هنا الشرطة التى انبرى بعض منهم للدفاع عن حقهم فى إطلاق اللحية، بينما تناسوا جميعا حق المصريين فى الأمن والأمان، وأننا لا يهمنا أن يكون حضرته ملتحيا أو حليق الذقن أكثر من رغبتنا فى حياة آمنة. سيادة الرئيس.. السادة الوزراء.. إخواننا فى المعارضة.. شكراً لكم جميعاً فمهمتكم نجحت باقتدار فى جعلى ومعى أعتقد كثيرون يكرهون البلد بوضعه الحالى، وكلنا أمل فى أن تنزاح الغمة.