تصريحات الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة لوكالة رويترز بدولة الإمارات، شدت انتباه العديد من السياسيين، كما أنها أثارت مخاوف شديدة لدى جماعة الإخوان المسلمين، خاصة الجملة التي قال فيها: إن القوات المسلحة: «يمكن أن تقوم بدور إذا تعقدت الأمور»، ما هى طبيعة هذا الدور؟، وما هو حجم العقدة وشكلها الذي معه ستتدخل القوات المسلحة؟، وما هي نوعية هذا التدخل وحدوده؟. بعض الأصدقاء فى جماعة الإخوان يرون أن الجيش سوف يقوم بانقلاب عسكري فى أقرب فرصة، ومبررهم فى ذلك جملة الفريق صبحى التى تؤكد إمكانية تدخل الجيش فى حالة تعقد الأمور. وقد سألني أحد الأصدقاء فى جماعة الإخوان عن تصريحات الفريق صدقى، وأكدت له أن صدقي لم يعن بالتدخل الانقلاب العسكري والإطاحة بالرئيس مرسى وجماعة الإخوان، بل قصد التقريب فى وجهات النظر بين جماعة الإخوان والقوى السياسية، فسألنى: وماذا لو انقلب الجيش على الرئيس والجماعة؟، قلت له ضاحكا: يبقى تستهلم، أنتم اللى عملتم فى نفسكم كده، وقلت له: إن الناس لن ترضى بحكم العسكر، قال: هناك الكثير ممن يكرهون جماعة الإخوان وسوف يرحبون بالجيش، قلت له: شفت أنتم وصلتم الناس لإيه، زرعتم الكراهية والعنف فى الشارع لدرجة أن البعض فضل حكم العسكر عن حكمكم. عدت مرة أخرى لتصريحات الفريق صدقى التى بثتها الوكالة اكتشفت انه ذكر معلومة على قدر كبير من الأهمية، وهى أن القوى السياسية سوف تجلس خلال أسبوع أو أكثر للتحاور، وحسب صياغته: «أن حوارا وطنيا سيعقد فى غضون أسبوع أو أسبوعين بين جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة وجماعات المعارضة»، مؤكدا : «إن الجيش يتوقع أن تحل الجماعات السياسية المتنافسة نزاعاتها بالحوار». هذه التصريحات تؤكد وجود دور للقوات المسلحة فى تقريب وجهات النظر بين الرئاسة وجماعة الإخوان وبين القوى السياسية المعارضة، وعلى وجه التحديد جبهة الإنقاذ الوطنى، ويفهم أيضا من تصريحات الفريق صدقى أن دور القوات المسلحة تمثل في الضغط على جميع الأطراف للجلوس معا والتحاور، ويعنى أيضا أن القوات المسلحة أجبرت الرئاسة والإخوان على الجلوس مع جبهة الإنقاذ. ونظن أن ضغوط القوات المسلحة على الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين هى التى زرعت الخوف في قلوب قيادات الجماعة، ودفعتهم إلى تفسير مقولته: «إن القوات المسلحة: «يمكن أن تقوم بدور إذا تعقدت الأمور»، بأن قيادات القوات المسلحة تعتزم الانقلاب على الإخوان. وبغض النظر ماذا لو صدقت مخاوف جماعة الإخوان؟، ماذا لو أطاح الجيش بالرئيس مرسى المنتخب 51% من الذين حضروا التصويت؟، هل ستهلل له القوى السياسية شماتة فى جماعة الإخوان؟، هل ستنزل مظاهرات فى الشوارع والميادين تهتف: «الجيش والشعب إيد واحدة»، وماذا بعد الانقلاب؟، هل سنعيد الكره من نقطة الصفر؟، هل سنعيد تصوير نفس المشاهد التي صورناها بعد الثورة؟..إعلان دستور عسكري، الاستفتاء على الإعلان، حل مجلس الشورى، انتخابات برلمانية، تشكيل لجنة تأسيسية لكتابة الدستور، نصف اللجنة زائد واحد من الإسلاميين والنصف الآخر إلا حزب الوسط وبعض المنتفعين للقوى السياسية، تشكيل حكومة لإنقاذ وطني، مشروع قانون لعزل الفلول، فرض حالة الطوارئ، قناصة يطلقون النار على المتظاهرين بالتحرير ومحمد محمود والقصر العيني وفى ميدان الأربعين والشون وفى بورسعيد وطنطا، اشتباكات بين الأقباط والجنود أمام ماسبيرو. أظن أن هذه المخاوف هى التى تقوى جماعة الإخوان وتجعلهم يقومون بإقصاء المعارضة بغلظة وعنف وبلطجة، اعتقادا منهم أن القوى السياسية سوف تخاف على البلاد ولن تلجأ للجيش أو إلى الانقلاب على رئيسهم المنتخب، لكن للأسف حسابات الجماعة قد خانتهم، ونعتقد أنهم زرعوا كماً من الكراهية والعنف سيجعلان الشعب والقوى السياسية ترحب بالعسكر المهم تنزاح الغمة، وربك بيسلط أبدان على أبدان. Alaaalaa321|@hotmail.com