كانت تأتى دوماً فى مخيلتى كشبحِ يطاردنى ليل نهارِ وأذهب لعالم بعيد لأخلو بها وحدى تذكرنى بذاك الوضع الذى آلت إليه الأحوال فى بلادنا حفظها الله من كل سوء وكلما حاولت أن أصوغها ضاعت منى الصياغة وتاهت منى الكلمات وشرد من الذهن وضاعت منى الأفكار وبقيت لى الآهات فقررت اليوم أن أذكرها فى عدة صور لمواقف عاصرتها حتى لا تهرب منى ذات يومِ دون رجعة. الصورةُ الأولى: كنت أعمل فى إحدى شركات المقاولات وحينما يأتى العميل إلينا طالباً مقابلة المدير العام ليطالب بإنجاز عمل له كان يطلب منه المدير مثلا 5 آلاف جنيه ويدفعهم العميل وينصرف على وعدِ بانجاز العمل وبعدها يطلب المدير أحد المهندسين ليخبره بأن هناك عملٌ يحتاج إلى انجازه دفع فيه العميل 3 آلاف جنيه ويذهب بعدها المهندس إلى أحد المشرفين ويخبره أن هناك عملا يحتاج إلى إنهائه تكلفته ألفى جنيه وبعدها يذهب المشرف إلى أحد المقاولين يخبره أن هناك عملاً تكلفته 1000 ونصف ويأتى المقاول بالفنى الذى سينجز المهمة فى غصون يومين ليتقاضى عنهم أجراً 200 جنيه فقط.